شنت إسرائيل هجوما على إيران، صباح الجمعة، في تطور يزيد بشدة من مخاطر اتساع الصراع في المنطقة، ما أدى لتصاعد الدعوات الدولية لضبط النفس ووقف التصعيد.
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تحدى الدعوات الغربية لضبط النفس، الأمر الذي يشعل المخاوف بشأن تصعيد كبير آخر في المنطقة، مشيرة إلى أنه بينما تتبادل تل أبيب وطهران الضربات والضربات المضادة، تتصاعد المخاوف من احتمال اندلاع حرب إقليمية، متساءلة: لكن ما مدى احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة؟.
لم تتضح التفاصيل الرئيسية بعد، لكن مسئولين أمريكيين قالوا إن إسرائيل شنت غارة جوية انتقامية على إيران بعد قصفها بصواريخ وطائرات بدون طيار الأسبوع الماضي. وقالت مصادر لوسائل الإعلام المحلية إنه سمع دوي انفجارات قرب قاعدة جوية تقع شمال شرق مدينة أصفهان الإيرانية، فيما قد يكون تصعيداً كبيراً. وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأنه أسقط عدة طائرات بدون طيار حول القاعدة الجوية، وفقاً لما نقله صحفيون محليون. ورجحت تقارير غير مؤكدة أن منشأة نطنز النووية الكائنة تحت الأرض، تعرضت أيضاً للاستهداف، رغم أن وكالة أنباء إيرانية أفادت بأن الادعاء غير صحيح.
وبحسب تليجراف من المفهوم أن مسئولين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون يراقبون الوضع عن كثب.
يأتي الهجوم الإسرائيلي على إيران بعدما استهدفت الأخيرة إسرائيل بالمئات من الطائرات بدون طيار والصواريخ في ضربة غير مسبوقة السبت الماضي، ردا على قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق.
وقلل مسئول إسرائيلي من أهمية القصف، واصفاً إياه بالفشل الاستراتيجي حيث اعترضت منظومة القبة الحديدية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة نحو 99% من المقذوفات. وكانت هذه أول مرة تتعرض فيها إسرائيل للهجوم مباشرة من الأراضي الإيرانية. وبحسب "تليجراف"، فإن صحت التقارير واستهدفت إسرائيل القاعدة الجوية في أصفهان، فإن ذلك يوازي اختيار إيران للأهداف يوم 13 أبريل؛ حيث تعرضت قاعدة نفاطيم الجوية الإسرائيلية لضرر بسيط خلال القصف.
بعد الضربة التي شنتها إيران السبت الماضي على إسرائيل، قالت القيادة الإيرانية إنها اعتبرت المسألة منتهية، لكن إذا ردت إسرائيل، فسنرد بهجوم أكبر بكثير. وحث قادة العالم نتنياهو على تجنب مهاجمة إيران وزعزعة استقرار المنطقة، لا سيما مع عدم وجود أضرار ناجمة عن الضربة الإيرانية لإسرائيل. ولم تحدد إيران بعد كيف سترد على الهجوم الإسرائيلي الجمعة.
وفي غضون ذلك، تحظى إسرائيل بالدعم بين القوى الغربية، كما حدث عندما اتحدت معا لإسقاط الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية. ويقال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يخشى أن تجره قيادة إسرائيل إلى الصراع في الشرق الأوسط، ونقل عنه قوله لنتنياهو: اغتنم الفرصة. في المقابل، تتمتع إيران بدعم أيضاً، مما قد يهيئ الأوضاع لصراع أوسع نطاقاً.
إيران تحظى بدعم روسيا التي استخدمت طائراتها بدون طيار من طراز شاهد في حربها على أوكرانيا، بينما حافظت على روابط وثيقة مع الصين. وثمة خلاف بين الخبراء بشأن احتمال اندلاع حرب عالمية.