توتر العلاقات بين إيران وفرنسا في عهد رئيسي.. مسار أكثر تصادمًا

سياسة 10:33 21.10.2021
نشر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية “رصانة”، مقالًا للكاتب كليمنت ثيرمي تطرق فيه إلى توتر العلاقات بين إيران وفرنسا في عهد الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي.
 
وقال ثيرمي في مقال بعنوان “العلاقات الفرنسية- الإيرانية في عهد رئيسي.. مسارٌ أكثر صِدامًا”: إن الفرص تتضاءل لإنقاذ الاتفاق النووي المُبرم عام 2015م مع إيران والمعروف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة” بحسب ما ذكرته مصادر دبلوماسية فرنسية، إذ يرى دبلوماسيون فرنسيون ضرورةَ إلزام الجمهورية الإيرانية باحترام التزاماتها النووية، وتعكس وجهة نظر باريس خطرَ خسارةِ طهران لفرصة إنقاذ الاتفاق النووي، ممّا يزيدُ من احتمالية وقف المحادثات الدبلوماسية النووية في فيينا، وترى باريس أنَّ خطةَ العمل الشاملة المشتركة أصبحت أقلَّ أهميةً بالنسبة للأطراف الأخرى في الاتفاق؛ بسبب رفض إيران تقييد طموحاتها النووية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو 2018م، بل تستغلُ عاملَ الوقت في بناء برنامجٍ نوويٍّ شامِل يعزّز موقفها في المفاوضات. وبالرغم من أن تركيز باريس انصبَّ في الأساس- خلال الخمسة عشر عامًا الماضية- على الجانب النووي في نهجِها الثُنائي والإقليمي والدولي تجاه الملفّ الإيراني، إلَّا أنَّ انسحابَ الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، كشفَ عن رغبةٍ دبلوماسيةٍ فرنسية للتوصُّل إلى اتفاقٍ أوسع نطاقًا، فباريس تؤيدُ صيغة “الاتفاق النووي الموسَّع” لحلِّ المسألة النووية الإيرانية، إذ تسعى هذه الصيغة إلى معالجة عيوب خطة العمل الشاملة المشتركة المتمثِّلة في عدم إشراك القضايا العالقة الأخرى مثل برنامج إيران للصواريخ الباليستية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وعدائها الإقليمي، ونظريًّا هذه الصيغة الفرنسية مهمَّة في ظلِّ عجز خطة العمل الشاملة المشتركة عن تقديم حلٍّ دبلوماسيٍّ دائمٍ للملفّ النووي الإيراني.
 
محادثات شاملة مع طهران:
وأضاف: “وفي الوقت نفسه- وفقًا لباريس- فإن المحادثات الشاملة الجديدة مع طهران ستؤولُ إلى الفشل في حال استغلَّ الإيرانيون الضغط في الجوانب (الإقليمية) للمماطلة والضغط في مسار المفاوضات، وتلعبُ باريس دورَ وسيطٍ دبلوماسيٍّ بين إيران ودول المنطقة، ويتَّضح ذلك في المؤتمر الإقليمي المُقام في بغداد في 28 أغسطس 2021 بعنوان “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”.
 
