أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لنظيرته الإستونية إيفا ماريا ليميتس، أن الولايات المتحدة لديها «التزام صارم» بالمادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تنص على أن «أي اعتداء» على أحد الأعضاء لـ30 في الحلف سيكون بمثابة اعتداء على جميع الأعضاء، فيما بدا أنه تحذير مباشر لروسيا من مغبة التعرض للدول التي انضمت للتحالف الغربي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وعشية مغادرته إلى ألمانيا أمس (الخميس) للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن، استقبل وزير الخارجية الأميركي نظيرته الإستونية في واشنطن، حيث أجريا محادثات ثنائية تضمنت مناقشة الوضع الأمني في أوروبا؛ نظراً إلى الحشد المتزايد للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية. وقبيل اجتماعهما، قال بلينكن لليميتس، إنه في الذكرى المئوية للعلاقات بين الولايات المتحدة وإستونيا «لدينا الكثير لنتحدث عنه بالنظر إلى اللحظة التي نعيشها جميعاً، والتحديات التي تواجه أمنكم للأسف بسبب الموقف العدائي لروسيا».
وردت عليه لييمتس «من المؤسف حقاً أن نرى أنه بعد 30 عاماً من استعادة استقلالنا، نواجه مثل هذه الأزمة الأمنية الحادة في أوروبا». وبعد المحادثات، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً مشتركاً حول العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تعترف به الولايات المتحدة وإستونيا «أساساً للأمن الجماعي للحلفاء والمنتدى الأساسي للمشاورات والقرارات الأمنية بين الحلفاء».
وأضاف «نتقاسم التزاماً صارماً بالمادة الخامسة من معاهدة واشنطن». وتفيد المادة الخامسة بأن «أي اعتداء على عضو في الحلف هو بمثابة اعتداء على كل الأعضاء» الـ30 في «الناتو». وأضاف البيان المشترك «ندعم زيادة تعزيز الردع والدفاع لدى الحلف». وإذ عبّر عن «التطلع إلى تطوير مفهوم استراتيجي جديد للحلف»، أكد أن الولايات المتحدة «تقدر التزام إستونيا الطويل الأمد بإنفاق ما لا يقل عن 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، بالإضافة إلى قرار الحكومة الإستونية الأخير بزيادة إنفاقها الدفاعي بشكل أكبر في هذا الوقت الحرج». واعتبر أن «دور الولايات المتحدة مركزي لضمان أمن المنطقة، بما في ذلك من خلال دعمها جهود الردع التي يبذلها (الناتو) على الجانب الشرقي» للدول الأعضاء.
وعبّر البيان عن «القلق العميق» المشترك حيال «تعزيز روسيا غير المبرر للقوات العسكرية في أوكرانيا وحولها وإرسال قوات إلى بيلاروسيا»؛ لأنه «يمثل تهديداً للسلام والأمن في أوروبا». وكررا التزام البلدين «تعزيز مرونة أوكرانيا وقدرات الردع لديها»، مطالبين روسيا بـ«اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الأزمة الحالية، وسحب قواتها العسكرية إلى قواعدها الدائمة، والالتزام بحل دبلوماسي». وكذلك تحادث بلينكن مع نظيرته الكندية ميلاني جولي، وناقشا «التهديد بغزو روسي إضافي لأوكرانيا وأهمية العمل مع حلفائنا وشركائنا لفرض تكاليف سريعة وباهظة على روسيا رداً على أي عدوان عسكري آخر من روسيا ضد أوكرانيا». وكان موضوع أوكرانيا أيضاً موضع بحث بين الوزير الأميركي ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، بأن الوزيرين «ناقشا مجموعة من القضايا الدولية والثنائية، بما في ذلك التهديد الروسي المستمر لأوكرانيا والحاجة الملحة عند روسيا إلى تهدئة التوترات».