لعبة جديدة اسمها "لعبة مريم" على أجهزة iOS أثارت الكثير من الجدل بين المستخدمين والمتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصةً (تويتر) في دول الخليج العربي، ووصلت إلى قائمة المواضيع الأكثر شيوعًا في كثير من الدول عبر الوسم #لعبة_مريم؛ بسبب طبيعة اللعبة المرعبة وغير المألوفة، إضافةً إلى أنّها أيضًا باللغة العربية، وأظهرت الأرقام التي نشرها مطورو اللعبة عن عدد التحميلات التي وصلت لأكثر من 600 ألف لاعب.
اللعبة تتحدث عن مريم الطفلة التي تضييع بالغابة فتطلب منك مساعدتها بالعودة للمنزل تعتمد هذه اللعبة على البعد النفسي وتستخدم مؤثرات صوتية ومرئية مرعبة وفي كل يوم تطرح أسئلة مختلفة.
تطلب منك الطفلة مريم في اللعبة أن تدخل غرفة معينة لكي تتعرف على والدها، وتستكمل معك الأسئلة، وكل سؤال له احتمال معين، بأسئلة مرتبطة ببعضها البعض، تصل إلى مرحلة تخبرك فيها مريم أنها ستستكمل مع اللاعب الأسئلة في اليوم التالي. هنا يجب على اللاعب الانتظار مدة 24 ساعة حتى يستطيع استكمال الأسئلة مرة أخرى.
اللعبة تعتمد على الهندسة الاجتماعية بالحصول على معلومات الشخصية والخاصة من زوار اللعبة وتعطي روابط معينة أو حتى تطلب الدخول إلى صلاحيات خاصة .
"لعبة مريم" طورها المبرمج السعودي سليمان الحربي، المعتمد في بحوث الذكاء الاصطناعي والإنترنت ومطور اللعبة على حد قوله "لعبة مريم لا تمت بصلة إلى لعبة الحوت الأزرق، كما أنها لا تخترق الأجهزة كما يشاع".
وأكد أن كل الإجابات التي يدونها اللاعبون لا يتم الاحتفاظ بها في التطبيق، مشيراً إلى أن "الهدف من اللعبة هو التسلية فقط، وليس هناك أي هدف آخر"، وبدأ تحميل اللعبة في متجر "آبل" في 25 يوليو/ تموز الماضي ومساحتها 10 ميغابايت فقط، ومن المقرر أن يتم إتاحتها في متجر "بلاي ستور" على هواتف أندرويد خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي غمرة جو الرعب النفسي في اللعبة يأتي سؤال سياسي الطابع عن الأزمة بين دول الخليج العربي وقطر ليكون من أكثر النقاط المريبة في اللعبة، وقد أحدث ذلك رعبًا حقيقيًا لدى البعض من اللاعبين خاصةً بعد كمية الإشاعات الهائلة التي صدرت عن اللعبة، وخطرها على الخصوصية في هذا الوقت المشحون، فلربما خاف أحدهم أن تكون اللعبة تقوم بإبلاغ جهات حكومية أو أمنية عن موقف أحدهم من الأزمة الخليجية إن كان مخالفًا للموقف الرسمي، وهو أمر يودي بصاحبه إلى السجن في بعض الدول المعنية، وعن هذه الجزئية بالذات يقول سلمان الحربي أنّها "غلطة" وسيتم تداركها في التحديث القادم للعبة.
د. إبراهيم زمزمي الخبير في أمن المعلومات يقول إن اللعبة غامضة والخوف منها في المراحل المتقدمة كونه لم تكتشف أبعادها بوضوح ويضيف أن أي برنامج يسرق الخصوصية والمعلومات يجب عدم تثبيته على الجهاز.
ورغم الشهرة الكبيرة لهذه اللعبة إلا أنها أيضا مثار عدة انتقادات مثل اللغة الإنجليزية السيئة والركاكة في طرح إسئلة النسخة الإنجليزية، و كذلك دفع المستخدم ما يقارب 3 دولار من أجل استئناف كافة المراحل في اللعبة، وكذلك أسلوب برمجة اللعبة وتصميها الذي اعتبره العديد من مختصي التقنية أنه بدائي ولا ينم عن أي احترافية، بالإضافة إلى المشكلات البرمجية التي تلحق بالأجهزة التي تحمل عليها اللعبة، كما أن العديد من دول الخليج مثل الكويت والإمارات حذرت من اللعبة بسبب عدد من الأسئلة السياسية وانتهاك الخصوصية.
وشبّه عدد من المستخدمين "مريم"، بلعبة "الحوت الأزرق"، والتي أدت إلى انتحار 150 مراهقاً في روسيا وأميركا، وحتى في دول عربية كالكويت، لذلك تخبرك لعبة مريم أيضاً أنها ليست الحوت الأزرق، وقد جاء ذلك عقب انتشار الكثير من التغريدات والهاشتاج التى تشير إلى أنها النسخة العربية من لعبة الحوت الأزرق وهي لعبة إلكترونية تتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً.
أي شخص يسجل بهذا التحدي يُطلب منه نقش الرمز التالي "F57" أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً.
بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجراً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة، وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف.
وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى "حوت أزرق"، وعقب كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسين، الذي يُطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.
يذكر، أن لعبة مريم تضاف إلى الألعاب الأكثر إثارة والتي أدى هوس مستخدميها إلى انتشارها مثل بوكيمون غو ولعبة الحوت الأزرق بغض النظر عن محتوى هذه الألعاب وأهدافها، وبالرغم من مدى الإثارة والحماس لتجربه هذه الألعاب لدى الأطفال المراهقين على الأهالي التنبه إلى كل ما تحتويه أجهزتهم المحمولة من ألعاب خوفاً عليهم من التأثيرات السلبية لهذه الألعاب مثل الانتحار.