عين واشنطن على "السيل التركي".. فهل تستطيع أنقرة الرد؟

اقتصاد 10:20 22.12.2019

بعد توقيع الرئيس الأميركي على قانون الموازنة لعام 2020، والذي تضمن فرض عقوبات على السفن العاملة في تشييد خطوط نقل الطاقة التي تسهم في الصادرات الروسية من الطاقة، ومنها مشروع "السيل التركي" الرامي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، بالرد.

وبتلك الخطوة الأميركية الجديدة، توجهت الأنظار على مشروع السيل التركي، وإلى آليات الرد التركي على أي عقوبات أميركية محتملة.

فما هو "السيل التركي" أو "تركستريم"؟

هو مشروع لمد أنبوبين بقدرة 15.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويا لكل منهما، من روسيا إلى تركيا مرورا بالبحر الأسود، ويغذي الأنبوب الأول، الذي يصل طوله إلى 930 كيلومترا ويمر عبر قاع البحر الأسود، تركيا، في حين يغذي الثاني، الذي يعبر الأراضي التركية وصولا إلى حدودها من دول الجوار وطوله 180 كيلومتراً، دول شرق وجنوب أوروبا.

وكان الرئيس التركي أعلن في نوفمبر الماضي أن إطلاق مشروع خط نقل الغاز "السيل التركي"، سيتم في 8 يناير المقبل. وقال: "ثمة خطوة أخرى مهمة سنخطوها، ففي 8 يناير سنطلق في إسطنبول خط أنابيب يحمل اسم السيل التركي".

"أنقرة مكبلة باقتصادها"

أما في ما يتعلق بالرد التركي على العقوبات الأميركية المحتملة، فقد أوضح الصحافي والمحلل السياسي التركي هشام غوناي، أن "الرد التركي لن يكون قوياً لأن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه تركيا لا يسمح لحكومة أردوغان أن تـصعد".

وقال غوناي للعربية.نت "هناك أصلاً أزمة ثقة بين الجانبين واختلاف في وجهات النظر، والطرف الأميركي هو القوي في هذه المعادلة، وأعتقد أن خيارات حكومة العدالة والتنمية محدودة جداً في هذا الإطار".

كما أضاف:"حتى ألمانيا التي يُعتبر اقتصادها أكبر من تركيا بكثير على لسان ميركل لم ترجح الرد بالمثل على عقوبات أميركية محتملة من المفترض أن تشمل مشروع نقل الغاز الروسي عبر بحر البلطيق وصولاً إلى أوروبا".

الحزب الحاكم يسوق الأزمة داخلياً

إلى ذلك، أكد غوناي أن "حكومة العدالة والتنمية تسعى لتسويق وتوظيف هذا الموضوع لأغراض سياسية داخلية بحتة، ونحن نعلم أن استطلاعات الرأي الحديثة تشير إلى انخفاض في شعبية العدالة والتنمية والرئيس أردوغان، عدا عن انقسامات داخل الحزب وخروج علي باباجان وأحمد داود أوغلو من الحزب وإعلان داود أوغلو تشكيل حزب جديد وباباجان من المنتظر أن يعلن عن حزبه قريباً".

وتابع "كل الانقسامات الحالية تدفع حزب العدالة والتنمية للبحث عن شعبية في الداخل من خلال توظيف القضايا الخارجية لاسيما العلاقات الأميركية التركية والعقوبات الأميركية ضد تركيا لرفع الشعور القومي عند الشارع التركي، وبالتالي زيادة شعبية الحزب الحاكم".

العقوبات الأميركية ستزيد الشرخ مع أنقرة

من جهته، رأى الباحث والأكاديمي التركي سمير صالحة أن "التصعيد الأميركي سيؤثر على مسار العلاقات التركية الأميركية المتوترة أصلاً بسبب التباعد في المواقف حول أكثر من ملف ثنائي وإقليمي، والواضح أيضاً أن كل اللقاءات بين قيادات البلدين لم تسفر حتى الآن عن إيجاد مخرج مناسب ينهي التوتر، لكن المواقف الأميركية تحديداً قرارات الكونغرس الأخيرة ومحاولة إلزام ترمب بها سيكون لها ارتداداتها السلبية ما يزيد التوتر باستمرار".

