انطلقت، أعمال قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، بمشاركة زعماء 20 دولة، وسط غياب الرئيسين الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين.
وفي هذا الإطار، أعدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريراً عن القمة السنوية، سلط الضوء على غياب الرئيس الصيني، وما يشير إليه من تزايد الخلاف بشأن القيادة العالمية. وقالت "وول ستريت جورنال" إن الصين تتجنب ما تعتبرها منتديات تهمين عليها الولايات المتحدة، بينما تركز على تكتلات تتمتع فيها بنفوذ أكبر، مثل مجموعة "بريكس".
وخلال السنوات الأولى من وجود شي جين بينج في السلطة، كان الزعيم الصيني أحد أكثر قادة العالم سفراً، حيث التقى بانتظام مع الأصدقاء والمنافسين، وقام بزيارة القوى الاقتصادية والدول النامية على حد سواء، بينما يسعى لتوسيع نطاق النفوذ العالمي لبلاده.
أما اليوم، يشتهر شي أكثر بغيابه؛ إذ لم يسافر خارج الصين لأكثر من عامين خلال جائحة كورونا. وغادر هذا العام بلده مرتين فقط، ويغيب عن قمة مجموعة العشرين، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ورأت "وول ستريت جورنال" أن غياب شي عن مجموعة العشرين يكسر نمط طويل الأمد لمشاركة الرؤساء الصينيين. ويتزامن مع التشكك الصيني المتنامي في المؤسسات المتعددة الأطراف التي صورتها بكين على أنها مدينة للولايات المتحدة وتتحلى بروح المشاركة في مجموعات تتمتع فيها بنفوذ أكبر، مثل كتلة "بريكس" للدول الناشئة.
وبينما لم تقدم الصين أي تفسير لسبب عدم حضور شي لقمة مجموعة قمة العشرين، غذى التزامها الصمت المخاوف لدى العواصم الأخرى بشأن نوايا الرئيس الصيني. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع إنه إذا غاب شي عن القمم التي ستعقدها مجموعة العشرين في المستقبل، سيقوض ذلك المنتدى بشكل خطير.
وسلطت "وول ستريت جورنال" الضوء على أن الصين، الشريك الوثيق لروسيا، حيث ساعدت في دعم اقتصادها الذي يقع تحت عقوبات قاسية، مشيرة أيضاً إلى أن الصين اشترت النفط والغاز الروسي، وباعت لموسكو كل شيء من الرقائق الإلكترونية إلى الجرافات. ويتمتع شي والرئيس الروسي بعلاقة وثيقة، عززها الشك المشترك في النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. ويغيب بوتين أيضًا عن قمة العشرين، حيث قال متحدث باسم الكرملين إنه مشغول، ويركز على الحرب مع أوكرانيا.
لكن، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، لدى شي أسباب أخرى للبقاء في بلاده. فبالإضافة إلى التوترات مع الولايات المتحدة، تشهد الصين صراعاً مع الدول الأوروبية بشأن التجارة، وحقوق الإنسان، والحرب في أوكرانيا، ومع جيرانها بسبب نزاعات إقليمية.
وفي غضون ذلك، يظهر الاقتصاد الصيني مؤشرات متزايدة على تعرضه لاضطراب مع ارتفاع معدلات بطالة الشباب، وتراجع الصادرات، والمخاوف بشأن التأثير الأوسع لتراجع قطاع العقارات.
ومع ذلك، يقول بعض المحللين السياسيين إن غياب شي في نيودلهي يبدو أنه يتعارض مع الطموحات المتزايدة للسياسة الخارجية للصين. ففي العام الماضي، توسطت بكين في اتفاق بين السعودية وإيران، وصورت نفسها على أنها صانع سلام محتمل في أوكرانيا.
وأعربت أماندا هسياو، الخبيرة البارزة في الشأن الصيني لدي مجموعة الأزمات الدولية، عن دهشتها من عدم استخدام بكين لقمة مجموعة العشرين كفرصة لمحاول مواصلة الدفع بنفس الرسائل التي كانت ترسلها على مدار العام الماضي، بأن الصين بديل موثوق للأمن، ولديها رؤية بديلة للنظام العالمي، وأن الرئيس شي جين بينج رجل دولة عالمي.
وقالت هسياو: ربما يعتقدون أنهم ليسوا بحاجة للاستثمار بنفس القدر في مجموعة العشرين لأن لديهم منصات متعددة الأطراف أخري، يمكن من خلالها أن تبسط الصين نفوذاً أكبر وتتحكم في الأجندة والنتائج.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الصين في عهد الرئيس شي جين بينج، تركز أكثر على التكتلات الجديدة للدول النامية، والتي يمكن من خلالها أن تلعب دور أكثر هيمنة. وفي مايو الماضي، استضاف شي قمة لقادة 5 دول من آسيا الوسطى، الأمر الذي يظهر تنامي القوة الصينية في المنطقة.