كورونا واقتصاد الدول النفطية العربية.. ماذا عن مستقبل التجارة والمشاريع الصينية؟

اقتصاد 12:00 26.02.2020
في الوقت الذي أعلن فيه تشن يولو نائب محافظ بنك الشعب الصيني أن تأثير كورونا سيكون قصير الأمد ومحدودا، تتناقل وسائل الإعلام انتشار الفيروس في أماكن جديدة خارج الصين مثل كوريا الجنوبية وإسرائيل وإيران وإيطاليا، وحالات محدودة في بعض الدول العربية.
 
وهو ما دفع مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إلى القول إن على الدول أن تكون حذرة في تقديرها لتأثير كورونا على معدلات النمو الاقتصادي في الصين وعلى مستوى العالم.
 
فقد ذكرت جورجيفا أن تقديرات محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية بمجموعة العشرين تذهب إلى أن يتراجع النمو بسبب كورونا بنحو 0.4% في الصين، وبنحو 0.1% على صعيد الاقتصاد العالمي.
 
وأضافت جورجيفا أن الصندوق ينظر في سيناريوهات أكثر حدة إذا ما استمر الفيروس في التفشي لمدة طويلة، وانتشر على نطاق عالمي، ومما يؤيد حذر جورجيفا استمرار البورصات في أميركا وأوروبا في الهبوط بسبب مخاوف كورونا.
 
ولم يكن سوق النفط بمعزل عن أداء البورصات العالمية، إذا انخفضت الأسعار يوم الاثنين 24 فبراير/شباط 2020 إلى 57.08 دولارا للبرميل من خام برنت، و52.1 دولارا للبرميل من الخام الأميركي.
وفي ظل استمرار المخاوف في الأوساط الاقتصادية بسبب كورونا، ستكون بلا شك الآثار الاقتصادية على الدول العربية النفطية سلبية إلى حد كبير.
 
وكانت أسعار النفط في السوق الدولية مطلع يناير/كانون الثاني 2020 بنحو 66.2 دولارا لبرميل خام برنت، و61.1 دولارا للبرميل من الخام الأميركي، أي أن نسبة التراجع في أسعار النفط بسبب كورونا بلغت 13.8% لخام برنت و14.7% للخام الأميركي.
 
وتعتبر الأسعار الحالية غير اقتصادية في ظل تقديرات موازنات الدول العربية النفطية، التي تضم دول الخليج بالإضافة إلى العراق وليبيا والجزائر، وإن كان هناك دول أخرى مصدرة للنفط والغاز ولو بكميات صغيرة مثل مصر، إلا أن هذه الأسعار تعني استمرار الأزمة التمويلية في هذه الدول، واعتمادها على القروض لتمويل عجز الموازنة.
 
ومما ساعد على أن تكون تأثيرات أزمة كورونا محدودة بالنسبة للميزانيات العربية النفطية، أن غالبيتها في إعداد ميزانية 2020 ذهبت لتقديرات ضعيفة لأسعار النفط، فالسعودية مثلا أعدت تقديرات ميزانيتها عند سعر 55 دولارا لبرميل النفط، والجزائر عند 45 دولارا للبرميل، وذلك بسبب التحسب للسيناريوهات السيئة لأزمة الحرب التجارية بين الصين وأميركا.
 
ولكن هذه الفرضية معتبرة في ظل بقاء أسعار النفط عند المستوى المعلن يوم 24 فبراير/شباط الجاري، أما إذا تدهورت أوضاع مواجهة كورونا في الصين وباقي دول العالم فستكون هناك قراءة أخرى أكثر قتامة على اقتصادات الدول النفطية العربية، والتي سيكون أثرها أسرع على وضع الميزانيات العامة.
 
تراجع حركة التجارة
حسب بيانات مجلس التعاون الخليجي، فإن التبادل التجاري لدول المجلس مع الصين في 2018 بلغ 173 مليار دولار، منها نحو 97 مليارا صادرات سلعية خليجية للصين -وتشكل الصادرات النفطية نسبة 81% من إجمالي الصادرات السلعية للعالم في العام ذاته- بينما بلغت الواردات السلعية للدول الخليجية من الصين نحو 75 مليار دولار.
 
أما العراق، فقد بلغت قيمة تبادله التجاري مع الصين في 2018 نحو 30 مليار دولار، وكانت الجزائر قد ارتفعت قيمة تبادلها التجاري مع الصين لنحو 10 مليارات دولار، ويغلب النفط بطبيعة الحال على صادرات كل من الجزائر والعراق إلى الصين.
 
ولكن مع القيود المفروضة الآن على حركة الطيران من وإلى الصين، وكذلك الاحتياطات التي يتم اتخاذها تجاه حركة التجارة بشكل عام، من شأنها أن تحد من قيمة التجارة بين الصين والدول النفطية العربية، وبخاصة في ظل التراجع المرتقب في طلب الصين على النفط من السوق الدولية، والذي سيؤثر على الصادرات النفطية للدول العربية النفطية.
 
