قال وزير خارجية أذربيجان، جيهون بيراموف، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أذربيجان تتعهد بأن الأرمن في قراباغ سيعاملون بصفتهم مواطنين متساوين.
وقال بيراموف، أريد أن أؤكد مجدداً أن أذربيجان مصممة على إعادة دمج السكان الأرمن في منطقة قراباغ في أذربيجان بصفتهم مواطنين متساوين. وأضاف أن الدستور والتشريعات الوطنية لأذربيجان والالتزامات الدولية التي تعهدنا بها تشكل أساساً متيناً لهذا الهدف. وأردف بيراموف، ما زلنا نعتقد أن هناك فرصة تاريخية لأذربيجان وأرمينيا لإقامة علاقات حسن جوار والتعايش جنباً إلى جنب في سلام.
في السياق، دخلت أول قافلة مساعدات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر قراباغ، حيث عرض الجيش الأذربيجاني أمام صحفيين على مرتفعات العاصمة خانكندي، مئات الأسلحة التي صادرها من الانفصاليين منذ هجومه الخاطف مطلع الأسبوع على هذه المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية. وقالت مسؤولة في الصليب الأحمر الدولي، لوكالة الصحافة الفرنسية، عند نقطة التفتيش الأرمينية في كورنيدزور لدى عبور القافلة، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبرت ممر لاتشين لتنقل 70 طناً من المساعدة الإنسانية للسكان.
في محيط مدينة شوشا التي تسيطر عليها أذربيجان في قراباغ والواقعة قرب خانكندي بحسب مسؤولين محليين، عرضت أمام الصحفيين مئات الأسلحة الخفيفة التي صودرت من الانفصاليين ودبابات تحمل إشارة صليب أبيض. وفي الساحة حيث عرضت الترسانة العسكرية، كتب بأحرف سوداء كبيرة قراباغ أذربيجانية. وقال المتحدث باسم جيش أذربيجان آنار ايفازوف في مدينة شوشا بالتعاون الوثيق مع جنود حفظ السلام الروس، نعمل على نزع سلاح القوات الانفصالية ودعم المدنيين. وفي شوشا تم تركيز مدافع هاون على تلة وتوجيهها نحو خانكندي.
وأصيب جندي أذربيجاني في انتهاك لوقف إطلاق النار، وفق ما أعلنت، القوة الروسية لحفظ السلام المنتشرة في المنطقة، مما يشير إلى هشاشة الوضع. وأكدت أذربيجان أن سكاناً يضرمون النار في منازلهم. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية على منصة "إكس" إن السكان الأرمن يحرقون عدداً كبيراً من المنازل في أغداره، ناشرة صوراً جوية بدا أنها تظهر منازل محترقة. واستسلم الانفصاليون في قراباغ بعدما ألحقت بهم باكو هزيمة جراء هجوم خاطف استمر 24 ساعة وانتهى الأربعاء بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
من جهته اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قادة أرمينيا بمفاقمة التوتر في قراباغ، لكنه أبدى أمله في أن تبقى البلاد في فلك موسكو على رغم الاضطراب الذي تعيشه بعد استعادة أذربيجان السيطرة في الإقليم الانفصالي. وفي كلمة ألقاها بالأمم المتحدة، اعتبر لافروف أن القوى الغربية تحرك الخيوط لتقويض النفوذ الروسي، وللأسف، القيادة في أرمينيا تصب من وقت لآخر بنفسها الزيت على النار.
في السياق، تكثفت الضغوط في أرمينيا على رئيس الوزراء نيكول باشينيان الذي واجه انتقادات لاذعة لتقديمه تنازلات لأذربيجان منذ خسارته مساحات واسعة من الأراضي في حرب 2020. ويتظاهر مناهضون للحكومة في شوارع يريفان عاصمة أرمينيا يومياً منذ الأربعاء، احتجاجاً على تعاملها مع الأزمة في قراباغ.