للأسف يوجد أعداء كثر لأذربيجان، وقد يكون ذلك قدر الدول والشعوب الناجحة. أعداء غير مرئيين يقدمون أنفسهم كأصدقاء، وهؤلاء الأعداء منظمون ونشطون بشكل جدي، خاصة داخل البلاد، فخلال الشهرين الماضيين، وللمرة الثانية، أثيرت قضية النقل غير القانوني وغير المصرح به للبضائع بالشاحنات إلى الجزء الذي تتواجد عليه بشكل مؤقت قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ، وبعد أن تم تناول الموضوع بشكل موسع في الصحافة المحلية ووسائل الإعلام، وأدلي كل من يحب الدولة الأذربيجانية بدلوه موضحاً موقفه في هذا الصدد. انتقد كثير من الناس، من نواب الشعب إلى القادة السياسيين والمواطنين، دخول إيران إلى قراباغ، واعتبروا ذلك عملاً لا يجوز للأصدقاء فعله، بل يعد ذلك من أعمال اللصوص .لا يوجد صوت من رجال الدين في أذربيجان، خاصة رجال الدين الذين على صلة بإيران.
كان رئيس مكتب مسلمي القوقاز، شيخ الإسلام الله شكر باشا زاده، قد أعرب علانية عن موقفه "الموالي لإيران" في 21 يونيو 2021، وذلك عندما ربط انتصار أذربيجان في قراباغ بفتوى المرشد الأعلى لإيران سيد علي خامنئي. الآن لا أحد يتوقع أن يدلي باشا زاده بتصريح ضد تصرفات إيران. يقال إن حب باشا زاده لإيران له دوافع سياسية واقتصادية.
هناك مجموعة من رجال الدين في أذربيجان يتمتعون بسمعة طيبة بين المواطنين في البلاد، وخاصة بين الشيعة، حيث يشاهد الملايينمن المواطنين خطبهم، التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتدفق آلاف المصلين على مساجدهم كل يوم، ويقدمون أنفسهم ليس فقط كرجال دين، ولكن أيضاً كرجال مجتمع، يشاركون في البرامج، ويزورون عائلات الشهداء وقدامى المحاربين، ويتحدثون في خطبهم بإسهاب عن حب الوطن. فما هو موقف الحاج شاهين حسنلي من دولة جارة مسلمة، تنقل الوقود والبضائع بالشاحنات للانفصاليين في قراباغ؟
أجاب الحاج شاهين حسنلي، قائلاً: لا أحب التعليق على القضايا السياسية، فأنا ممثل مكتب مسلمي القوقاز، ولذلك، فإن أي رأي سينعكس على أنه موقف المؤسسة التي أنتمي إليها، ولهذا السبب يجب أن أتفق معهم أعضاء المؤسسة أولاً، وبعد ذلك سيردون علي السؤال.
الحاج شاهين حسنلي، الذي لم يكن يحب الحديث في السياسة، ألقى عشرات الخطب العصماء حول العديد من المواضيع، من الديمقراطية إلى النموذج الغربي للحكم، إلى السياسة الإسلامية للدول الغربية، فلماذا لا يريد التحدث في السياسة عندما يتعلق الموقف بإيران؟
ألا ترى إلى أي مدى تحرض بعض الدول الغربية على هذه الصراعات؟ ما يريده العدو يجب انكاره. في خطبة له تم بثها في 13 ديسمبر 2020، وصف الحاج شاهين الدول الغربية علانية بـ "الأعداء"، كما انتقد في خطبة أخري تم بثها في 7 نوفمبر 2020، النظام السياسي الغربي وموقفه المؤيد للأرمن، حيث قال"تم تبني أربعة قرارات بشأن قراباغ ولم يتم تنفيذ أي منها. أين الدول التي تطالب بالعدالة في هذا العالم؟
يعد أوجاج نكات آغا أحد الشخصيات الدينية الذين يسكبون الماء على الطاحونة الإيرانية في أذربيجان، ترجع أصوله إلي جنوب أذربيجان، وتعتبر أنشطة أوجاج نيكات في أذربيجان مثيرة للجدل وغير مؤكدة، وبالتالي، فإنه يعد كممثل دبلوماسي وسفير، وكذلك خطيباً لأحد المساجد في باكو، ومن ثم يعتبر الزعيم غير الرسمي لرجال الدين الشيعة في أذربيجان والممثل الرسمي لخامنئي، الذي استولى على الإسلام الشيعي في أذربيجان، وبفضل قيادته الناجحة، تصرخ الدولة كلها تقريبًا ضد إيران، التي تسير الشاحنات بحمولات غير معروفة إلي الأرمن، ورجال الدين صامتون.
في الأول من أكتوبر 2020، خاطب أوجاج نيكات الشعب الأذربيجاني وقال: "لطالما أكدت إيران أن قراباغ تنتمي إلى أذربيجان، وقد أيدت إيران على الدوام وحدة أراضي أذربيجان، والقوات التي احتلت قراباغ انتصرنا عليها.
بشكل عام، لماذا يجب أن يكون للحكومة الإيرانية ممثل ديني رسمي في أذربيجان؟ هل للزعماء الدينيين في باكستان أو الدول الأخرى ممثل ديني رسمي في أذربيجان؟ إذن لماذا تُمنح إيران هذه الصلاحية؟
قال الشيخ أورخان محمدوف في 28 يونيو 2019: " باكستان معترف بها في أذربيجان كدولة حليفة وشقيقة حتى تتمكن المملكة العربية السعودية من دعم المنظمات السنية المتطرفة في أذربيجان من خلالها". كيف يكون رجل دين بهذه العدوانية بشأن التحالف مع باكستان السنية وأذربيجان الشيعية؟ هل يمكن أن يكون ذلك لأنه تلقى مثل هذا الأمر من طهران؟ وهكذا فإن وجود الوكالة الإيرانية في أذربيجان هو دائماً وسيلة ضغط على باكو الرسمية. في أي وقت لا تتفق فيه أذربيجان مع إيران، قد تشهد البلاد مواجهة مدنية بين الدولة وإرهاب "جانجا"، مثل "أحداث نارداران". كذكلك في حالة حدوث أي أزمة سياسية واقتصادية مستقبلية في أذربيجان، يمكن لهذه القوى أن تبدأ "ثورة إسلامية"، انتبهوا الخطر كبير، العدو في داخلنا.
يجب الاستناد إلي Ednews (يوميات أوراسيا) في حالة استخدام المادة الإخبارية من الموقع