أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن وفدا رفيع المستوى إلى الإمارات اليوم الاثنين لتقديم واجب العزاء في وفاة رئيسها في محاولة فيما يبدو لإصلاح العلاقات المتوترة مع دول الخليج.
واكتسبت رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع حكام دول الخليج أهمية جديدة بعد غزو روسيا لأوكرانيا الذي ألقى الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين مع تطلع أوروبا لخفض اعتمادها على امدادات الطاقة الروسية. وترفض دول الخليج حتى الآن الانحياز إلى أي طرف في الصراع الدائر في أوكرانيا. وعارضت السعودية والإمارات كذلك دعوات بزيادة إنتاج النفط لتهدئة أسعاره التي رفعت معدلات التضخم على مستوى العالم.
ويتوافد زعماء العالم منذ مطلع الأسبوع على الإمارات لتهنئة الحاكم الجديد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتقديم العزاء في وفاة الرئيس الراحل خليفة بن زايد آل نهيان. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان توجه إلى الإمارات اليوم الاثنين لتقديم العزاء. وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد أبلغ نظيره الأمريكي خلال عشاء عمل في أبوظبي اليوم الاثنين أن الإمارات تحت قيادة الشيخ محمد تتطلع إلى تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين.
وأمضت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي حوالي ثلاث ساعات في العاصمة الإماراتية أبوظبي على رأس وفد ضم تقريبا كل مساعدي بايدن في شئون الأمن القومي من وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية إلى كبار المسؤولين بالبيت الأبيض. ويقول مسؤولون أمريكيون بارزون إن تشكيل الوفد يعكس رغبة واشنطن في إظهار التزامها تجاه المنطقة. أضافوا أن هاريس ستؤكد عزم الولايات المتحدة على تعميق العلاقات مع المنطقة في مجالات تتراوح من الأمن والمناخ إلى الطاقة والتجارة.
واستاء الإماراتيون بالتحديد مما اعتبروه غيابا لدعم أمريكي قوي في أعقاب هجمات صاروخية في يناير نفذتها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران على أبوظبي. وكانت رويترز قد ذكرت أن بايدن أغضب الشيخ محمد بن زايد بعدم اتصاله سريعا بعد الهجمات وعدم استجابته بشكل أقوى. وقال تاشبينار "هناك محاولة لإعادة الأمور إلى مسارها، بعد استياء الإمارات من الولايات المتحدة بسبب غياب زيارات رفيعة المستوى في أعقاب هجمات الحوثيين. وقال مصدر مقرب من أسلوب التفكير الإماراتي "يمثل تشكيل الوفد الأمريكي وحجمه إشارة بالغة ستكون ذات مغزى لدى الشيخ محمد والقيادة الإماراتية.
وغضبت دول الخليج مما تصورت أنه تراجعا في الالتزام الأمريكي بأمنها في مواجهة برنامج إيران الصاروخي وشبكتها من الوكلاء في المنطقة. وتتعامل الإمارات في الوقت ذاته مع طهران من أجل احتواء التوتر. ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الإيراني إلى أبوظبي اليوم الاثنين. وشعرت السعودية والإمارات كذلك بالاستياء من شروط وضعتها واشنطن على مبيعات السلاح الأمريكي. وقالت الإمارات في ديسمبر كانون الأول إنها ستعلق مفاوضات شراء طائرات إف-35 الأمريكية المقاتلة بسبب شروط على المبيعات. وتقول الإمارات إن الولايات المتحدة ما زالت شريكا استراتيجيا حتى مع تعميق أبوظبي لعلاقاتها بالصين وروسيا. وقال المصدر الإماراتي تم إحراز تقدم لكن يتعين بذل المزيد. الإمارات تريد علاقات أوثق ومحددة بوضوح أكبر مع الولايات المتحدة.