مع تزايد الحديث عن الفشل في تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية المعلنة على قطاع غزة، والضغوط الداخلية والخارجية على الجيش للانسحاب وتقليص حجم الحرب وزمنها، كشف النقاب عن خطة عسكرية جديدة ترمي إلى شق قطاع غزة إلى قسمين، شمال وجنوب. والعمل على احتلاله لزمن مؤقت، ولكن غير محدود.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن الحديث يجري عن ممر يشق القطاع من جنوب غزة. وقد باشر الجيش الإسرائيلي شق هذه الطريق منذ عدة أسابيع لتكون طريقاً عسكرية فقط. وأقام على طولها محطات رقابة وحواجز عسكرية تعمل على منع عودة الغزاويين الذين هجروا الشمال إلى الجنوب، ويريدون العودة إلى بيوتهم وأراضيهم ومصالحهم التجارية أو مزارعهم، وكذلك لمرور المساعدات الإنسانية التي توافق إسرائيل على إيصالها إلى الشمال. وبعد نجاح التجربة، قرر الجيش تطويرها لتصبح طريقاً فاصلة. وقال إنه سيحافظ عليها طالما الجيش الإسرائيلي في غزة. وهو يتوقع أن يمتد وجوده حتى نهاية السنة، رغم طلب الولايات المتحدة تقصير هذه المدة.
من جهة ثانية، نشرت جميع وسائل الإعلام العبرية، تصريحات يتذمر فيها قادة الجيش من حرب أقسى يتعرضون لها من ذوي القربى. ويقصدون بذلك المعركة التي يشنها سياسيون كبار، وبينهم وزراء أساسيون في الحكومة، ضد رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، وبقية الجنرالات. واعتبر هؤلاء القادة الهجوم السياسي عليهم مؤلماً وموجعاً، وفي بعض الأحيان غير مفهوم. وقال أحدهم: أنت تحارب عدواً شرساً أمامك، وهناك من يطعنك في الظهر. فتشعر أنك في تايتنيك. ولا تستوعب كيف يمكن لقادة سياسيين أن يقامروا بمصالح الدولة إلى هذا الحد. ويؤكد هؤلاء أن هذه الهجمة لا يمكن أن تتم من دون موافقة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بل هي تتم بإيعاز منه، والهدف منها هو منع إجراء مداولات حول اليوم التالي للحرب على غزة، لإبقائها حرباً مفتوحة، لضمان بقاء نتنياهو في الحكم.