تقوم لجنة الذاكرة الجزائرية الفرنسية حول فترة الاستعمار، بعقد أول اجتماع لها في الجزائر 22 نوفمبر، منذ إنشائها في أغسطس 2022، وفق ما أكد مصدر مقرب من الملف لوكالة الأنباء الفرنسية. فيما سبق للجنة المشتركة أن عقدت اجتماعين، الأول عبر تقنية الفيديو في أبريل والثاني في باريس في يونيو، وهو الاجتماع الذي لم يتم الإعلان عنه، بحسب المصدر نفسه.
ستحتضن مدينة قسنطينة بشرق الجزائر الاجتماع الأول للجنة الذاكرة الجزائرية الفرنسية حول حقبة الاستعمار الأربعاء والخميس 22، 23 نوفمبر. وكانت قد كشفت الرئاسة الجزائرية أن الجانب الجزائري قدّم ورقة عمل وفق المبادئ الأساسية الواردة في بيان الجزائر الموقع بمناسبة زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون، وكذلك بيان اللجنة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى التي انعقدت في الجزائر في أكتوبر.
ومن جانبها، أكدت الرئاسة الفرنسية أن هذه اللجنة المستقلة ستعمل أولا على أصول وأسباب الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر، من خلال جرد لوثائق الأرشيف المودعة في فرنسا والجزائر، والتي تتطرق بشكل خاص إلى الغزو الاستعماري.
ويذكر أنه تم الإعلان عن تشكيل هذه اللجنة خلال زيارة ماكرون ولقائه نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في أغسطس 2022، ومهمتها النظر معا في تلك الفترة التاريخية من بداية الاستعمار (1830) إلى غاية نهاية الحرب واستقلال الجزائر (1962).
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة ماكرون للجزائر جاءت بعد أشهر من أزمة بين البلدين بعدما اعتبر الرئيس الفرنسي في سبتمبر 2021 أن الجزائر أنشأت بعد استقلالها العام 1962 "ريعا للذاكرة" حول حرب الاستقلال، كرسه النظام السياسي- العسكري.
وقررت فرنسا في أغسطس الماضي توفير مزيد من تسهيلات الوصول إلى أرشيفها المتصل بحرب الجزائر، بحيث تسمح بالاطلاع على الملفات المتعلقة بقاصرين، في خطوة كان يطالب بها مؤرخون وعائلات، وذلك بعد تسهيل الوصول إلى الأرشيف السرّي في مارس 2021.
وتضم اللجنة من الجانب الجزائري خمسة مؤرخين هم محمد القورصو ولحسن زغيدي وجمال يحياوي وعبد العزيز فيلالي وإيدير حاشي. ويرأس اللجنة من الجانب الفرنسي المؤرخ بنجامان ستورا، مع عضوية المؤرخين فلورانس أودوفيتز وجاك فريمو وجان جاك جوردي وترامور كيمونور.
ويذكر أنه سبق للجنة المشتركة أن عقدت اجتماعين، الأول عبر تقنية الفيديو في أبريل والثاني في باريس في يونيو هذا العام.