كما أكد صالحة للعربية.نت أن "واشنطن إذ تقول إنها تضغط على أنقرة بشأن مراجعة علاقاتها وسياساتها مع موسكو التي تعززت مؤخراً في الملف السوري وملفات الطاقة، لكن الحقيقة أن واشنطن تريد الضغط على أنقرة لتغيير مواقفها وسياساتها في مسائل عديدة منها الملف السوري وتحديداً المنطقة الآمنة والعلاقات مع قسد والتلويح التركي الدائم بالعمل العسكري شرق سوريا".

السيل التركي
السيل التركي

إلى ذلك، رأى أن "خيارات أنقرة تقتصر على التلويح بإغلاق القواعد العسكرية التي تستفيد الولايات المتحدة منها خصوصاً قاعدة إنجرليك وقواعد أخرى تستفيد منها واشنطن عسكرياً وتقنياً واستخباراتياً، وهذه ورقة ربما تلعبها أنقرة".

كما اعتبر أن مواصلة الضغط الأميركي على تركيا قد يدفعها للذهاب أكثر فأكثر نحو موسكو، متسائلاً: "هل هذا ما تريده واشنطن وتبحث عنه لبناء تحالفات إقليمية جديدة، هذه نقطة أساسية في النقاش"؟

وتابع "هل هي خطوات مقصودة من الإدارة الأميركية لدفع أنقرة أكثر نحو موسكو وبالتالي تحاول واشنطن أمام شركائها الغربيين أن تجد مبررات لها إذا صعدت في المرحلة المقبلة ضد أنقرة سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو تحت سقف حلف شمال الأطلسي".

أنقرة وموسكو في ليبيا

يذكر أنه رغم ازدهار العلاقات التركية الروسية في أكثر من جانب لاسيما في مجالات الاقتصاد والطاقة، إلا أنّ الملفات الإقليمية وضعت البلدين على طرفي نقيض كان أوضحها في الملف السوري، واليوم في ليبيا يبدو الاختلاف واضحاً في شكل اصطفافات البلدين مع طرفي الأزمة.

وتعليقاً على تلك النقطة، رأى الصحافي والمحلل السياسي هشام غوناي أن "البلدين يسيران بنفس المسار الذي سارا عليه في سوريا، حيث الخلاف في وجهات النظر،ف روسيا دعمت نظام الأسد وتركيا دعمت المعارضة". وأضاف "هذا لم يؤثر على التجارة والمشاريع المشتركة بين البلدين نذكر منها صفقة صواريخ إس 400 الروسية، وإنشاء روسيا محطة نووية جنوب تركيا في مدينة مرسين، بالإضافة طبعاً إلى مشروع السيل التركي وهو مشروع كبير، وهذا يدلل على علاقات يمكن اعتبارها مميزة بين البلدين لاسيما في السنوات الأخيرة، وأعتقد أن الموضوع ذاته سيكون في ليبيا بغض النظر عن الأطراف التي يدعمها الطرفان دون أن يؤثر ذلك على العلاقات التجارية والاستراتيجية".

 

 

 

 

 

