حذر رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك من مخاطر الفوضى والحرب الأهلية التي يثيرها الموالون للنظام السابق في الوقت الذي يعمل فيه دفاعا عن الإصلاحات لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية، وتحقيق الاستقرار للمرحلة الانتقالية.
وتحدث حمدوك عن ذلك في خطاب أذاعه التلفزيون بعد أيام من تعمد شبان يحملون القضبان الحديدية والعصي إغلاق الشوارع في العاصمة الخرطوم، بعد رفع الدعم عن الوقود.
وتعمل حكومة حمدوك في ظل اتفاق هش لتقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين بعد انتفاضة شعبية دفعت الجيش للإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019.
وقال حمدوك: “التدهور الأمني الآن يعود بالأساس لتشظي مكونات الثورة، الذي ترك فراغاً تسلل منه أعداؤها، وأنصار النظام البائد”.
وقال حمدوك، إنه دون إصلاح قطاع الأمن الضخم الذي تمدد في عهد البشير عندما كان يخوض صراعات داخلية متعددة، سيظل السودان يواجه تهديدات داخلية وخارجية.
وأكد “هذه التشظيات يمكن أن تقودنا لحالة من الفوضى وسيطرة العصابات والمجموعات الإجرامية، كما تساعد على تفشي النزاعات بين المجموعات السكانية كافة، ما قد يؤدي إلى حرب أهلية”.
ورغم أن السودان نال استحساناً دولياً بعد الإصلاحات الاقتصادية، منذ سقوط البشير، وبعد أن أحرز تقدما نحو التخفيف من عبء الديون، يواجه كثير من السودانيين أزمات غذاء، و يكابدون لتدبير احتياجات معيشتهم بعد أن ارتفعت الأسعار في العام الماضي.
وبلغ معدل التضخم 397% في مايو (أيار)، وتنقطع الكهرباء، أو المياه يومياً.
ورغم استخدام المحتجين حواجز الطرق غالباً في المظاهرات التي تسببت في إشعالها مظالم اقتصادية أو سياسية، رصد شاهد من رويترز مزيداً من الغلظة عند حواجز المحتجين في الأيام الماضية.