أفادت منظمة حقوقية ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق السجناء السياسيين في فنزويلا بأن السلطات أفرجت عن عشرات المراهقين كانوا محتجزين على خلفية الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد. واندلعت مظاهرات في فنزويلا بعد إعلان مجلس الانتخابات فوز الرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو بولاية ثالثة، وهي نتيجة رفضتها المعارضة التي تقول إن مرشحها فاز بالأغلبية.
في خضم أزمة سياسية تعصف بفنزويلا منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أعلنت منظمة حقوقية غير حكومية الأحد أن السلطات أفرجت عن عشرات المراهقين اعتقلوا على خلفية المظاهرات التي شهدتها البلاد. وخرجت احتجاجات غاضبة للتنديد بإعلان فوز الرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو، بينما تقول المعارضة إن مرشحها إدموندو جونزاليس أوروتيا فاز بالانتخابات التي أجريت أواخر يوليو الماضي.
وكان المجلس الانتخابي الوطني في فنزويلا قد أعلن أن مادورو حصد 52% من الأصوات وفاز بولاية رئاسية ثالثة من ست سنوات، دون أن يقدم نتائج مفصلة.
وتقول المعارضة إن مرشحها، وهو دبلوماسي متقاعد يبلغ 74 عاما، فاز في الانتخابات على مادورو بفارق كبير، وفقا لاحصاءاتها الخاصة.
وقالت منظمة فورو بينال إن 86 مراهقا، من إجمالي 114 قاصرا محتجزين منذ بداية الأزمة السياسية، أفرجت عنهم السلطات. وأضافت المنظمة التي تدافع عن السجناء السياسيين في كل أنحاء البلاد، إنه بين 29 أغسطس و1 سبتمبر، تمكنت فورو بينال من التحقق من 86 حالة إفراج عن مراهقين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما محتجزين منذ 29 يوليو على خلفية المظاهرات التي أعقبت الانتخابات في فنزويلا. وكانت المنظمة أبلغت في اليوم السابق عن 40 حالة إفراج مؤقت، وقبلها بيومين عن 16 حالة أخرى. وهؤلاء القصر الـ86 هم 74 ذكرا و12 فتاة. وقد تمت عمليات الإفراج في 14 ولاية من ولايات البلاد الـ24، بما في ذلك العاصمة.
ووفقا لسجلات فورو بينال، اعتقل 114 مراهقا واتهموا بالإرهاب أو الخيانة في أعقاب المظاهرات ضد إعادة انتخاب مادورو، التي نددت بها المعارضة ووصفتها بأنها "عملية احتيال واسعة النطاق" من جانب الحكومة الاشتراكية.
ولم تعلق السلطات على اعتقالات القصر أو عمليات الإفراج عنهم. لكنها أكدت أنه تم احتجاز 2400 شخص. ومن هذا المجموع، أحصت فورو بينال 1581 سجينا سياسيا ولا تزال تتلقى شكاوى.
وقالت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو عبر موقع إنستجرام إن ما فعله هذا النظام لم يسبق له مثيل في فنزويلا. مادورو يخطف أطفالا. لقد انتهك حقوقهم وكرامتهم وفصلهم عن عائلاتهم وحكم عليهم بالرعب، مطالبة بالإفراج عن جميع المراهقين والسجناء السياسيين.
وبنى مادورو سجنين شديدي الحراسة هما توكويتو وتوكورون اللذين كانا تحت سيطرة عصابات إجرامية لفترة طويلة إلى أن أعادت قوات الأمن السيطرة عليهما عام 2023. ونقل حوالي 700 سجين إلى هذين السجنين خلال هذا الأسبوع، وفقا لمرصد السجون الفنزويلية، وهو منظمة غير حكومية.
وأثار الإعلان عن إعادة انتخاب مادورو (61 عاما) تظاهرات أسفرت عن مقتل 27 شخصا وإصابة 192 آخرين، وفق مصادر رسمية.
والأسبوع الماضي، نددت فورو بينال بارتفاع عدد السجناء السياسيين من 199 سجينا قبل الانتخابات إلى 1780 سجينا حاليا، وهو أعلى رقم منذ 25 عاما تقريبا.