تؤيد أذربيجان اتباع نهج متعدد الأطراف في حل المشاكل الدولية، كما تدعم بشكل تام جهود الأمم المتحدة في مجال مكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. قال وزير الخارجية الأذربيجاني إيلمار محمدياروف في كلمته الملقاة في الجمعية العامة إن أرمينيا تحتل خمس أراضي أذربيجان واتهمت يريفان "بتخريب مفاوضات السلام" و"إهمال القانون الدولي".
أكد وزير الخارجية الأذربايجاني في سياق دعم تعددية الأطراف في حل المشكلات الدولية أن بلاده ستتولى رئاسة حركة عدم الانحياز، وستعقد القمة القادمة لهذه المنظمة الدولية التي تضم 120 دولة، في باكو يومي 25 و26 أكتوبر القادم. وقال الوزير "طوال تاريخها، لعبت حركة عدم الانحياز دوراً أساسياً في ضمان السلام والأمن". وأشار إلى أن المنظمة ستحتفل في العام المقبل بمرور65 سنة على تأسيسها.
وقال وزير الخارجية أيضاً إن أذربيجان أصبحت في الوقت السابق عضواً في مجموعة الـ 77 وتعتزم تقديم مساهمة كبيرة في عملها، لا سيما في مجال توسيع التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة. اكتسبت باكو تجربة إيجابية في هذا المجال: على مدار الخمسة عشر عاماً ماضية نما الاقتصاد الأذربيجاني بوتائر قياسية، وارتفع الناتج المحلي الإجمالي 3.3 مرة وبلغت احتياطيات النقد الأجنبي 45 مليار دولار.
وشدد الوزير الأذربيجاني على أن البلاد أوجدت ظروفاً ملائمة للأعمال، مما ساهم في توفير 250 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية على مدار الخمسة عشر عاماً ماضية. وفقاً للبنك الدولي، تعد أذربيجان من بين الدول العشرة الأولى التي تنفذ فيها الإصلاحات بنشاط.
صرح الوزير محمداروف أيضاً أن باكو تقدم المساعدة إلى الدول الأخرى من خلال برامج مؤسسة حيدر علييف ووكالة التنمية الدولية الأذربيجانية التي تعمل تحت رعاية وزارة الخارجية.
في نفس الوقت، أوضح الوزير أن باكو الرسمية تدعم تدابير مكافحة تغير المناخ، خاصة وأن أذربيجان تشعر بعواقب هذه الظاهرة: أصبحت الفيضانات والجفاف وفترات الحرارة الشديدة أكثر تواتراً في البلاد. التزمت أذربيجان بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 35 % بحلول عام 2030.
تناول الوزير بصورة خاصة قضايا التنوع الثقافي، مشيراً إلى أن العديد من الفعاليات الدولية قد عقدت مؤخراً في باكو، بما في ذلك المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات بدعم من الأمم المتحدة. وشدد محمدياروف قائلاً "إن ممثلي جميع المجموعات العرقية والدينية يعيشون في سلام ووئام في أذربيجان".
وفي رأي الوزير إيلمار محمدياروف، فإن المشكلة التي لم تُحل والتي تقوض السلام والأمن في المنطقة تظل مسألة "احتلال أرمينيا لنحو خمس أراضي أذربيجان، مما اضطر حوالي مليون أذربيجاني إلى مغادرة منازلهم". على الرغم من الاجتماعات المستمرة لقادة البلدين، فإن النزاع حول منطقة قاره باغ الجبلية في أذربيجان لم يتم حله بعد.
وأكد الوزير الأذربيجاني أنه "بالكلمات والأفعال، تحاول يريفان عرقلة العملية وتخريب الجهود لإيجاد تسوية سلمية". وأشار إلى أن المفاوضات لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى، وأن "أذربيجان، وفقًا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لها الحق في الدفاع عن النفس".
يلقي وزير الخارجية الأذربيجاني إيلمار محمدياروف كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة