استعرض عدد من المزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة، الاثنين، خسائرهم الناجمة عن رش إسرائيل للأراضي الزراعية الفلسطينية، المحاذية للسياج الأمني الفاصل (شرقي القطاع) بالمبيدات السامة.
جاء ذلك على هامش مؤتمر صحفي، عقدته وزارة الزراعة الفلسطينية، أمام مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بمدينة غزة.
وأمام مقر المنظمة، ألقى المزارعون كميات من النباتات التالفة جرّاء تلك المبيدات، والتي تعرّضت أوراقها للجفاف والاصفرار.
ورفع المزارعون خلال هذه الفعالية الاحتجاجية لافتات كُتب على بعضها "الاحتلال يحاربنا بمصدر رزقنا الوحيد"، و"المزارع الفلسطيني.. خط الدفاع الأول"، و"الاحتلال يتعمّد تدمير القطاع الزراعي".
وخلال المؤتمر، قال أدهم البسيوني، المتحدث باسم وزارة الزراعة "تزيد إجمالي قيمة الخسائر الناجمة عن رش إسرائيل للأراضي الفلسطينية بالمبيدات السامة، عن 1.25 مليون دولار أمريكي".
وتابع "بينما تزيد مجموع مساحة الأراضي الزراعية التي تضررت محاصيلها الزراعية عن ألفي دونم (الدونم يعادل ألف متر)".
وبيّن أن هذه الأضرار شملت معظم الزراعات الشتوية كـ"القمح والشعير والفول والبازيلاء، بالإضافة للمزروعات الورقية كالسبانخ والبقدونس".
وأشار إلى أن الوزارة منعت المزارعين والتجار من "قطف أو بيع المحاصيل المتضررة وعدم تداولها في الأسواق".
واستكمل قائلاً "بعض المزارعين أتلفوا هذه المزروعات بأنفسهم، وتحملوا الخسائر وأعباء نقلها إلى مكبات الإتلاف".
وعدّ رش إسرائيل الأراضي الزراعية بالمبيدات السامة بمثابة "الجريمة البشعة"، التي ترتكب بحق القطاع الزراعي.
وطالب منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والمجتمع المدني بـ"الوقوف على حجم الأضرار الزراعية التي تسبب بها الاحتلال للمزارعين وتوثيقها وكشفها للعالم"، و"محاسبة إسرائيل وإجبارها على تعويض المزارعين".
وبدأت إسرائيل أولى عملياتها برش المبيدات، لهذا العام، في 14 يناير/ كانون ثاني الماضي، حيث شملت كافة المناطق الزراعية الواقعة في المنطقة الشرقية الحدودية من شمالي القطاع حتى جنوبه، وفق البسيوني.
وأفاد أن عملية رش الأراضي الزراعية بالمبيدات هي "جريمة مستمرة منذ عام 2000، بحيث تتم عملية الرش بشكل دوري".
وفي يوليو/ تموز 2018، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، إن السلطات الإسرائيلية تستخدم مبيدات ذات تأثيرات خطيرة، في منطقة السياج المحيط بقطاع غزة، لمنع النباتات من النمو، وإبقاء المنطقة فارغة كي يتسنى لقوات الجيش مراقبتها بشكل جيد.
وسبق لمنظمة "چيشاه-مسلك"، الحقوقية الإسرائيلية أن انتقدت في عدة تقارير لها، رش المبيدات، وقالت إنها "تدل على أن السلطات الإسرائيلية ممعنة في تطبيق سياسة الأرض المحروقة في المنطقة المحاذية للحدود مع غزة، دون سبب واضح أو أي تبرير مقنع".