أعلنت الرئاسة الأذربيجانية في بيان أن المحادثات الأولى التي جرت بين أذربيجان والانفصاليين الأرمن من قراباغ حول إعادة دمج هذا الإقليم الانفصالي كانت بناءة.
وأضافت أن اجتماعاً جديداً سيعقد في أسرع وقت ممكن، ومشيرة أيضاً إلى أنها تعتزم إرسال مساعدة إنسانية ومواد غذائية ووقود إلى الإقليم.
وانتهت أول جولة محادثات بين أذربيجان وأرمن قراباغ بشأن دمج الإقليم الانفصالي اليوم، حسبما ذكر الإعلام الأذربيجاني الرسمي من دون الكشف عن تفاصيل. واستمرت المحادثات قرابة الساعتين في مدينة يفلاخ الأذربيجانية، وفق وكالات الأنباء والتلفزيون الرسمي.
كان وفد الانفصاليين الأرمن في قراباغ قد وصل إلى مدينة يفلاخ الأذربيجانية لإجراء مباحثات سلام مع باكو حول إعادة دمج هذا الإقليم، غداة إعلان باكو انتصارها في عملية عسكرية سريعة شنتها في الإقليم المتنازع عليه منذ عقود.
والتقى الجانبان في مدينة يفلاخ الواقعة على مسافة أكثر من 200 كيلومتر غرب باكو، فيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة دعت إليها فرنسا للبحث في أزمة الإقليم.
وأظهر لقطات قافلة من السيارات رباعية الدفع سوداء تصل إلى مكان المفاوضات تلتها آلية رفعت العلم الروسي وحملت لوحات تسجيل للجيش الروسي. وفي أعقاب عملية عسكرية استمرت 24 ساعة قال الانفصاليون إنها أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أن بلاده استعادت السيادة على الإقليم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار شملت بنوده موافقة الانفصاليين على إلقاء أسلحتهم وإجراء محادثات مع باكو.
وأكد الرئيس الأذربيجاني، أن بلاده أعادت بسط سيادتها على قراباغ، مؤكداً تدمير معظم قوات الانفصاليين وعتادهم العسكري، وأن هؤلاء باشروا الانسحاب وتسليم أسلحتهم بموجب الاتفاق المبرم. وأشاد بالحكمة السياسية التي أظهرتها يريفان بعدم تدخلها مباشرة لإسناد الانفصاليين الأرمن.
وأكد مستشار علييف حكمت حاجييف أن باكو ترغب في إعادة الإدماج السلمي للأرمن في قراباغ وتدعم أيضاً عملية التطبيع بين أرمينيا وأذربيجان، متعهداً توفير ممر آمن للمسلحين.
وأكد الانفصاليون أن الاتفاق يشمل انسحاب الوحدات العسكرية المتبقية وحل التشكيلات المسلحة ونزع سلاحها، وأنه ستتم في المباحثات مناقشة القضايا التي أثارها الجانب الأذربيجاني بشأن إعادة الدمج وضمان حقوق وأمن أرمن قراباغ.
وكانت باكو اشترطت منذ بداية عمليتها استسلام الانفصاليين وتسليم أسلحتهم لإنهاء النزاع الطويل في الإقليم. وفي باكو، لم يخفِ سكان فرحهم بأن النزاع شارف على النهاية.
وكان المزاج معكوساً في يريفان بعد هزيمة هي الثانية في ثلاثة أعوام، أعادت تحريك الانتقادات الداخلية في وجه رئيس الوزراء نيكول باشينيان. وحاولت المعارضة الأرمينية على مدى السنوات الماضية إقناعه بمغادرة السلطة محملةً إياه مسؤولية الهزيمة العسكرية خلال حرب خريف 2020 في قراباغ، ولليوم الثاني، تجمع متظاهرون خارج مقر رئيس الوزراء واتهموا الحكومة بالتخلي عن الأرمن الذين يشكلون غالبية سكان الإقليم، ووقعت مواجهات بينهم وبين الشرطة. وطالب كثير من المتظاهرين برحيل باشينيان.