يحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من حدوث انهيار اقتصادي في حالة عدم انتخابه مجددا، بحجة أن الجميع يرغب في إعادة انتخابه بسبب النمو القوي وانخفاض معدلات البطالة منذ وصوله إلى الحكم
لكن قلق ترمب الفعلي ينبع من خوفه من حدوث ركود اقتصادي قبل الانتخابات المقررة أواخر العام المقبل، بحسب تحليل لوكالة أسوشيتد برس.
التفاصيل:
- أشارت الأسواق المالية الأسبوع الماضي إلى احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، ما تسبب في قلق كبير لدى المستثمرين والشركات والمستهلكين.
- جاء هذا إضافة إلى مخاوف من خطط ترمب لفرض تعريفات جمركية على البضائع الصينية، وحديث بريطانيا وألمانيا عن انكماش اقتصادهما.
- رغم أن حدوث الركود الاقتصادي قبل الانتخابات غير مؤكد فإن أي تراجع في الاقتصاد سيمثل ضربة موجعة للرئيس الأمريكي، الذي بنى حجته المركزية لإعادة انتخابه لفترة ولاية جديدة على الاقتصاد القوى.
- مستشارو ترمب يخشون كذلك من أن يؤدي ضعف الاقتصاد إلى خسارة ترمب للناخبين الجمهوريين المعتدلين والناخبين المستقلين الذين كانوا على استعداد للتجاوز عن بعض سياساته وخطاباته المتطرفة في مقابل الاقتصاد القوي.
- المستشارون الاقتصاديون في البيت الأبيض يرون أن الخيارات ستكون قليلة لعلاج المسار إذا بدأ الاقتصاد في التراجع.
- ترمب من جانبه سعى لتحميل الآخرين مسؤولية المخاوف من الركود الاقتصادي.
- في مقدمة هؤلاء البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يضغط عليه ترمب لخفض معدلات الفائدة بشكل أكبر.
- لكن الواقع أن حالة عدم اليقين في الأسواق يعود الكثير منها إلى تصعيده للحرب التجارية مع الصين، فضلا عن ضعف الاقتصاد في بلدان رئيسية حول العالم.
- بعض المستشارين المقربين من ترمب دعوا الرئيس الأمريكي إلى خفض حدة النزاع التجاري مع الصين، خوفا من أن يؤدي فرض المزيد من الرسوم الجمركية إلى إلحاق ضرر أكبر بالمستهلكين الأمريكيين وإلحاق ضرر أكبر بالأسواق.
- أظهر ترمب استجابة سريعة هذا الأسبوع، بتأجيله فرض حزمة من الرسوم الجمركية في محاولة لإنقاذ مبيعات عيد الميلاد.
خيارات محدودة
- يقر مساعدون للرئيس أنه من غير الواضح ما هي الخطوات التي يمكن أن يتخذها البيت الأبيض لوقف الانكماش الاقتصادي.
- ليندا ديمبسي، نائبة رئيس الشؤون الاقتصادية الدولية في الرابطة الوطنية للمصنعين، قالت إن الحكومة ليس لديها خيارات كثيرة للمساعدة في تعزيز التصنيع والاقتصاد.
- الكونغرس يمكنه الموافقة على اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد تحديثها، والتي من شأنها حماية سلاسل التوريد في أمريكا الشمالية.
- يمكن للحكومة الأمريكية أن تجدد امتياز بنك التصدير والاستيراد، الذي شارف على الانتهاء.
- يأمل مسؤولو الإدارة الأمريكية في أن يؤدي مزيج من زيادات الأجور والإنفاق الاستهلاكي إلى تعزيز النمو خلال عام 2020.
- يدرك ترمب أن انتخابه لفترة رئاسية جديدة يتوقف على الناخبين الذين يعتقدون أنه وحده القادر على إطالة أمد النمو الاقتصادي المستمر منذ أكثر من 10 سنوات.
- خلال الاضطراب الذي شهدته أسواق المال الأسبوع الماضي غرد الرئيس الأمريكي مدافعا عن سجله الاقتصادي.
- ترمب انتقد البنك الاحتياطي الفيدرالي لأنه لم يخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، معتقدا أن المزيد من خفض أسعار الفائدة سيؤدي إلى نشاط أكبر في الإقراض وجعل الدولار الأمريكي أكثر تنافسية أمام العملات الأجنبية.
- أشار ترمب أيضا إلى قوة الإنفاق الاستهلاكي، حيث قفزت مبيعات التجزئة هذا العام بنسبة 3.4٪ عن العام الماضي.
تأثير خفض الفائدة على المستهلكين:
- تركيز ترمب على البنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يأتي بنتائج عكسية.
- البنك خفض أسعار الفائدة الشهر الماضي لأول مرة منذ عام 2008، في خطوة اتخذت لحماية الاقتصاد الأمريكي من حالة عدم اليقين التي تشهدها التجارة العالمية.
- لكن المستهلكين فسروا ذلك على أنه خطوة احترازية قبل حدوث الانكماش الاقتصادي، وليس ضمن مساعي الحفاظ على النمو الاقتصادي، وفقا لاستطلاع لآراء المستهلكين صدر عن جامعة ميشيغان أمس الجمعة.
- الاستطلاع أظهر انخفاض ثقة المستهلكين الأمريكيين بنسبة 6.4٪ منذ شهر يوليو/تموز، وقد يتفاقم هذا التشاؤم إذا قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر استجابة لرغبة ترامب.
تراجع قطاع الصناعة:
- أحد القطاعات التي عانت بالفعل هذا العام هو قطاع الصناعة، وهو القطاع الذي تعهد ترمب بإنعاشه عبر فرض الرسوم الجمركية على الواردات.
- البنك الاحتياطي الفيدرالي قال يوم الخميس إن إنتاج المصانع الأمريكية انخفض بنسبة 0.5٪ خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
ركود محتوم؟
- لا يزال معظم الاقتصاديين، ومن بينهم مسؤولو البنك الاحتياطي الفيدرالي، يتوقعون نمو الاقتصاد هذا العام، بوتيرة أبطأ من معدل النمو العام الماضي والذي سجل 2.9٪.
- أشارت أسواق المال يوم الأربعاء إلى حدوث تباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي، حيث انخفض سعر الفائدة على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أقل من سعر الفائدة على سندات الخزانة لأجل سنتين، وهذا حدث عادة ما ينذر بالركود.
- سكوت أندرسون، كبير الاقتصاديين في "بنك أوف ذا ويست"، قال إن انخفاض أسعار الفائدة على سندات الخزانة الأمريكية يشير إلى أن ساعة العد التنازلي للركود بدأت تدق.
- أندرسون أضاف: "أعتقد أننا نسير على هذا الطريق نحو الركود. نحن نسير في هذا الطريق بشكل ثابت نحو هذه النتيجة الحتمية".