درويش تائه وعاشقة يهودية في "قواعد العشق الأربعون"

رواية "قواعد العشق الأربعون" عن جلال الدين الرومي للكاتبة التركية أليف شفق

ثقافة 19:00 01.03.2020

بجرأة القرن الحادي والعشرين، دلفت الكاتبة التركية أليف شفق إلى عالم المتصوفة من القرن الثالث عشر ميلادي وزاوجت في روايتها "قواعد العشق الأربعون" حياة جلال الدين الرومي وعلاقته بالمتصوف شمس الدين التبريزي بقصة حب خائنة تنتهي بخيبة فاجعة. ملهم الملائكة وافى موقع قنطرة بقراءته التالية للرواية.

بجرأة القرن الحادي والعشرين، دلفت أليف شفق إلى عالم المتصوفة من القرن الثالث عشر ميلادي. الرواية تحكي تفاصيل من حياة المتصوّف الأفغاني، الإيراني، التركي، جلال الدين الرومي. زمن الحكاية قبل وبعد سقوط دولة الخلافة العباسية على أيدي المغول حيث تنتهي الوقائع سنة 1260 ميلادية.

إلى " مولانا " الخطيب المفوه سعى الدرويش المشرد شمس الدين التبريزي، وحين التقيا سلب شمس لبّ وعقل مولانا الرومي، فاسكنه الأخير بيته بين أفراد أسرته، وانشغل عن العالم كله بهذا الدرويش التائه. شمس يقول: "في نهاية المطاف، ماذا يهم في أي مدينة أمكث، مادام الرومي ليس بجانبي، فحيثما يوجد، توجد قبلتي".

 

غلاف رواية

الرواية "قواعد العشق الأربعون" تحكي تفاصيل من حياة المتصوّف الأفغاني، الإيراني، التركي، جلال الدين الرومي. زمن الحكاية قبل وبعد سقوط دولة الخلافة العباسية على أيدي المغول حيث تنتهي الوقائع سنة 1260 ميلادية.

هما يفسران هذا الوله بينهما باعتباره عشقا معرفيا صوفيا، لكن الكاتبة أليف لا تسعى أن تقنع القارئ المعاصر بهذا الانطباع.

"الكفر الحلو" نص يخلط حدود الزمن

تكنيكيا، يصلنا النص من خلال مسودة رواية" الكفر الحلو" التي أُرسلت إلى اليهودية الأمريكية إيلا روبنشتاين الساكنة في بوسطن لتقيّمها، فتقع في حب كاتبها العولمي الشخصية، عزيز، المتحول من ملحد يساري إلى مسلم متصوف والساكن في أمستردام.

تنمو علاقتهما رغم أنّها أم لثلاثة أبناء، كبراهم جانيت في السابعة عشرة تريد ترك البيت، فيما زوجها ديفيد لا يفتأ يخونها. من خلال سرد الكفر الحلو ومراسلتهما نعرف قواعد العشق الأربعين تباعا، فيلخص عزيز مفهوم مولانا عن العالم بالقول: "كما ترين يا إيلا، كل ما يمكنني أن أمنحك إياه هو اللحظة الراهنة، هذا كل ما أملكه، وفي الحقيقة لا أحد يملك أكثر من ذلك". وهو بهذا يردد تصور الرومي عن العالم وتنكشف للقارئ تفاصيل علاقة غامضة بذلها المتصوف الخطيب مولانا للدرويش التائه، وتصل إلى الأمور إلى حدود قصوى، حين تسير الأحداث باتجاه تزويج شمس الدين من ربيبة مولانا الساكنة في بيته " كيميا" العذراء ذات الخمسة عشر ربيعا، ليضمن بقاء الدرويش إلى جنبه.

تدريجيا ينمو الهاجس الحسي لدى القارئ، هاجس محموم يفترض أن علاقة الإيميلات بين إيلا وبين عزيز" كريغ" بدأت تنمو باتجاه التماس الجسدي، كما كانت العلاقة الصوفية الغامضة تثير لدى محيط الرجلين هواجس حسية غامضة.