كما أثَّر السلوكُ الإيراني الإقليمي على نهج السياسة الخارجية الفرنسية تجاه إيران منذ ثورة 1979م ولاسيما في لبنان، فطموحُ فرنسا في أداء دورٍ قياديٍّ في صياغة المسار السياسي بلبنان، يُعتبرُ عاملًا رئيسيًا في تحديد ملامح العلاقات الثُنائية بين باريس وطهران، وتتأرجحُ سياسةُ فرنسا تجاه لبنان بشكلٍ كبير وتختلفُ تبعًا لرؤى الرؤساء الفرنسيين، فعلى سبيل المثال كانت العلاقة الشخصية التي جمعت بين الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عاملًا مؤثرًا بصورةٍ كبيرة على النظرة الفرنسية للجمهورية الإيرانية، أمَّا الرئيس نيكولا ساركوزي فقد أثَّر تحالُفه مع تل أبيب على تحديد السياسة الخارجية الفرنسية تجاه إيران، وفي نهاية المطاف ستكون العلاقات الدبلوماسية بين باريس وطهران أيضًا عنصرًا مؤثرًا على تحديد مسار الخط الدبلوماسي الفرنسي في الساحة السياسية اللبنانية بعيدًا عن التوجُّهات الأمريكية. وما يزال انعدام الثقة بين فرنسا وإيران يقفُ عقبةً رئيسةً أمام تعزيزهما للعلاقات الثُنائية؛ إذ إنَّ عدمَ استعداد الأوروبيين لتقديم الأولوية للسوق الإيرانية على تحالُفهم عبر المحيط الأطلسي مع واشنطن- أثناء فترة الرئيس دونالد ترامب (2017م-2021م)- يُبرّر صعوبةَ أنّ تؤدي عواصمُ أوروبا دورًا مستقلًّا لمعالجة الملفّ النووي الإيراني، كما أنَّ استقلاليةَ القطاع الخاص الأوروبي- ليس على مستوى الدول الأوروبية فحسب بل على مستوى الاتحاد الأوروبي- يُفسِّر السببَ الذي جعلَ أغلبَ الشركات الخاصة الأوروبية تأخُذ بنصيحة إدارة ترامب بعدم التعامل مع إيران.
 
سياسة الاتجاه نحو الشرق:
وأضاف الكاتب في المقال: “وتُدرك القيادةُ في إيران محدوديةَ قُدرة أوروبا على التحرُّك في المجال الاقتصادي؛ ممّا قاد إلى تداعياتٍ سياسية، فبعضُ المعارضين في الداخل الإيراني ومنتقدي حكومة إبراهيم رئيسي، يرون أنْ تتفاوضَ النُخبة السياسية- الدينية الإيرانية مباشرةً مع الإدارة الأمريكية لحلِّ المشاكل الاقتصادية الحرِجة التي تواجهُ إيران، فيما يرفضُ ذلك المرشد الإيراني علي خامنئي ويرى تبنّي سياسةَ الاتجاه نحوَ الشرق (الصين والهند) والشمال (آسيا الوسطى وروسيا)”.
 
وتعني حالةُ الانغلاق في السياسة الإيرانية، استحالةَ موافقة المرشد الإيراني على عقد محادثاتٍ معلنة مع واشنطن، وفي الوقت نفسه الاستفادة من التقارُب مع الاقتصادات الروسية والصينية والهندية، ولكن هذا الجمود في السياسة الخارجية الإيرانية لا يعني أنَّ إيران ستُحجِم عن تنفيذ تهديداتها المتعلِّقة بالتصعيد النووي، بل يتزايد هذا الخطر في عهد رئيسي، إذ كانت محاولة الأوروبيين للتوصّل إلى اتفاقٍ نوويٍ أوسع مع إيران تستندُ إلى إقناع “المعتدلين” الإيرانيين دبلوماسيًّا بأنَّ أيَّ عملية تطبيعٍ اقتصاديٍ بين الجانبين تستلزمُ إبرامَ اتفاقٍ شامل، ولكن لم يعُد هذا هدفًا يسعى الدبلوماسيون الأوروبيون لتحقيقِه منذ تولّي “المتشدِّدين” الإيرانيين الرئاسة.
 
وفي إيران فإنَّ الاختلاف في الخطاب الإيراني بين التشدُّد والدبلوماسية، يُستغلُ لخلقِ الفُرقة بين خصوم إيران من خلال بثِّ النزاع بين بروكسل وواشنطن، حيث كانت هذه تمثل إستراتيجيةَ إيران منذ عام 1990 وحتى عام 2005، ولاحقًا سعت إيران إلى تقسيم خصومها بين مؤيدين للحوار مع إيران كقوةٍ إقليمية لا غنى عنها، ومؤيدين لإستراتيجيةٍ أكثرَ صرامةً تجاه طهران.
 
