اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، الناتو بعرقلة عمليات التكامل فى آسيا و"تسخين" الوضع فى المنطقة بمحاولة إقامة قواعد فى دول أخرى بعد انسحابه من أفغانستان.
وقال كبير الدبلوماسية الروسية في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مؤتمر تفاعل الثقة في آسيا المنعقد في نور سلطان، عاصمة كازاخستان "نرى محاولات لتسخين الموقف لتقويض آليات التفاعل القائمة".
وأشار لافروف على وجه الخصوص إلى "رغبة الناتو في نشر قواته في أجزاء أخرى من المنطقة، سواء في آسيا الوسطى أو جنوب آسيا أو جنوب شرق آسيا"، الأمر الذي تعارضه روسيا بشكل قاطع.
كما اتهم حلف شمال الأطلسي بمحاولة "إعادة توجيه تدفقات اللاجئين الأفغان إلى هذه المناطق" بعد مغادرتهم أفغانستان عقب وصول طالبان إلى السلطة.
كما انتقد الوزير الروسي "الناتو" لتهربه من مسؤولياته بعد "20 عاما من التجارب" في أفغانستان وترك حل المشاكل في أيدي جيران هذه الأمة.
وحذر من أن "الانسحاب المتسرع زاد من تعقيد التناقضات الأفغانية. وبقيت الكثير من الأسلحة في البلاد ومن المهم ألا تستخدم في أغراض تدميرية".
بالإضافة إلى ذلك، أعرب عن أمله في أن تفي طالبان بوعودها لمكافحة تهريب المخدرات والإرهاب، وليس إحداث عدم استقرار في البلدان المجاورة، وكذلك السماح بتشكيل حكومة شاملة.
وعلى الرغم من أنه في الاجتماع الوزاري السادس للمؤتمر، الذي عقد بالحضور شخصيا وعبر الإنترنت، لم يصدر أي إعلان نهائي بسبب عدم وجود توافق في الآراء، لكن الرئاسة الكازاخستانية للمؤتمر، المكون من 27 دولة آسيوية، أصدرت بيانا دافعت فيه عن الحاجة إلى ضمان أفغانستان "موحدة وذات سيادة".
وأعربت الوثيقة عن قلق المؤتمر بشأن "التهديد المحتمل لأعمال عناصر إرهابية وتدميرية من أفغانستان في الدول المجاورة".
ولهذا السبب، دعا المؤتمر المجتمع الدولي إلى "زيادة جهوده" لمساعدة الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، وحث المانحين والمنظمات الإنسانية الدولية على "تقديم مساعدات إنسانية".
بالإضافة إلى ذلك، طلبت رئاسة المؤتمر المساعدة في تنفيذ "مشاريع بنية تحتية كبيرة، خاصة في مجالات النقل والطاقة"، مما سيساعد في تحويل أفغانستان إلى "حلقة وصل مهمة في التكامل الإقليمي".
وتم إنشاء المؤتمر في عام 1992 بمبادرة من الرئيس الكازاخي السابق نور سلطان نزارباييف، والغرض منه هو ضمان السلام والأمن والاستقرار في آسيا.