محمود سعد دياب
تحت عنوان "إسهامات بلاد ما وراء النَّهر في إثراء الحضارة الإسلاميَّة"، تعقد جامعة الوادي الجديد المؤتمر الدولي الثالث برئاسة رئيس الجامعة الدكتور عبد العزيز طنطاوي، وأمانة الأستاذ الدكتور حسن عبد اللطيف نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وذلك يومي 21 و22 سبتمبر الجاري، بحضور السفير محمد عبد القادر الخشاب مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفراء دول كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان بالقاهرة.
ويقول مقرر المؤتمر الدكتور سعد عبد الغفار أستاذ النقد والبلاغة المساعد بآداب الوادي الجديد، إن هذه هي الدورة الثالثة لمؤتمر"إسهامات بلاد ما وراء النَّهر في إثراء الحضارة الإسلاميَّة"، حيث عقدت الدورة الأولى في رحاب مكتبة الإسكندرية عام 2016، بالتَّعاون بين كلية الآداب بالوادي الجديد ومكتبة الإسكندرية، وبعض سفارات دول آسيا الوسطى بالقاهرة "كازاخستان، وأوزبكستان، وطاجكستان"، مضيفًا أن الدورة الثانية عُقدت في رحاب جامعة مطروح عام 2019، بالتعاون أيضًا مع بعض سفارات دول الكومنولث الروسي بالقاهرة، وأن هذه هي الدورة الثالثة للمؤتمر التي تُعنى بتنظيمها جامعة الوادي الجديد، والتي ستُعقد بمقر الجامعة بمدينة الخارجة.
وأضاف أن المؤتمر يسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها الكشف عن إسهامات بلاد ما وراء النهر "آسيا الوسطى" في إثراء الحضارتين الإسلامية والإنسانية، ومد جسور التَّعاون الثَّقافي والعلمي بين العلماء والباحثين المهتمين بالحضارة الإسلامية، وفتح آفاق رحبة للتواصل العلمي والثقافي المثمر والبنَّاء مع العلماء والباحثين في آسيا الوسطى، تلك المنطقة التي أثرَتِ الحضارة الإنسانيَّة في مختلف العلوم والفنون والآداب بما قدَّمه علماؤها من إسهامات جليلة لا تزال أثارها باقية فينا إلى اليوم.
وتضمنت أهداف المؤتمر أيضًا الكشف عن مجاهيل العلماء -وهم كُثُر- في منطقة آسيا الوسطى، والتواصل مع تراثنا العربي والإسلامي في منطقة آسيا الوسطى.
وأشار الدكتور سعد عبد الغفار، أن محاور المؤتمر تتضمن شخصية الإمام أبو نصر الفارابي "المُعلم الثَّاني" شخصية المؤتمر، من ناحية جهوده الفلسفية في التَّقريب بين الفلسفة والتَّصوف، وفي جمع وتصنيف العلوم، وعلم الأصوات والموسيقى، وإسهاماته في علم المنطق، وعلم النفس الاجتماعي، فضلًا عن جهود علماء بلاد ما وراء النهر في تجديد الدرس البلاغي واللغوي من ناحية المظاهر والأنماط، ودوافع ومظاهر الجمع والتصنيف في علوم البلاغة، واللغة، والأدب من القرن الخامس إلى العاشر الهجري، والأصول التراثية للنظريات اللُّغويَّة والبلاغيَّة الجديدة، ودور علوم اللُّغة والبلاغة في لغة فقهاء آسيا الوسطى، والإبداع الشعري لدى شعراء آسيا الوسطى مثل علي شير نوائي، أبو عبد الله الردوكي السمرقندي.
وتتضمن محاور المؤتمر أيضًا جانب من الدِّراسات الإسلاميَّة، مثل علاقة فقه الواقع بالثابت والمتغير في التَّشريع الإسلامي، وأسباب ومظاهر انتشار التصوف في آسيا الوسطى، وظاهرة الحواشي على التَّفاسير في القرون الوسطى، الدَّوافع والاتجاهات، وأثر العقيدة الماتُريديَّة في الشَّرق الإسلامي، وبخصوص الدِّراسات التَّاريخيَّة والجغرافية، تتضمن المحاور مظاهر التأثير الفارسي في الشَّرق العربي والإسلامي، ودور المراصد الفلكية في آسيا الوسطى في تقدم علوم الفلك، والعلاقات السياسية بين الدولتين الإخشيدية والطولونية وبلاد ما وراء النهر، ومظاهر التأثر بطُرز العمارة الإسلامية لبلاد ما وراء النهر في المشرق الإسلامي، وفقه العمران في عمائر بلاد ما وراء النهر.
أما عن الدِّراسات العلميَّة، فكان لها محور مستقل يناقشه المؤتمر، ويتضمن أثر الخوارزميات في علوم الحاسوب الحديثة، وأثر الفلكيين العرب في علوم الاكتشافات الفضائية الحديثة، ومظاهر التقدم في علوم الطب والصيدلة لدى الأطباء والصيادلة العرب القدماء، وإسهامات ابن سينا في علم الجيولوجيا، وإسهامات علماء بلاد ما وراء النهر في علم الحِيَل (الميكانيكا).
ومن المقرر أن يقدم الدكتور سعد عبد الغفار تجربة المؤتمر في دورته الثالثة في مؤتمر "آسيا الوسطى على مفترق طرق حضارات العالم" الذي سوف يُعقد بمدينة خيوة بأوزبكستان، وتنظمه وزارة الثقافة الأوزبكية ومنظمة اليونسكو في الفترة من 14 : 16 سبتمبر الجاري.