ثمة اتجاهات متوقعة لحركة التجارة الخارجية للدول العربية النفطية بأن تغير من وجهتها إلى دول أخرى غير الصين، ولكن ستكون أجواء الركود المترتبة على انتشار فيرس كورونا محددا رئيسيا في هذا الاتجاه، خاصة وأن دولا يمكن اعتبارها بديلا للصين اتخذت إجراءات تحدّ من حركة الإنتاج بها، وهذه الدول هي على وجه التحديد كوريا الجنوبية وإيطاليا.
 
ولو كانت الأوضاع السياسية بين تركيا ودول الخليج طبيعية لأمكن لتركيا أن تحقق مزايا تجارية من تحويل تجارة الخليج إلى تركيا بديلا عن الصين، ولكن بحكم أن السعودية والإمارات تمثلان أكبر الاقتصادات بين دول الخليج، ولديهما خلاف سياسي كبير مع تركيا، فستعملان بلا شك على إضاعة هذه الفرصة على تركيا.
 
بيد أن باقي الدول النفطية العربية، مثل العراق والجزائر وليبيا لا تعاني من مشكلات تحول التجارة نحو تركيا.
 
مستقبل الاستثمارات
ترتبط الصين بالعديد من العلاقات الخاصة بالشركات والاستثمارات في مجال النفط والغاز الطبيعي، وكذلك تقديم المساعدات والقروض للدول العربية، ومن شأن تداعيات المستقبل الغامض حول القضاء على فيرس كورونا أن يضع مستقبل هذه العلاقات على المحك.
 
وهناك العديد من المشروعات الكبرى التي ارتبطت بها الصين أخيرا مع الدول النفطية العربية، وعلى رأسها مشروعات رؤية 2030 في السعودية، فضلا عن أن مشروعات طريق الحرير كانت تستهدف الوجود في كل دول الخليج عبر مشروعات للاستثمار المشترك.
 
وتقدر الاستثمارات التراكمية للصين في العراق حديثا بنحو 20 مليار دولار، وهي بشكل عام تتركز في قطاع النفط والغاز الطبيعي.
 
وفي الجزائر تستحوذ الصين على تنفيذ مشروعات كبرى من طرق وأكبر مسجد، ومناطق صناعية، وتوسعة مطار الجزائر، وكذلك مشروع ميناء الحمدانية وما يرتبط به من طرق وسكك حديدية، وتقدر تكلفة المشروع بنحو 3.3 مليارات دولار.
 
وكانت الصين قد أعلنت عن خطتها للاستثمار في الخارج بنحو 130 مليار دولار على مدار السنوات الخمس القادمة، في إطار مشروعها طريق الحرير، وبلا شك فإن الدول النفطية العربية كان لها نصيب من هذه الاستثمارات بالنظر إلى ارتباطاتها الاقتصادية القوية بالصين.
 
لكن المستقبل المجهول للأوضاع الاقتصادية على مستوى العالم، وفي الصين على وجه التحديد، تجعلنا نذهب إلى القول إن المشروعات القائمة التي تقوم على تنفيذها شركة صينية، قد تتأخر في التنفيذ، وبخاصة إذا ما كانت تعتمد على التمويل عبر قروض من البنوك الصينية.
 
كما أن خطة الاستثمارات الخارجية المرتبطة بمشروع طريق الحرير أصبحت مفتوحة على عديد الاحتمالات، بعد أن كانت تسيطر عليها روح اليقين.
 
غياب الخطة
شأن العديد من الأزمات التي مرت بها المنطقة العربية، ومن بينها الدول النفطية، لا يوجد تصور للدول النفطية العربية للتعامل مع أزمة كورونا، وتداعياتها الاقتصادية السلبية. قد تكون هناك تصورات قُطرية، لكنها تغيب على المستوى الإقليمي والمؤسسي.
 
فلم نسمع صوتا مثلا لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوابك) باعتبارها منظمة عربية، لتتحدث عن مستقبل النفط العربي واقتصاداته في ظل السيناريوهات المفتوحة لأزمة كورونا.
 
ولا يغيب عن المتابع للشأن الخليجي حالة التفتت التي أصابت مجلس التعاون الخليجي بعد أزمة حصار قطر، حيث أصبح مجرد كيان ورقي، رغم أن الأزمة تفرض نفسها، وتداعياتها السلبية قد تكون أحد العوامل التي تساعد على إنهاء الخلافات الخليجية، والتفكير في مستقبلها الاقتصادي، وخاصة في ظل تقديرات لصندوق النقد الدولي باحتمال قرب نفاد الاحتياطات المالية الخليجية.
 
سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار