أعلنت مصادر إعلامية إيرانية أن إيران وروسيا والصين تجري مناورات عسكرية بحرية بالقرب من خليج عمان ويشارك في هذه التدريبات ممثلون عن القوات المسلحة الأذربيجانية والكازاخستانية والعمانية والباكستانية والجنوب أفريقية، ومن جهة أخري قال وزير الدفاع الإيراني لنظيره الأرميني خلال اجتماعهم في طهران إن البحث عن الأمن في المنطقة من خلال الحلفاء الأجانب لن يفيد بشيء.
وتعقيبًا علي هذه الأنباء كان هذا الحوار مع المتخصصة في الشأن الإيراني بجامعة القاهرة الدكتورة ميرفت زكريا.
وهذا نص الحوار:
هل تسعي كل من إيران وروسيا والصين من خلال هذه المناورات العسكرية البحرية إلي دعم الحوثيين في حربها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل في البحر الاحمر؟
- لا اعتقد ذلك لان هذه المناورات تقام منذ سنوات قليلة ماضية ولم تبدأ بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس الفلسطينية ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر لعام 2023، ولكن قد تتصل دلالات توقيتها بإيصال رسالة إلى القوى الغربية الداعمة لإسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بأن هذه القوى حاضرة في المنطقة وتتضامن مع إيران في هذا السياق، ولاسيما أن روسيا أعلنت قبل أيام قليلة أنها لن تسمح بقرار يدين حماس في مجلس الأمن.
ماذا تعني تصريحات إيران لأرمينيا؟ وهل يمكن أن تندلع حربًا جديدة في المنطقة قريبا؟
- قد ترغب إيران من خلال تصريح وزير خارجيتها إلى إيصال رسالة مزدوجة إلى أذربيجان من ناحية ودول الخليج العربية من ناحية أخرى؛ حيث تعد إيران من أبرز القوى الإقليمية الرافضة للوجود الأمريكي بالمنطقة. ومن جهة أخرى، تعتبر إيران من الدول الرافضة للعلاقات المتطورة بين أذربيجان وإسرائيل وترى في ذلك تهديد كبير لها ولاسيما أن أذربيجان تمتلك حدود مشتركة مع إيران، وقد سبق أن اتهمت طهران باكو بالتواطؤ مع إسرائيل قبيل سرقة الأرشيف النووي الإيراني في عام 2018 ، واغتيال أحد أبرز رواد ومهندسي البرنامج النووي الإيراني وهو العالم الإيراني محسن فخرى زاده في عام 2020.
هل تسعي إيران لأن تكون الراعي للأمن في المنطقة؟ أم أن لإيران خطط أخري تسعي لتحقيقيها في المنطقة خلال الفترة المقبلة؟
بالفعل تتمحور أحد أبرز أهداف السياسة الخارجية الإيرانية في أن تكون إيران القوة الإقليمية الأولى في المنطقة وبالتالي الضامنة بقدر كبير لأمنها، والشاهد على ذلك هو عملية طوفان الأقصى التي اتهمت إيران بأنها تقف وراء تمويلها والتخطيط لها مع حليفتها الفلسطينية حماس. وفي هذا السياق، ترغب إيران في أن تكون حاضرة في البت في أي تسوية أو قضية محورية بالمنطقة، الأمر الذى تهدف إلى استثماره في تحقيق أهداف سياستها الخارجية ومصالحها الخاصة لتعزيز أوراق الضغط الخاصة بها في مواجهة القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة للقوى الرئيسية بالمنطقة.
لقمان يونس