وتابع الكاتب كليمنت ثيرمي قائلًا: “أمّا على الجانب الاقتصادي الفرنسي فمِن المحتمل ألَّا تسمحَ تسويةٌ نوويةٌ مستقبلية مع إيران للشركات الفرنسية بالعودة إلى السوق الإيرانية كمستثمرين على المدى القصير، إذ قد يحتاجُ ذلك إلى تطبيعٍ دبلوماسي بين طهران وواشنطن، أولًا.
 
إنَّ انتخاب رئيسٍ إيرانيٍ “محافظ” يفرضُ تحديًا أمام الدبلوماسيين الفرنسيين يتمثّلُ في إحكام سيطرة الأجهزة الأمنية الإيرانية على المشهد السياسي في البلاد، ويجبُ عليهم التغلُّب على هذا التحدّي، وسيزدادُ انعدامُ الثقة بين فرنسا وإيران- والموروثة من الحرب الإيرانية-العراقية في الثمانينات- في عهد رئيسي، ممّا سيُصعّب على الدبلوماسيين الفرنسيين الدعوةَ إلى الحوار مع رئيسٍ إيرانيٍ متّهمٍ بانتهاك حقوق الإنسان، وعلى الرغم من ذلك، قرّرَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إقامةَ علاقةٍ مباشرةٍ وشخصية مع رئيسي؛ بهدف استغلال الملف الإيراني لإبقاء فرنسا كلاعبٍ فاعلٍ في المفاوضات النووية والإقليمية. وتستمرُ فرنسا في ممارسة السياسة الواقعية بالرغم من الاختلافات الأيديولوجية الكبيرة بينها وبين إيران، فلن تستطيعَ فرنسا الدفع بإستراتيجيتها المتمثلة في تحقيق توازُنٍ بين ضفَّتي الخليج في ظلِّ رئاسةِ شخصيةٍ “محافظة بشدّة”، ومن المُحتمل أن يؤدي سلوكُ “المتشدِّدين” في إيران إلى إعادة التقارُب بين بروكسل وواشنطن؛ إذ ما يزال احتمالُ عودة العلاقات الاقتصادية بين دول أوروبا وإيران مستبعدًا.
 
السياسةُ الدولية والإقليمية لإيران:
من الأرجح عدمُ عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبلَ عام 2018م، فليس من المتوقع أنْ يُراهن النظامُ الإيراني من جديد على التقارُب الاقتصادي مع الأوروبيين بسبب تبعيَّتهم الإستراتيجية لواشنطن وبسبب استقلالية القطاع الخاص الأوروبي عمومًا والفرنسي خصوصًا، وستركّز السياسةُ الدولية والإقليمية لإيران- على الأرجح- النظرَ إلى الشرق على المستوى الدولي وتطوير علاقاتها الاقتصادية مع الدول المجاورة لها على المستوى الإقليمي. وهذه الخيارات والاحتمالات الاقتصادية الجديدة تجعلُ احتمالَ عودة إيران إلى الدبلوماسية الاقتصادية الأوروبية- ولاسيما الفرنسية- مستعبدًا خلال السنوات الأربع أو الثماني القادمة من رئاسة رئيسي.
 
وختم الكاتب بقوله: “ونظرًا لتبنّي الحرس الثوري والرئيس الجديد في إيران نهجًا مواليًا لروسيا والصين فلن يكون تحسينُ العلاقات مع أوروبا وفرنسا عنصرًا مهمًّا في إستراتيجية إيران الاقتصادية المستقبلية، ومن ثمَّ سيبقى الجانبُ الاقتصادي في الدبلوماسية الفرنسية تجاهَ إيران هامشيًّا على المدى القصير، ومن المحتملِ أنْ تتأثرَ العلاقات الثُنائية بين فرنسا وإيران بملفات القضايا الرئيسة مثل برنامجي إيران النووي والصاروخي وسياستها الإقليمية”.

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
جميع الأخبار