قللت تركيا أهمية موقف الاتحاد الأوروبي من مسألة انضمام جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها إلى منظمة الدول التركية بصفة مراقب.
وقال الرئيس رجب طيب إردوغان إن بلاده غير مهتمة مطلقاً بما يقوله الاتحاد الأوروبي حول عضوية جمهورية شمال قبرص التركية بصفة مراقب في منظمة الدول التركية. وعدّ إردوغان، في مؤتمر صحفي عقده بمطار أتاتورك في إسطنبول قبل توجهه إلى إندونيسيا لحضور قمة مجموعة العشرين، أن منح شمال قبرص صفة المراقب في المنظمة خطوة مهمة للغاية. وأضاف: لا يهمنا ما قاله الاتحاد الأوروبي ولا وجهة نظره حول عضوية قبرص التركية بصفة مراقب في منظمة الدول التركية؛ ما يهمنا هو أننا كيف ننظر لهذا الأمر، وقد اتفقنا مع زعماء المنظمة على منح قبرص التركية هذه الصفة.
وكانت تركيا هاجمت الاتحاد الأوروبي على خلفية بيان أصدره حول عضوية ما تسمى جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها دولياً، بصفة مراقب في منظمة الدول التركية، ووصفته بأنه ذو وجهين وخاضع لضغوط اليونان وقبرص.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، إن البيان الختامي لمنظمة الدول التركية أكد أن جمهورية شمال قبرص التركية جزء لا يتجزأ من العالم التركي. ووصفت الاتحاد الأوروبي بأنه ذو وجهين، وأسير سياسات إدارة قبرص الرومية جمهورية قبرص العضو في الاتحاد واليونان.
ودعت الخارجية التركية في البيان الذي ردت فيه على بيان الاتحاد الأوروبي، المجتمع الدولي إلى التخلي عن اعتبار الجانب الرومي جمهورية قبرص صاحب السيادة الوحيد في جزيرة قبرص، وإلى الاعتراف بجمهورية قبرص التركية، التي لا يعترف بها سوى أنقرة. وأكد البيان وقوف تركيا الدائم إلى جانب قبرص التركية وأنها ستستمر في كونها صوت القبارصة الأتراك في المحافل الدولية.
وكانت الدول الأعضاء في منظمة الدول التركية رحبت في بيانها الختامي عن قمة قادتها، التي عقدت في سمرقند عاصمة أوزبكستان، بعضوية جمهورية شمال قبرص التركية بصفة مراقب في المنظمة.
وشكر إردوغان، خلال القمة، أعضاء المنظمة على قبولهم جمهورية شمال قبرص عضواً مراقباً. إلا إن الأعضاء الآخرين في المنظمة لم يؤكدوا العضوية، وأثارت أوزبكستان، الدولة المضيفة، وكازاخستان، حالة من عدم اليقين بشأن الإعلان التركي، لكن دون إنكاره رسمياً.
وقال إردوغان، في تصريحات لصحفيين رافقوه خلال عودته من سمرقند، إن انضمام جمهورية شمال قبرص التركية عضواً مراقباً إلى منظمة الدول التركية ليس بمثابة اعتراف. سيكون من الخطأ اعتبار هذا اعترافاً. للاعتراف خصائص أخرى؛ وهو أمر حساس، لكنه أكد في الوقت ذاته عزمه على العمل من أجل الحصول على الاعتراف الدولي بها.
ورفض الاتحاد الأوروبي إعلان تركيا أن جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من جانب واحد ستنضم إلى منظمة الدول التركية عضواً مراقباً، مندداً بأي عمل يهدف إلى تسهيل الاعتراف الدولي بالكيان القبرصي التركي الانفصالي.
وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم مسئول الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان، إن هذا القرار الذي ينتظر مصادقة أعضاء المنظمة، مؤسف ويتناقض مع حقيقة أن العديد منهم أعربوا عن دعمهم القوي لمبدأ وحدة الأراضي وميثاق الأمم المتحدة. وأضاف ستانو أن أي عمل يهدف إلى التسهيل أو المساعدة على الاعتراف الدولي بالكيان القبرصي التركي الانفصالي بأي شكل من الأشكال يقوّض بشكل خطير الجهود المبذولة لتهيئة بيئة مواتية لاستئناف المحادثات برعاية الأمم المتحدة. وأكد أن الاتحاد الأوروبي يعترف فقط بجمهورية قبرص.
وأعلن الشطر الشمالي من جزيرة قبرص المنقسمة استقلاله عام 1983 من جانب واحد تحت اسم جمهورية شمال قبرص التركية، وذلك بعد 9 سنوات من غزو الجيش التركي شمال قبرص في 1974، في رد على انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون أرادوا إلحاق الجزيرة باليونان. وبعد 3 أيام، عدّ مجلس الأمن الدولي أن إعلان الانفصال، باطل قانوناً.
ولا تزال قبرص اليوم منقسمة، ولا تمارس جمهورية قبرص؛ العضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، سلطتها إلا على الجزء الجنوبي من الجزيرة.