اعتبرت صحيفة "ذي ديبلومات" أن الآمال التي تعلقها قطر على تدخل الصين بالنيابة عنها في أزمتها مع الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب؛ مخطئة إلى حد كبير.
ونبه الباحث في الشؤون السياسية "روب إيدنس" -في تحليل مطول له بالصحيفة- إلى أن الصين تتعاطف بطبيعة الحال مع مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فيما يتعلق بمحاربة التطرف ووقف تمويلها للجماعات الإسلامية المتطرفة؛ بسبب أن هناك قلقًا صينيًّا من هذا امتداد هذا الدعم إلى المتطرفين في إقليم شينج يانج؛ حيث ذهب كثير من الإيجور للقتال بجانب الجماعات المسلحة المتطرفة التي تدعمها قطر في سوريا والعراق وأفغانستان.
وذكر الكاتب أن الصين لديها سابقة فيما يتعلق بالمطالب بغلق قناة الجزيرة الفضائية التي تطالب بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب؛ حيث تسببت القناة النسخة الإنجليزية في أزمة دبلوماسية بين البلدين انتهت بطرد الصين القناةَ في 2012؛ بسبب بثها فيلمًا عن السجون في الصين.
وأشار الكاتب إلى أن الصين التزمت الحياد خلال الأزمة الحالية التي دخلت شهرها الثالث، كما شجعت طرفي الأزمة على حلها داخليًّا دون إلحاق الضرر بمصالح الخليج أو مصالح بكين.
وأضاف أن طول الأزمة من الممكن أن يؤثر في بكين؛ حيث إن الخليج هو أكبر مورد للنفط وثاني مورد للغاز ، و46 من صادرات الصين تذهب إلى منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن طرفي الأزمة حريصان على معرفة الطرف الذي سوف تركن إليه الصين.
وشدد على أنه رغم المصالح التجارية الضخمة مع قطر المتمثلة في صادرات الغاز، فإن تعويل قطر على أن تجذب تلك المصالحُ الصينَ لكي تقف بجانبها في الأزمة، في غير محله؛ لأن قطر قد تكون شريكًا كبيرًا لبكين، لكن الكتلة الخليجية الأخرى تظل هي الأهم في نهاية الأمر.
ولفت الكاتب إلى أن مشروع طريق الحرير الصيني هو الأهم بالنسبة إلى إيران حليفة قطر، لكن الدول الخليجية قامت بجهود كبيرة لخلق وجودها في المشروع، وقطر لا تشكل رصيدًا فيه. ورغم تحمُّس قطر لرفع مستوى العلاقات مع الصين، فإنها بحد ذاتها لا تمثل ثقلًا كنظرائها الخليجيين في هذا المشروع.