صادق برلمان جمهورية أذربيجان، اليوم الثلاثاء، على "إعلان شوشا" الموقع مع تركيا الصيف الماضي، والذي اعتبر بمثابة خريطة طريق لتحالف تركي أذربيجاني استراتيجي في منطقة القوقاز، وتوليه تركيا أهمية كبيرة، معتبرة أن هذا الإعلان رافعة قوية للعلاقات بين باكو وأنقرة إلى مستوى التحالف.
وناقش البرلمان الأذربيجاني مشروع القانون المتعلق بالمصادقة على "إعلان شوشا" خلال جلسة عادية، وجرى عقب المناقشات التصويت على مشروع القانون الذي تمّت الموافقة عليه بالإجماع.
والإعلان الذي تمّ في منتصف يونيو الماضي كان قد وقّعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، خلال زيارتهما مدينة "شوشا" في إقليم قراباغ، الذي حررته باكو من أرمينيا خلال حرب 44 يوماً نهاية عام 2020.
ويتضمّن "إعلان شوشا" خريطة طريق في عدة مجالات، منها تقنيات الصناعات الدفاعية، والطاقة، والنقل، والاقتصاد، والعلاقات الإنسانية، ونظراً للدعم التركي غير المحدود سياسياً وعسكرياً، فقد قام الرئيس أردوغان بزيارة إلى مدينة شوشا، اكتسبت أهمية خاصة من ناحية العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، حيث عكست الزيارة الدعم القوي والحازم من تركيا لوحدة أراضي أذربيجان، وتمّ خلال الزيارة التوقيع على الإعلان في المدينة التي تحمل أهمية خاصة بالنسبة لأذربيجان والعالم التركي أجمع، فضلاً عن أهميتها الاستراتيجية، إذ أن من يسيطر عليها يمكنه السيطرة على إقليم قراباغ بأكمله.
ويوضح الإعلان عزم تركيا على فتح قنصلية في المدينة، وهو ما يعكس اهتمامها بها، واستخدام كلمة "التحالف" في الإعلان يشمل نوعاً من التعاون في الدفاع المشترك بين الدولتين في المستقبل، وأنه في حال تعرض أي من الطرفين إلى اعتداء أو تهديد من دولة أخري يمسّ استقلالها، أو سيادتها، أو وحدة أراضيها، أو يهدّد أمنها، أو حدودها المعترف بها دولياً، يعقد الطرفان مشاورات ويتخذان الخطوات اللازمة لمنع هذا الاعتداء أو التهديد، بما يتوافق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ويقدمان لبعضهما المساعدة اللازمة، ويتم تحديد حجم ونوعية هذا الدعم عن طريق اللقاءات العاجلة بين الطرفين، كما يتم تلبية الاحتياجات العسكرية الدفاعية من أجل اتخاذ تدابير مشتركة، وضمان التنسيق بين القوات والوحدات الإدارية بالقوات المسلحة للطرفين، ما يشير إلى أنه تحالف دفاعي.
كما ينصّ الإعلان على عقد اجتماعات لمجلسي الأمن القومي للطرفين، لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية التي تمسّ المصالح الوطنية للبلدين، ما يعني الارتقاء بعلاقاتهما الى مستويات أعلى، وتعزيز التعاون في كافة المجالات.
أما أبرز مجالات التعاون في "إعلان شوشا"، فهو في قطاع تكنولوجيا الصناعات الدفاعية، حيث أعلن الرئيس أردوغان تأسيس مصنع في أذربيجان من أجل الإنتاج المشترك، ونقل التكنولوجيا، ما يعني أن أذربيجان ستتحول مع هذا المشروع من دولة مستوردة للتكنولوجيا العسكرية إلى دولة منتجة، كذلك قرّر الطرفان العمل المشترك، والسعي لإعادة هيكلة القوات المسلّحة وتحديثها وفقاً لمتطلبات العصر، ومن المجالات الأخرى المهمة ممرّ النقل، وقد أدى خط سكة حديد "باكو- تفليس- قارص" إلى ظهور فرص جديدة للتعاون في المنطقة، وإنشاء الممر الأوسط بين وسط آسيا وتركيا وأذربيجان والمدعوم من منظمة الدول التركية. وفي ضوء هذا الإعلان، اتخذت الدولتان خطوة جديدة نحو توقيع اتفاقية تجارة حرة، حيث نص "إعلان شوشا" علي تشكيل آلية تضمن حرية حركة السلع بينهما، .
ومن المقرر مساء اليوم الثلاثاء، رفع "إعلان شوشا" الموقع بين تركيا وأذربيجان إلى الجمعية العامة للبرلمان التركي في أنقرة، بهدف مناقشته وإقراره من الجانب التركي، حيث يتوقع أن يتم اقراره في وقت لاحق اليوم، بعد استكمال المناقشات حوله.
كانت أذربيجان قد أطلقت عملية عسكرية موسعة في 27 سبتمبر 2020، لتحرير قراباغ، عقب هجوم شنّه الجيش الأرميني على مناطق مدنية مأهولة، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، أعلنت روسيا، في 10 نوفمبر 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وخلال هذه المعارك، قدمت تركيا دعماً قوياً لأذربيجان بشكل كبير، وكان للمسيّرات التركية دور كبير في حسم المعركة، فيما وجهت اتهامات لأنقرة بدعم أذربيجان عسكرياً، في وقت اعتبرت أنقرة أن المسيّرات اشترتها أذربيجان، وهي من استخدمتها في المعركة.
وتوج هذا التعاون بين تركيا وأذربيجان مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي في ظل اهتمام تركي سياسي وإعلامي كبير، إذ إن فتح ممرات تجارية مباشرة من تركيا إلى أذربيجان يفتح الطريق لأنقرة إلى وسط آسيا، ولإحياء طريق الحرير التجاري التاريخي، والتقارب بشكل أكبر مع دول العالم التركي.
يجب الاستناد إلي Ednews (يوميات أوراسيا) في حالة استخدام المادة الإخبارية من الموقع