لماذا عاف الدرويش التائه عروسه اليانعة ؟

وبنفس المقدار، وقبل 8 قرون ينمو هذا الشعور لدى القارئ، حين يعجز شمس الدين عن مقاربة عروسه الجميلة ليلة زفافهما، ويبقى بعيدا عنها بعد تلك الليلة رغم محاولاتها التي تعلمتها من المومس السابقة "زهرة الصحراء" ربيبة مولانا الأخرى لإثارته وتحريك فحولته. ولن يتمكن أي قارئ نبيه إلا من أن يفترض أنّ ما بين الرجلين هو الذي يحول دون مضاجعة شمس لامرأته. علاقة الرجلين قد يفسرها قول الرومي الشهير:" كل الأشياء تصبح أوضح حين تفسر، غير أنّ هذا العشق يكون أوضح حين لا تكون له أي تفسيرات".

 

أليف شفق

أليف شفق: كاتبة تركية ولدت في فرنسا، و تكتب بالتركية والإنكليزية، وقد ترجمت أعمالها إلى 30 لغة كما تشير الموسوعة الشعبية ويكيبيديا. نشرت روايتها "قواعد العشق الأربعون" عام 2010 في الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بترجمتها عن الإنكليزية خالد الجبيلي ونشرت عن دار طاوي سنة 2012.

بنفس المستوى، تتحدى علاقة إيلا بالمصور الكاتب التائه "عزيز" مستوى التفسير، فهي ترحل إليه مجذوبة بسحر علاقة الرومي بشمس، لتجده  يُعلن  لها أنه مريض لم يترك له مرض السرطان سوى 14 شهرا ، وبذا فإنه لا يريد أن يخرّب حياتها لأجل نزوة.

التشابه بين الحالتين يكتمل، حين يتآمر أهل قونية على قتل شمس التبريزي، كما تآمر السرطان على قتل عزيز- كريغ!

علاقات تتجاوز الزمن وحدود الأديان

قواعد العشق الأربعون تتخطى حدود الأديان، والاستقطاب الطائفي الديني العالمي السائد في يومنا هذا، فمولانا متزوج من "كيرا " المسيحية، وقبلها كانت زوجته "جوهر" بهائية،  وهو لا يهتم أن تختلف الأديان ما دام المعشوق" الله" واحد، وينطبق هذا إلى حد بعيد على شمس، فهو لا يهتم لحدود الإسلام، ويطلب من مولانا أن يشتري قناني خمر، ويشربها في الحانة ليفقد احترام الناس له، فيكون حبه خاليا لله، وليس حبا للثواب المنتظر من الله!

ففي القواعد الأربعين جاء أنّ: "الإسلام يعني السلام الداخلي وضمناً الاستسلام، والاستسلام لا يعني أن يكون المرء ضعيفا أو سلبيا، ولا يؤدي إلى الإيمان بالقضاء والقدر، بل على العكس تماما". وهو بهذه الطريقة يختلف مع كل ما ذهب اليه فقهاء الإسلام من المذاهب كافة.

بنفس المقاربة، فإن إيلا اليهودية لم تمانع أن تقيم علاقة حب بملحد -مسيحي-متحول إلى الإسلام الصوفي، ولم تمانع أن تتحدى ضوابط الديانة الموسوية الصارمة التي تحرّم ارتباط اليهود بآخرين أو أخريات من خارج ملّتهم بشكل قاطع. لكن تلك التضحية الجسيمة، ومثلها هجرانها لدفء أسرتها الميسورة  في "نورثامبتون" ، تفتت على صخرة عجز فرضه مرض العصر السرطان، ولم تتفتت على صخرة علاقة غامضة تربط ديفيد بطرف ثالث. شخوص الرواية الأخرى، بقيت في الظل، في ضوء تنامي العلاقة رباعية الأطراف عبر القرون.

ملهم الملائكة

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

السجن 25 عاماً لملك العملات المشفرة بتهمة سرقة 8 مليارات دولار
10:15 29.03.2024
الأمين العام لأوبك حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود
10:00 29.03.2024
إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
جميع الأخبار