عقدت في العاصمة الأرمينية يريفان، اجتماعات قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وفي كلمته أمام القمة، قال رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، إن الخطوة الأولى لتوقيع معاهدة السلام بين أذربيجان وأرمينيا يجب أن تتخذها أرمينيا. وقد اثارت هذه الكلمات غضب رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، حيث اعتبر ذلك الحديث اتهاماً صريحاً وبشكل مباشر من زعيم بيلاروسيا لأرمنينيا باعتبارها المسئولة عن التأخير في عملية السلام بين البلدين.
وتعليقاً علي ذلك، قال الخبير السياسي إلشان منافلي، أن موقف بيلاروسيا المؤيد لأذربيجان في اجتماعات قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ينبع من ادراك السلطات في روسيا وبيلاروسيا الأهمية الاستراتيجية الكبرى لأذربيجان مقارنة بأرمينيا، إذا انضمت إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي.
تدرك بيلاروسيا وزعيمها لوكاشينكو مدى الأهمية الاستراتيجية لأذربيجان بالنسبة للاتحاد الإقتصادي الأوراسي ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي مقارنة بدور ووزن أرمينيا، وأنه إذا انضمت أذربيجان إلى هذه المنظمات، فلإنه يمكن توسيع نفوذها الدولي وفرصها للتأثير على العمليات الإقليمية والعالمية.
كما أن العلاقات بين بيلاروسيا وأذربيجان هي علاقات استراتيجية. ففي عام 2007، تم بالفعل توقيع اتفاقية حول الصداقة والتعاون بين الدولتين، وفي عام 2015، تم التوقيع على وثائق حول التعاون الاجتماعي والاقتصادي. بالإضافة إلى أن حجم التجارة بين البلدين بلغ حوالي 161 مليون دولار في عام 2017 ، وارتفع إلى 484 مليون دولار في عام 2021.
كما تعمل حوالي 300 شركة بيلاروسية في أذربيجان حالياً. وتتعاون الدولتان تعاوناً وثيقاً في المنظمات الدولية والإقليمية. ولذلك فإنه منذ الأيام الأولى لنزاع قراباغ، كانت بيلاروسيا داعمة لحل هذه المشكلة ضمن وحدة أراضي أذربيجان، وكقاعدة عامة، دعت أرمينيا إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة النزاع.
كما يأتي اتهام لوكاشينكو لأرمينيا باعتبارها المسئولة عن التأخير في توقيع اتفاق سلام مع أذربيجان، ضمن مساعي بيلاروسيا الرامية لتحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية وجذابة إلى المنظمات الإقليمية، لأن أذربيجان بقدراتها المالية ومواردها من النفط والغاز والمنتجات الزراعية، والخدمات اللوجستية، وتحكمها في ممرات النقل، تشكل اضافة هامة للدول التي تتعاون معها.
واختتم إلشان منافلي بالقول، أن اجتماع القمة الأخير في يريفان لم يلبي توقعات باشينيان، وأنه لم يستطع الحصول على الدعم الذي يريده من المنظمة، حيث كان يسعي إلي توسيع وتطوير العلاقات الثنائية والمتعددة بين الدول الأعضاء، وما حدث كان علي عكس تطلعات باشينيان، حيث أكدت الدول الأعضاء علي أهمية التعاون مع أذربيجان، وعلي ضرورة إحلال السلام بينها وبين أرمينيا.
بقلم: ايلنور أنواروغلو