يحاول مؤتمر في لوجانو يومي الاثنين والثلاثاء 4 و5 يوليو 2022 رسم معالم إعادة بناء أوكرانيا مستقبلا في وقت تستمر فيه روسيا في شن حرب مدمرة في هذا البلد منذ أكثر من أربعة أشهر.
وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الأحد إن "المهمة ضخمة جدا" في الأراضي المحررة أقله. وكان منظمو المؤتمر السويسريون يأملون بمجيء الرئيس شخصيا إلا أنه سيكتفي كالعادة بمداخلة عبر الفيديو، وعلينا تحرير ألفي بلدة ومدينة في شرق أوكرانيا وجنوبها في هذا النزاع الذي لا تزال نتيجته غير محسومة وواضحة رغم مساعدة عسكرية ومالية كبيرة قدمها حلفاء أوكرانيا.
ووصل رئيس الوزراء الأوكراني دينس شميغال إلى لوجانو برفقة رئيس البرلمان رسلان ستيفانتشوك في طائرة تابعة لسلاح الجو السويسري. وكان في استقبالهما الرئيس السويسري إينياسيو كاسيس. ويضم الوفد الأوكراني نحو مائة شخص للقاء مسئولين سياسيين ومؤسسات دولية وممثلين عن القطاع الخاص.
وتشارك في المؤتمر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس وزراء تشيكيا بيتر فيالا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، فضلا عن نظيره البولندي ماتيوش مورافتسكي الذي تستقبل بلاده العدد الأكبر من اللاجئين الأوكرانيين، لوضع معالم "خطة مارشال" لأوكرانيا كتلك التي وضعت لانتشال أوروبا الغربية من أنقاض الحرب العالمية الثانية من خلال برنامج اقتصادي أمريكي.
وكان المؤتمر مقررا قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بكثير وكان سيناقش أساسا الإصلاحات في هذا البلد ولا سيما مكافحة الفساد المستشري، لكن أعيد تركيزه على الاعمار.
وطرحت مسألة جدوى مناقشة إعادة البناء في غياب أفق نهاية للحرب فيما التقديرات تراوح بين عشرات ومئات المليارات من الدولار.
وقدرت كلية الاقتصاد في كييف Kyiv School of Economics الاضرار اللاحقة حتى الآن بالأبنية والبنى التحتية بحوالى 104 مليارات دولار. وخسر الاقتصاد الأوكراني حوالى 600 مليار دولار وفق بعض التقديرات.
ويتوقع ان يقترح بنك الاستثمار الأوروبي إنشاء صندوق جديد لأوكرانيا قد تصل قيمته إلى مئة مليار يورو وفق مصادر مطلعة على الخطة.
وستدعم المملكة المتحدة أحد أكبر حلفاء أوكرانيا، خصوصا إعادة بناء مدينة كييف ومنطقتها بطلب من الرئيس زيلينسكي على ما قالت وزارة الخارجية البريطانية الأحد.
وفي حين تعتبر لوجانو ثالث مركز مالي في سويسرا ووجهة سياحية كبيرة يرتادها الكثير من الأثرياء الروس، إلا انها غير معتادة على استضافة لقاءات دبلوماسية دولية. لكن الرئيس السويسري وهو من أبناء هذه المنطقة والمضيفين، يريدون تجنب أي حوادث.
وتحت شمس حارقة تجري قوات الأمن دوريات في محيط قصر المؤتمرات الذي سيستقبل الوفود مدة يومين على بعد خطوات من بحيرة لوجانو الخلابة.