صرح مدير قسم السياسة الخارجية لإدارة رئيس جمهورية أذربيجان حكمت حاجييف أن رئيس وزراء أرمينيا قد حرّف تماما الجوانب السياسية والقانونية والتاريخية لنزاع قاره باغ الجبلية بين أرمينيا وأذربيجان في كلمته الملقاة من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال حكمت حاجييف إن القيادة الأرمينية التي تدعو الي ضم الأراضي الأذربيجانية المحتلة لأرمينيا والتي تلحق أضراراً كبيرة بالمفاوضات الجارية بين البلدين بحضور وسطاء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، تسعى الآن لإثبات نفسها كـ"محب للسلام" على منبر الأمم المتحدة ولتضليل المجتمع الدوليوخداعه.
أولا فإن منطقة قاره باغ الجبلية تقع في أراضي أذربيجان التاريخية وجزء لا يتجزأ عنها. وقد اتخذ مكتب القوقاز للجنة المركزية للحزب الشيوعي في العام 1921 م قراراً بإبقاء منطقة قاره باغ الجبلية ضمن أراضي أذربيجان. رغم ادعاءات واهية للأرمن فإنه لم يحتو القرار في الأصل على عبارة يمكن فهمها كـ"منح قاره باغ الجبلية لأذربيجان"
ابتداءً من ثمانيات للقرن الماضي لم تخفِ أرمينيا إطلاقاً مطامعها للاستيلاء على منطقة قاره باغ الجبلية الأذربيجانية ودعمت أعمال العنف الانفصالية العدوانية عن كثب. وقد نص قرار المحكمة الدستورية العليا السوفيتية حينذاك على أن انفصال قراباغ الجبلية دون موافقة أذربيجان مخالف للقوانين السوفيتية. وقال حكمت حاجييف إنه وفقاً للتشريعات المطردة حينذاك فإن قاره باغ الجبلية كانت تعتبر بشكل واضح جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الأذربيجانية عند استعادة أذربيجان استقلالها مضيفاً الي أن مزاعم أرمينيا بخصوص ضم منطقة قاره باغ الجبلية لأرمينيا تتناقض تماما مع مبدأ احترام الحدود الموروثة . (uti possidetis) ويحدد مبدأ (uti possidetis) بشكل واضح أن أذربيجان قبل استعادة استقلالها قد أعلنت الاستقلال في إطار الحدود التي تم رسمها وفق القوانين السوفيتية.
ثانيا، وقد سكت رئيس وزراء أرمينيا خلال كلمته من منبر الأمم المتحدة عن حقيقة خرق بلاده التعهدات التي أخذتها على عاتقها وفق ميثاق منظمة الأمم المتحدة.
و من الجدير بالذكر أنه وفقا للفقرة الثانية من المادة الرابعة لميثاق الأمم المتحدة يجب على جميع الدول تجنب استخدام القوة أو التهديد ضد وحدة أراضي دولة أخرى وسيادتها.
تشير قرارات محكمة نورمبرغ الدولية حول نتائج الحرب العالمية الثانية والجزء السابع من ميثاق الأمم المتحدة تحت عنوان " التهديدات للأمن وخرق السلام والنشاط حول أعمال الاعتداء" الي أن الاحتلال والعدوان العسكري تعتبر جريمة دولية خطيرة.
وقد قامت أرمينيا من خلال استخدام القوة العسكرية باحتلال منطقة قاره باغ الجبلية الأذربيجانية والمناطق السبع المحيطة به وارتكبت جرائم التطهير العرقي ضد السكان الأذربيجانيين في تلك الأراضي. ونتيجة تلك السياسة ما زال أكثر من مليون أذربيجاني يعيش كلاجئ ومشرَّد داخلياً في أوطانهم. كما تقوم أرمينيا داخل الأراضي الأذربيجانية المحتلة بأنشطة لتغيير التركيبة الديموغرافية وتدمير الآثار التاريخية والثقافية والدينية الخاصة بالشعب الأذربيجاني. وقد أصدر مجلس الأمن للأمم المتحدة قرارات تحت أرقام 822 و853 و874 و884 بخصوص الصراع. تدين هذه القرارات كلها احتلال أرمينيا للأراضي الأذربيجانية واستخدام القوة ضد أذربيجان والهجمات على المدنيين وقصف الأماكن السكنية الأذربيجانية وتؤكد على أن منطقة قاره باغ الجبلية هي جزء لا يتجزأ عن أذربيجان. كما تشير قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة إلي أن الاستيلاء على الأراضي من خلال استخدام القوة امر غير مقبول وتطالب بالانسحاب من جميع الأراضي الأذربيجانية المحتلة. ولفت حكمت حاجييف الأنظار إلي أن أرمينيا تتجاهل قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة وقرارات المنظمات الدولية الأخرى. ووفقا للمادة ال25 من ميثاق الأمم المتحدة يجب على جميع الدول الأعضاء في المنظمة الالتزام بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها.
ثالثا، تزعم القيادة الأرمينية أن هذا النزاع ليس نزاعاً إقليمياً بين أذربيجان وأرمينيا بالعكس هو مسألة حقوق الإنسان. إن قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة وقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بعنوان "تشيراغوف وآخرون ضد أرمينيا" تثبت بشكل جلي أن ماهية هذا النزاع هي احتلال الأراضي باستخدام القوة. وفق حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن الكيان المزعوم في الأراضي الأذربيجانية المحتلة يتلقى دعما سياسيا وعسكريا وماليا من أرمينيا. وتواجد القوات العسكرية الأرمينية في أراضي أذربيجان المحتلة واستمرارها في الاحتلال يثبت حقيقة هذا النزاع. وأضاف حكمت حاجييف أن القيادة الأرمينية إذا تريد أن تقدم هذا النزاع للمجتمع الدولي تحت غطاء حقوق الإنسان فإنها تعترف بالتطهير العرقي المرتكب من قبلها ضد أكثر من مليون أذربيجاني وخرق حقوقهم الأساسية. إن حقوق الإنسان يحمل طابعا عالميا. إن خطاب أرمينيا حول حقوق الإنسان نفاق وهراء، في وقت يتم انتهاك حقوق أكثر من مليون أذربيجاني عبر الاحتلال والعدوان العسكري.
رابعا، تقول القيادة الأرمينية إنه يجب تسوية هذا النزاع علي أساس صيغة ترضي أرمينيا وقاره باغ الجبلية وأذربيجان. وان طرفي النزاع هما أرمينيا وأذربيجان. وهناك جاليتان أذربيجانية وارمينية لمنطقة قاره باغ الجبلية الأذربيجانية.
واكد حكمت حاجييف أن أذربيجان ليس لديها أي مطامع لحيازة أراضي الغير مشيراً إلي أن موقف أذربيجان تجاه تسوية النزاع يستند إلي ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والعدل وتتوقع أن المجتمع الدولي يدعم هذا الموقف. ولتسوية هذا النزاع يجب على أرمينيا سحب قواتها من الأراضي الأذربيجانية المحتلة وعودة اللاجئين الأذربيجانيين إلي وطنهم الأم. كما ذكر حاجييف أنه يجب إنشاء نموذج سلطة ذاتية داخل حدود أذربيجان المتعارف عليها دوليا تهدف إلي التعايش السلمي المشترك بين الجاليتين الأرمينية والأذربيجانية لمنطقة قاره باغ الجلية الأذربيجانية. أضاف أن البيان الذي ادلى به وسطاء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في 9 مارس لعام 2019م يتضمن خارطة الطريق حول تسوية النزاع مشددا على أنه لا حل للنزاع إلا في إطار وحدة أراضي أذربيجان.