قناة "يورونيوز" التلفزيونية تبث تقريرًا عن  مخاطر الألغام  في أذربيجان

أحدث الأخبار

"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
مطار دبي الثاني عالمياً بقائمة أكثر المطارات ازدحاماً في 2023
18:00 16.04.2024
توفيق عباسوف : هكذا تتعامل القوي العالمية مع قضايا المنطقة
16:00 16.04.2024
خبير إسرائيلي : إذا اندلعت حرب فإن إيران ستكون الخاسر الأكبر
14:21 16.04.2024
استمرار جلسات الاستماع في القضية التي رفعت ضد أذربيجان في محكمة العدل
13:34 16.04.2024
مركز ترتر الإقليمي للتدريب المهني يعقد دورة تدريبية لفريق إزالة الألغام النسائي
12:41 16.04.2024
لماذا شنت إيران أول هجوم مباشر لها على إسرائيل؟
12:15 16.04.2024
فاسيليس ماراجوس : يجب أن تكون الحدود السوفيتية حدود رسمية
11:58 16.04.2024
مسؤولي الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع شارل ميشيل
11:34 16.04.2024
البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي
11:30 16.04.2024
إيران وروسيا توقعان اتفاقية اقتصادية جديدة
11:18 16.04.2024
زيلينسكي يطالب الغرب بمزيد من الدعم في مواجهة روسيا
11:15 16.04.2024
عام على الحرب في السودان.. كارثة إنسانية في طي النسيان
11:00 16.04.2024
جنوب أفريقيا تطعن على قيود الاتحاد الأوروبي على صادراتها من الحمضيات
10:30 16.04.2024
أمير قطر وأردوغان يبحثان هاتفيا آخر تطورات الأوضاع في غزة
10:17 16.04.2024
أمريكا طلبت وساطة تركيا قبل الهجوم الإيراني على إسرائيل
10:00 16.04.2024
السعودية وأوزبكستان توقّعان اتفاقية للإعفاء المتبادل من التأشيرة
09:45 16.04.2024
التوترات الجيوسياسية تضغط على سلاسل الإمداد العالمية
09:30 16.04.2024
احتجاجات في عاصمة جورجيا ضد قانون خاص بتمويل المنظمات غير الحكومية
09:15 16.04.2024
ممثلي اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي يزورون أغدام
20:00 15.04.2024
احتلال قرباغ أحد أدلة الأيديولوجية العنصرية لأرمينيا”
17:43 15.04.2024
النور محمدوف : يجب رفض الاستئناف الذي قدمته أرمينيا إلى المحكمة الدولية
17:28 15.04.2024
دلفي برونك: الاتحاد الأوروبي هو أكبر حليف لأذربيجان في مجال الحماية من الألغام
16:56 15.04.2024
تورال إسماعيلوف : الاتفاق الأذربيجاني الأردني لا يضر إيران في شيء
16:21 15.04.2024
توكاييف : نرحب برغبة ارمينيا بإبرام اتفاقية سلام مع أذربيجان
13:30 15.04.2024
رئيس كازخستان يصل أرمينيا في زيارة رسمية
13:15 15.04.2024
دول آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي: تضافر الإمكانات
13:00 15.04.2024
لماذا تتركز الأعمال الإرهابية الأرمينية في ناخيتشيوان وزانجازور؟
12:45 15.04.2024
الدور الأمريكي لمنع اندلاع حرب إقليمية واسعة بين إيران وإسرائيل
12:30 15.04.2024
وزير الخارجية البريطاني يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني
12:15 15.04.2024
مصر تستأنف رحلاتها الجوية من وإلى الأردن والعراق ولبنان بعد هجوم إيران على إسرائيل
12:00 15.04.2024
شكرى ينقل رسائل هامة لنظيريه الإيراني والإسرائيلي بضرورة التهدئة
11:45 15.04.2024
حزب الله اللبناني يبارك الهجوم الإيراني على إسرائيل
11:30 15.04.2024
بيراموف يشارك في اجتماع الحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى
11:17 15.04.2024
بولندا تحد من إنتاج مزارع الرياح والطاقة الشمسية وسط زيادة المعروض
11:15 15.04.2024
العاهل الأردني يحذّر في اتصال مع بايدن من توسيع دائرة الصراع
11:00 15.04.2024
تداعيات الحرب الوشيكة بين إيران وإسرائيل علي أذربيجان
10:57 15.04.2024
مفاوضات بريطانية مع أربع دول بشأن المهاجرين
10:53 15.04.2024
الصين تدعو كافة الأطراف للتحلي بالهدوء وضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد
10:45 15.04.2024
التحولات التركية.. الشعب فى صلب دينامية التغيير
10:30 15.04.2024
جميع الأخبار