يقترب بعد شهرين موعد استلام تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي إس 400 من روسيا، وهي الصفقة التي تثير غضب الولايات المتحدة الأمريكية.
التفاصيل:
- أعطت واشنطن مهلة إلى تركيا حتى نهاية الشهر الجاري لإيقاف الصفقة، متوعدة إياها بفرض عقوبات في حال إتمامها، بل وأوقفت أمريكا بالفعل تدريب الطيارين الأتراك على طائرات إف 35 بولاية أريزونا الأمريكية.
- من ناحية أخرى في 19 من يونيو/ حزيران الجاري دشنت تركيا سفينة الحفر (ياووز)، والتي ستتوجه للتنقيب عن الغاز الطبيعي أمام سواحل جمهورية شمال قبرص التركية لتنضم إلى سفينة (الفاتح) التي تعمل في نفس المنطقة منذ 30 من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
- بذلك صارت تركيا تمتلك 4 سفن للتنقيب عن الغاز وهي (خير الدين بربروس)، و(أوروج رئيس) فضلا عن السفينتين السابقتين.
- تلك التحركات التركية للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط استنكرتها مصر واليونان وقبرص اليونانية، بل وهدد الاتحاد الأوربي بفرض عقوبات على تركيا في حال استمرار أنشطتها في تلك المنطقة.
سباق تسلح
- يأتي التسلح التركي مع تنقيبها عن الغاز في البحر المتوسط في ظل صفقات تسلح مصرية خلال السنوات الأخيرة، والتي تثير العديد من علامات الاستفهام نظرا لنوعيتها التي ترتكز على تطوير سلاح الجو، وسلاح البحرية بمليارات الدولارات في ظل تراجع وانكماش الاقتصاد المصري.
- بلغت صفقات التسلح المصرية أوجها بشراء مصر سفينتي إنزال من طراز ميسترال الفرنسية تبلغ حمولة الواحدة منها 16 مروحية و13 دبابة و450 فردا بكامل معداتهم، وفرقاطتين من راز فريم وجويند، وغواصتين ألمانيتين من طراز تايب-209.
- فضلا عن التعاقد على شراء 24 طائرة من طراز رافال الفرنسية تسلمت القاهرة منهم حتى مطلع العام الحالي 12 طائرة، كما جرى التعاقد على شراء 30 طائرة من طراز ميغ 29 الروسية تسلمت القاهرة منها 8 طائرات.
- تأتي تلك الصفقات الدفاعية في الوقت الذي لا يواجه فيه النظام المصري أي مشاكل خطيرة مع دول المحيط الإقليمي، وهو ما يرجح أن صفقات التسلح تلك ترتبط بالصراع المحتمل على عمليات استكشاف الغاز الطبيعي في المياه العميقة بالبحر المتوسط.
- ويعضد تلك الفرضية حرص النظام المصري مؤخرا على توثيق علاقاته مع اليونان وقبرص، حيث تأسست في عام 2014 آلية للتعاون الثلاثي بين البلدان الثلاثة عبر عقد قمة رئاسية دورية، ثم تطور الأمر إلى إجراء أول تدريب جوي مشترك بين مصر اليونان في عام 2015 تحت اسم (حورس 2015)، وصولا إلى عقد تدريب جوي بحري ثلاثي مشترك بين مصر واليونان وقبرص اليونانية تحت اسم (ميدوزا).
- حيث جرت أحدث نسخ ميدوزا في شهر أبريل/نيسان الماضي تحت اسم (ميدوزا 8). وجرت التدريبات بمسرح العمليات في البحر المتوسط بمشاركة سفينتي الميسترال وعدد من الفرقاطات ولنشات الصواريخ وطائرات متعددة المهام، وطائرات الإنذار والاستطلاع والنقل.
- ونظرا لأن الصراع المحتمل على التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط سيأخذ بشكل أساسي شكل الحرب البحرية التي تستهدف سفن الحفر، فإن السيادة الجوية على مسرح العمليات ستكون لها الأولوية حيث ستسهل على من يملكها تدمير القطع البحرية المعادية. وهو ما يجعل لمنظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى أهمية قصوى لدورها في توفير السيادة الجوية.
ما الذي تقدمه منظومة إس 400 إلى تركيا؟
- توفر منظومة إس 400 لتركيا القدرة على التصدي لأي ضربة جوية مفاجئة قد تستهدف القطع البحرية التركية في شرق المتوسط أو القواعد البحرية والمطارات وقواعد الدفاع الجوي القريبة من البحر المتوسط أو المطلة عليه.
- تتسم منظومة إس 400 بقدرتها على تمدير كافة أنواع الطائرات، والصواريخ البالستية.
وتتميز منظومة إس 400 بقدرتها على:
- رصد الأهداف في مدى 600 كيلومتر.
- القدرة على تدمير الأهداف الجوية في مدى 400 كيلومتر، والصواريخ البالستية في مدى يصل إلى 60 كيلومترا.
-
القدرة على التعامل مع 36 هدفا في الوقت نفسه.