أعلنت الصين وقف التعاون من جانبها مع الولايات المتحدة على صعيد عدد من القضايا الرئيسية، وذلك ردًا على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وفي تحدٍّ لتهديدات صينية، وصلت بيلوسي مساء الثلاثاء إلى تايوان، لتصبح بذلك أكبر مسئول أمريكي يزور الجزيرة منذ سنوات، ما أغضب الصين التي أعلنت بدورها عن عمليات عسكرية كبرى حول تايوان التي تقول الصين بتبعيّتها لها، وتتعهد باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
وتعهدت الخارجية الصينية بتعليق المحادثات الخاصة بالتغير المناخي، وبالحوار العسكري، فضلًا عن تعليق التعاون على أصعدة الجريمة والمخدرات، والهجرة غير الشرعية مع الولايات المتحدة.
كما فرضت بكين عقوبات غير محددة على بيلوسي وعائلتها، دون الإفصاح عن طبيعة العقوبات. ووصفت بكين زيارة المسؤولة الأمريكية بأنها "تدخّل في شؤون الصين ومساس بسيادتها".
ومنذ يوم الخميس، تحيط الصين تايوان بسلسلة من المناورات العسكرية الضخمة والتي واجهت انتقادات من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين.
وتعد الولايات المتحدة والصين أكبر مصدرين للتلوث في العالم، وكانا قد تعهّدا العام الماضي بالعمل معا عبر اجتماعات منتظمة لحلّ أزمة التغيّر المناخي. لكن يبدو أن الاتفاقيات بين البلدين باتت مهددة في ظل تردّي العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
من جانبها، انتقدت تايوان ردّ بكين على زيارة بيلوسي. ودعا رئيس وزراء الجزيرة سو تسينغ تشانغ الحلفاء إلى الدفع صوب التهدئة.
وقال تشانغ للصحفيين: لم نتوقع أن يُقدم أقربُ جيراننا على استعراض قوّتهم على حدودنا وأن يجازفوا بتعريض أكثر الطرق المائية ازدحاما في العالم للخطر وذلك عبر القيام بمناورات عسكرية". ولم تعلق بيلوسي، التي وصلت إلى اليابان في إطار جولة آسوية، على المناورات العسكرية الصينية، ولكنها قالت إنه لا بد أن يتمكن السياسيون الأمريكيون من زيارة تايوان بكل حرية. وأضافت ربما منعوا تايوان من الزيارات أو من المشاركة في أنشطة بالخارج، ولكنهم لن يعزلوا تايوان بمنعنا من السفر إليها. لن نسمح لهم بعزل تايوان.
وكانت بيلوسي، البالغة من العمر 82 عاما، وصلت إلى اليابان قادمة من كوريا الجنوبية، الحليف الأمريكي الآخر في المنطقة. وزارت هناك الحدود مع كوريا الشمالية.
وتعدّ هذه أول زيارة تقوم بها بيلوسي لليابان منذ 2015، وقد التقت رئيس الوزراء، فوميو كيشيدا، الذي قال إن اليابان دعت إلى وقف فوري للمناورات العسكرية.
وأجرت بيلوسي محادثات مع رئيس مجلس النواب الياباني، هيرويوكي كوسودا، وستلتقي أفرادا من القوات الأمريكية في اليابان.