تحتفل أذربيجان اليوم ، 28 مايو بالذكرى ال101 لتأسيس جمهورية أذربيجان الديمقراطية في عام 1918. يعتبر هذا العيد الوطني من أهم صفحات تاريخ الشعب الأذربيجاني الذي ناضل من أجل الحرية على الرغم من أنه كان منقسماً بين روسيا وإيران وحُرم من دولته الخاصة.
تفيد بوابة Eurasia Diary أن صحيفة The London Post نشرت مقالاً عن الذكرى ال101 لتأسيس جمهورية أذربيجان الديمقراطية ، ألفته الباحث المستقل والمحللة السياسية أناستازيا لافرينا .
بعد النضال التحرري الوطني الطويل الأمد للشعب الأذربيجاني أعلن في 28 مايو 1918 توقيع الاستقلال في مبنى قصر الحاكم السابق للقوقاز في تيفليس. في 17 سبتمبر 1918 انتقلت حكومة جمهورية أذربيجان الديمقراطية إلى باكو بعد قتال عنيف وتحرير المدينة بمشاركة الجيش الإسلامي القوقازي في 15 سبتمبر. على الرغم من حقيقة أن أذربيجان المستقلة استمرت 23 شهرًا فقط، حتى غزو الجيش الأحمر الحادي عشر لروسيا السوفيتية وإنشاء جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية في 28 أبريل 1920 ، في وقت قصير تم بناء مؤسسات الدولة الرئيسية ، مقسمة إلى ثلاثة فروع إدارية.
اعتمدت الحكومة عدة قوانين وحققت العديد من الإصلاحات السياسية والعسكرية والتشريعية والاقتصادية. كان المجلس الوطني الأذربيجاني مكوناً من 120 شخصاً يمثلون جميع الجماعات العرقية والدينية في البلاد ومنهم 80 مسلماً و21 أرمنياً و10 روسياً ، ومندوب لكل من الجالية الألمانية واليهودية والجورجية والبولندية. في 1 سبتمبر 1919، تم تأسيس أول مؤسسة للتعليم العالي في الشرق الإسلامي - جامعة باكو الحكومية. لأول مرة في الشرق الإسلامي ، حصلت النساء على حق التصويت في أذربيجان المستقلة.
نتيجة لغزو الجيش الأحمر، لم تعد أول جمهورية أذربيجان ديمقراطية موجودة في 28 أبريل 1920. لم تتمكن أذربيجان من استعادة استقلالها مرة أخرى إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
3 سمات إيجابية للتطور الناجح لأذربيجان
مجتمع متعدد الثقافات ومتساوي الحقوق
تكمن قوة أي دولة في قوة وشجاعة شعبها. لقد أظهر الشعب الأذربيجاني وأثبت شجاعته في الممارسات العديدة في الواقعة. علاوة على ذلك، فإن أذربيجان معروفة في جميع أنحاء العالم بحفاوة وكرم الضيافة ، وقبل كل شيء تضامنها مع قوى الخير والتقدم. كل هذا ينجم عن مجتمع متعدد الثقافات القائم في هذا البلد منذ عدة قرون. يشار إلى سياسة الحكومة الحالية في هذا المجال والخبرة المتراكمة كقدوة للبلدان الأخرى، بما في ذلك الدول الأوروبية، حيث تُسمع باستمرار شعارات التضامن والحرية.
لا تدعم أذربيجان فكرة التعددية الثقافية فحسب، بل تعامل أيضاً كل ثقافة بعناية، وفي هذه الحالة تقوم بدراستها وتعبر عن تضامنها مع عادات جميع الشعوب التي تعيش في أراضي الدولة. تأكيداً على ما قيل، من المهم أن نتذكر أنه بناءً على أمر من رئيس الجمهورية في 28 فبراير 2014، أنشئت خدمة مستشار الدولة لجمهورية أذربيجان في شئون الأعراق والتعددية الثقافية والقضايا الدينية لضمان الحفاظ على التسامح. في 15 مايو 2014، بموجب مرسوم رئيس جمهورية أذربيجان، تم بناء مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية لضمان الحفاظ على التسامح والتنوع الثقافي والديني واللغوي. بالإضافة إلى ذلك، يهدف المركز إلى دراسة النماذج الحالية للتعددية الثقافية وتحفيز تطبيقاتها في أذربيجان.
اليوم يمكننا أن نرى العديد من الأمثلة لانتهاك حقوق مجموعات عرقية معينة وكذلك التمييز، هذا هو السبب لاندلاع الصراعات العرقية. في أذربيجان، لم يعد هناك شيء مثل تقسيم المجتمع على أسس دينية أو عرقية. ليس هناك سوى مفهوم واحد: شعب أذربيجان الذي له الحق في أن اختيار أي دين يعتنقه أوتقاليد تمارسها. هذا هو ما يمكن من ضمان الاستقرار في البلاد والذي يعتبر أساساً لتطوير السياسة الداخلية والخارجية للدولة. علاوة على ذلك، فإن تضامن الشعب يعني الوحدة والقوة.
السياسة المتوازنة
يمكن الوضع الاستراتيجي لأذربيجان في منطقة القوقاز بموقعها المثالي بين أوروبا وآسيا، للحكومة من إقامة علاقات الدولية القوية، وكذلك العلاقات الدبلوماسية والتجارية على المستويين الإقليمي والعالمي. هنا، لا تلعب الموارد الطبيعية الغنية لأذربيجان وموقعها السياسي والجغرافي الملائم دوراً فحسب، بل تلعب أيضاً السياسة الخارجية المتوازنة والتطورات الجارية في البلاد والاستقرار الاجتماعي والسياسي والاندماج في المجتمع العالمي والتنمية المستدامة وغيرها من العوامل. تتخلل روح حسن الجوار والتعاون المتبادل المنفعة والشراكة السياسة الخارجية لأذربيجان في المنطقة وخارجها.
