يصل التفكير المفرط بالبعض إلى حد الإدمان، وقد يصل إلى مرحلة مرضية تظهر عبر أعراض جسدية ونفسية.
لا يتعلق الأمر بأفكار إيجابية بطبيعة الحال، بل غالبًا ما تكون سلبية وتتعلق بمواضيع أو قرارات لا يتطلب حسمها كل هذه المدة من التفكير، وفق ما يوضح الاختصاصي في علم النفس العيادي فيصل الطهاري.
ويشرح الطهاري في حديث سابق إلى "العربي"، من الرباط، أن التفكير المفرط عادة سيئة، في حين أن التفكير بطريقة جيدة من الناحية الكيفية لا الكمية، أي بشكل موضوعي وفي أوقات ومواقف معينة، ينتج عنه مجموعة من الأفكار الصائبة.
ويتوقف عند المرحلة المرضية التي يبلغها الإدمان على التفكير الزائد، موضحًا أن الأمر يغلب حينها على أوقات الراحة كالنوم، حيث تستمر وظائف الدماغ في العمل بشكل منهك نفسيًا وجسديًا.
تداعيات التفكير المفرط
بحسب الطهاري، يصل المرء عند الإفراط في التفكير إلى حد الشعور بآلام جسدية كالصداع، وتظهر عليه اضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي أثناء الاستغراق في التفكير.
وفيما ينبّه إلى أن هذا التفكير يضع المرء في حالة من الانعزال والابتعاد عن الناس في اعتقاد خاطئ منه بأن الوحدة تخوّله التفكير بشكل جيد، يقول إن الشخص يصل إلى حد العجز عن القيام بالأنشطة الاجتماعية وعن عيش حياة عادية، كالذهاب إلى العمل والسفر والانخراط في جلسات مع الأصدقاء.
ويحذر من أن هذه الأعراض تدخل الإنسان في غالب الأحيان في اضطرابي القلق العام والاكتئاب.
بحسب مقال منشور على موقع "فوربس"، تُعد من العلامات التحذيرية في هذا المجال عدم القدرة على التوقف عن القلق، وهذا الأخير يكون غالبًا بشأن أشياء لا يمكن السيطرة عليها، فضلًا عن تذكير النفس بشكل مستمر بأخطاء سابقة، واستعادة اللحظات المحرجة في الذهن مرارًا.
يأتي أيضًا في السياق تكرار طرح سؤال "ماذا لو.." على الذات، وقضاء الكثير من وقت الفراغ في التفكير بـ"المعنى الخفي" وراء الأشياء التي يقولها الناس، أو ما يجري من أحداث.
كيف يمكن التخلص منه؟
يقدم موقع Healthline مجموعة من الخطوات التي تساعد في التخلص من التفكير المفرط، ومنها أن يراقب المرء كيفية استجابته للأفكار التي تراوده، حيث يعد امتلاك الوعي الذاتي أساسيًا لتغيير طريقة التفكير.
ويندرج ضمن الخطوات أيضًا البحث عن مصدر لتشتيت التفكير الزائد، ويكون على شكل أنشطة يستمتع المرء بالانخراط فيها؛ على غرار التمارين الرياضية أو صفوف الطبخ والتطوع مع منظمة محلية.
إلى ذلك، يمكن للتنفس العميق والتأمل المساعدة في خفض التوتر وتصفية الذهن. كما يمكن لمساعدة الآخرين أن تمنع سيطرة الأفكار السلبية، مع شعور الشخص بأن لديه القدرة على جعل يوم أحدهم أفضل.
بدورها، تلعب الإنجازات الشخصية دورًا في كبح تمدد الأفكار السلبية، وذلك على سبيل المثال عبر تدوين أشياء سارت بشكل جيد خلال الأسبوع، والدور الذي لعبه الشخص المعني فيها، والعودة إلى هذه اللائحة متى لزم الأمر.
كما يُنصح بممارسة التعاطف مع الذات، ولا سيما عند تأنيب النفس على خطأ من الماضي، وطلب المساعدة من معالجين مختصين.