أكدت إسرائيل أنها ستسعى لمنع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك إثر اتهام الدولة العبرية موظفين في الوكالة الأممية بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر.
وأعلنت الأونروا أنها طردت عدة موظفين لديها تتهمهم السلطات الإسرائيلية بالضلوع في الهجوم. وسارعت الولايات المتحدة وكندا واستراليا وايطاليا وبريطانيا إلى تعليق تمويل الوكالة.
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس أن وزارة الخارجية تهدف إلى ضمان ألا تكون الأونروا جزءا من المرحلة التي تلي الحرب، مضيفا أنه سيسعى إلى حشد الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأطراف مانحة أخرى رئيسية.
من جانبها، نددت حركة حماس بالتهديدات الإسرائيلية ضد الأونروا ومنظمات أممية أخرى، ودعت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى عدم الرضوخ لتهديدات وابتزازات إسرائيل.
وأعلنت الأونروا أن السلطات الإسرائيلية قدمت للأونروا معلومات عن الاشتباه بضلوع عدد من موظفيها" في هجوم السابع من أكتوبر داخل الأراضي الإسرائيلية. وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في بيان من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية، قررت إنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وفتح تحقيق حتى إثبات الحقيقة بدون تأخير. وكلّ موظف تورط في أعمال إرهابية يجب أن يُحاسَب، بما في ذلك من خلال ملاحقات قضائية.
وتزايد التوتر في الأيام الأخيرة بين الدولة العبرية والوكالة الأممية، بعد قصف مدفعي استهدف ملجأ تابعا للأمم المتحدة في خان يونس جنوب القطاع وأدى إلى مقتل 13 شخصا.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه يجري مراجعة شاملة لعمليات القوات في المنطقة، وينظر في احتمال أن تكون الغارة نتيجة نيران حماس. والمعروف أن الجيش الإسرائيلي هو الوحيد الذي يمتلك دبابات في الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وكانت الولايات المتحدة، الداعم البارز للوكالة، قد سحبت تمويلها في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي اعتبرت أنشطتها منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه. لكن ذلك تغير مع وصول جو بايدن للرئاسة والإعلان عام 2021 عن تمويل أمريكي للأونروا بقيمة 340 مليون دولار. وأثنى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على الوكالة كونها تؤدي دورا حيويا على مدى سنوات عديدة في دعم اللاجئين الفلسطينيين. لكنه قال إن الاتحاد يتوقع شفافية كاملة بالإضافة إلى إجراءات فورية ضد الموظفين المتورطين.
أكدت السلطة الفلسطينية السبت أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بحاجة إلى الدعم وليس إلى وقف الدعم والمساعدات. وكتب حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبر منصة "اكس"، نطالب الدول التي أعلنت عن وقف دعمها للاونروا بالعودة فوراً عن قرارها الذي ينطوي على مخاطر كبيرة سياسية وإغاثية.
ولم يصدر أي تعليق من الاونروا على تعليق عدة دول لتمويلها. ورأى يوهان صوفي الذي سبق أن عمل مديرا للمكتب القانوني للأونروا في قطاع غزة، أن الوكالة انتهجت دائما سياسة عدم التسامح مطلقا مع العنف والتحريض على الكراهية. وقال فرض عقوبات على الأونروا التي بالكاد تحافظ على حياة جميع سكان غزة، بسبب المسؤولية المزعومة لعدد قليل من الموظفين، هو بمثابة عقاب جماعي لسكان غزة الذين يعيشون في ظروف إنسانية كارثية.