أثارت المناقشات التي استمرت 45 دقيقة بين زعيمي أذربيجان وأرمينيا في مؤتمر ميونيخ الأمني مساء يوم 15 فبراير اهتمام الحاضرين والمعلقين في وسائل الإعلام.
قدمت الكلمة الأولى للرئيس الأذربايجاني إلهام علييف الذي تطرق إلى تاريخ المنطقة وأكد أن قاره باغ هي منطقة تاريخية في أذربيجان. أما النزاع، فلا يمكن حله إلا في إطار السلامة الإقليمية لأذربيجان.
أجاب باشينيان أن قاره باغ لا علاقة له بالسلامة الإقليمية لأذربيجان.
حاول مدير الجلسة تهدئة الوضع وطرح لكلا الطرفين السؤال التالي: ماذا يتوقع الطرفان من المجتمع الدولي في التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع؟
أعرب باشينيان عن أمله في بذل الجهود لاستبعاد الحل العسكري للصراع. وفي رده على تصريحات إلهام علييف بأن الأرمن ارتكبوا عمليات الإبادة الجماعية في خوجالي وقتلوا أكثر من 600 أذربيجانياً مسالماً. أشار باشينيان إلى مقابلة مع الرئيس السابق لأذربيجان أياز مطلبوف الذي زعم أن الأذربيجانيين أنفسهم قتلوا الناس.
وقد رفض إلهام علييف رفضاً قاطعاً هذا الادعاء مستنداً إلى العديد من الوثائق، فضلاً عن تصريحات المنظمات الدولية التي أدانت الجانب الأرمني لهذه الجريمة. وأشار إلهام علييف إلى أنه أما بالنسبة لهذه الكلمات التي تنسب لمطلبوف فأنه قد نفاها بالفعل عشرات المرات.
ودعا إلهام علييف المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على أرمينيا للتخلي عن احتلال الأراضي الأذربيجانية واتخاذ موقف بناء.
في رده على سؤال وارد من الصالة، أوضح إلهام علييف أن أذربيجان تستخدم حقها في تحرير أراضيها المحتلة إذا لم يكن من الممكن الاتفاق على حل سلمي.
أكد إلهام علييف أن أذربيجان ستتحاور بمن يسمى ب"شعب قاره باغ" بمجرد أن تسحب أرمينيا قواتها وتحرر الأراضي المحتلة.
في رده على سؤال من الصالة حول رؤيته لتسوية سلمية، أشار إلهام علييف إلى حل تدريجي، بعد تحرير الأراضي المحتلة وسحب القوات الأرمينية وتطبيع العلاقات وسيتم تحديد وضع قاره باغ الجبلية لاحقاً.
رداً على، قال نيكول باشينيان إن المناطق المحيطة بقاره باغ هي "مناطق أمنية" وأن الجانب الأرمني "لا يستطيع التخلي عنها بسهولة".
عندما أعطى مدير الجلسة الكلمة الأخيرة للطرفين، خاطب إلهام علييف نيكول باشينيان قائلاً: "عندما تقول إن الأرمن في غاره باغ أعلنوا دولتهم المستقلة، أود أن أذكركم بأن الأرمن أعلنوا دولتهم بالفعل في أرمينيا. إذا أراد الأرمن أن يكون لهم دولة أخرى، فعليكم الإعلان عنها أينما تريدون، ولكن ليس في أراضي أذربيجان ".
أجاب نيكول باشينيان أنه ب400 عام قبل الميلاد لم يكن في هذه المنطقة سوى "الشعبين - الأرمن والجورجيين" و"لم يكن هنا الأذربيجانيون ".
خلال النقاشات، أشار إلهام علييف أيضاً إلى سوء تفسير لقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة من قبل نيكول باشينيان مؤكداً أنها تطلب الانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الأرمينية من الأراضي المحتلة.