تنتشر في شوارع العاصمة الأرمينية يريفان ملصقات وصور ولافتات متناقضة بعضها يعلن دعم العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وبعضها الآخر يدين الغزو ويندد ببوتين. ولكن التحالف بين أرمينيا وروسيا بات يثير الضيق في نفوس الأرمن الذين يشتكون من عدم جدواه وذلك على خلفية النصر الأذربيجاني الأخير والذي وقفت خلاله موسكو موقف المتفرج.
في الشوارع ملصقات بيضاء صغيرة على الجدران والأعمدة منددة بالغزو الروسي لأوكرانيا بالإضافة إلى صور لبوتين وعليها علامات "إكس"، وقبلها ظهرت ملصقات عليها صورة بوتين مع عبارة "معاً" يعلوها العلمان الروسي والأرميني وتروج لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري عقدته موسكو مع ستة أعضاء بينهم أرمينيا.
وخلال تجمع احتجاجي مناهض لمعاهدة الأمن الجماعي حدثت في يرفان، قال أحد المشاركين ويدعى جريكور سارجسيان: نريد الخروج من علاقة العبودية هذه مع روسيا. أحلم أن تترك أرمينيا هذا التحالف العسكري الذي لم يساعدها أبداً خلال ثلاثين عاماً. إنها منظمة تخدم المصالح الروسية. لم يساعدونا خلال الحروب عندما كان من المفترض أن يفعلوا ذلك.
بالنسبة لزيارة نانسي بيلوسي في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر، تزينت العاصمة الأرمنية بالأعلام الأمريكية لاستقبال أرفع مسئول أمريكي يزور يريفان منذ استقلال البلاد في عام 1991. وكانت بيلوسي قد شجبت الهجمات الأذربيجانية على الأراضي الأرمينية وتتجه الأنظار في أرمينيا نحو الحليف الأمريكي الجديد.
بالنسبة لإرنا أصلانيان وهي مدرسة في يرفان فإن الأرمن غير راضين على الإطلاق عن السياسة الروسية. الروس يقومون بأعمالهم الصغيرة مع الأتراك والأذربيجانيين على حساب الأرمن. وتابعت الولايات المتحدة هي أمل. نود أن يكون لدينا جنود حفظ سلام على أراضينا.
لكن آخرين يخشون من أن مثل هذه الانتقادات قد تعرض الأرمن لمزيد من الخطر بسبب القرب الجغرافي بين روسيا وأرمينيا.
زيارة نانسي بيلوسي لأرمينيا ليست العنصر الوحيد الذي ساعد على غطلاق الانتقادات بحق روسيا بل كذلك الروس الذين جاءوا للاستقرار في أرمينيا بعد أن غزت بلادهم أوكرانيا في 24 فبراير وانتقدوا حكومتهم بشدة.
بينما لا تزال موسكو تركز على الحرب في أوكرانيا والولايات المتحدة لم تعرض أية مساعدة عسكرية مباشرة لأرمينيا، وتقف يريفان اليوم على مفترق طرق بين حليف قديم غير فعال وحليف مستجد لا يبدي كبير اهتمام حتى اللحظة بدعم طموحات أرمينيا.