تتمتع أذربيجان بموقع جغرافي مناسب للغاية، ولكن في نفس الوقت موقع معقد للغاية بين روسيا وإيران وتركيا وجورجيا وأرمينيا. بالنظر إلى الضغط الأمريكي المستمر على نفوذ إيران وروسيا في المنطقة، تمكنت أذربيجان من انتهاج سياسات متوازنة وعلاقات ودية مع كلا البلدين والحفاظ عليها. تستثمر أذربيجان 60 مليون دولار لتطوير محطة سكة حديد أستارا في غرب مقاطعة جيلان الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك، قدمت أذربيجان إلى إيران قرضاً. بقيمة 500 مليون دولار لتنفيذ مشروع بناء خط سكة الحديد بين رشت وأستارا وخط سكة حديد قزوين - ريشت - أستارا (إيران) - استارا (أذربيجان) كجزء من ممر النقل بين الشمال والجنوب والذي يربط شمال أوروبا بجنوب شرق آسيا كما ويربط السكك الحديدية الأذربيجانية والإيرانية والروسية.
في نفس الوقت، أذربيجان مشاركة في مختلف المشاريع الثلاثية للنقل والطاقة مع تركيا وجورجيا ومن رعاتها الرئيسيين. يعد ممر الغاز الجنوبي أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في العالم والذي يسمح نقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا. سيزيد هذا المشروع من مساهمة أذربيجان في أمن الطاقة في جورجيا وتركيا وبعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
يحتفل الاتحاد الأوروبي وشركاؤه الشرقيون هذا العام، بما في ذلك أذربيجان، بالذكرى العاشرة لبرنامج الشراكة الشرقية. تضمن عضوية أذربيجان في العديد من المنظمات والمشروعات الدولية أن يسمع صوتها ويبين موقفها على نطاق واسع.
تعتبرأرمينيا المجاورة دولة وحيدة لا تزال معزولة عن أي مشروع تشارك فيه أذربيجان. في أواخر الثمانينات بدأت أرمينيا سياسة التطهير العرقي ضد أذربيجان وتواصل احتلال 20 % من أراضيها. وأدت سياسة أرمينيا هذه إلى احتلال قاره باغ الجبلية و7 مناطق متاخمة لأذربيجان في أوائل التسعينيات. على الرغم من القرارات الأربعة الصادرة من مجلس الأمن للأمم المتحدة والتي تطالب بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمنية من الأراضي المحتلة. فإن الحكومة الأرمينية تتجاهلها. تستمر نفس سياسة التجاهل لمدة 30 عاماً تقريباً دون تغيرات كبيرة باختلاف روساء الحكومة الأرمنية.
الاستثمار في تنمية الشباب
يعتمد مستقبل أي بلد كان على شباب أقوياء. يعني الاستثمار في إصلاح الشباب الاستثمار في مستقبل مستدام. بعد استعادة الاستقلال في نهاية القرن العشرين، بدأت أذربيجان في إجراء إصلاحات أساسية في العديد من المجالات العامة والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلد. علاوة على ذلك، اعتمد توحيد وتنسيق أنشطة الشباب باعتبارها القوة الدافعة الرئيسية لتنمية المجتمع والدولة كأحد أهم المهام للحكومة.
في العديد من البلدان، توترت العلاقة بين الشباب والأحزاب السياسية. لكسر الحلقة المفرغة من الشك وانعدام الثقة، يقوم الشباب باطوير المهارات والدوافع للتعامل الناجح مع الأحزاب السياسية. في الوقت نفسه، تشجع الأحزاب السياسية على توفير المجال للشباب عن طريق إزالة الحواجز التي تحول دون مشاركتهم في عملية صنع القرار. يتلقى الشباب في أذربيجان الدعم لإطلاق مشاريعهم أو حملاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يشارك الشباب في أنشطة تطوعية مختلفة على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية.
بدأت السياسة الشبابية الحديثة في أذربيجان منذ عام 1994 عندما أنشأ رئيس الدولة وزارة الشباب والرياضة التي فتحت فرصاً جديدة للشباب. يعمل الشباب اليوم بنجاح كبير في مختلف المجالات، مما يساهم إسهاماً كبيراً في التنمية الشاملة للبلد. تساعد مؤسسة شباب أذربيجان الشباب في تحقيق الأفكار الفردية أو تنفيذ مشاريع كبيرة تهدف إلى دعم تنمية الشباب.
يعتبر الاستثمار في التعليم مفتاحاً آخر لتنمية الشباب. أنجز استكمال البرنامج الحكومي لتعليم الشباب الأذربيجاني في الخارج في الفترة 2007-2015، واعتمد برنامج حكومي جديد لتحسين القدرة التنافسية لنظام التعليم العالي في جمهورية أذربيجان على الصعيد الدولي للفترة 2019- 2023. تمكن هذه البرامج من مئات الطلبة من الدراسة في الخارج مجاناً وتطبيق معارفهم في مكان العمل وفي تنمية المجتمع ككل.
يحتفل شعب أذربيجان اليوم بالذكرى ال101 لتأسيس جمهورية أذربيجان الديمقراطية، أول دولة علمانية ديمقراطية في الشرق الإسلامي ويحق للشعب الأذربيجاني أن يفتخر به.