قال خبير في شؤون أسيا والقوقاز الدكتور باسل الحاج جاسم، في حواره مع قناة "الحدث" الإخبارية من الواضح أننا نسير نحو مرحلة جديدة من عمر هذه القضية التي استمرت لأكثر من 30 عامًا، والمؤكد أننا بصدد طي صفحة هذه القضية ولكن هذا سيفتح المجال للعديد من الأزمات الأخري وتداعيات ذلك علي أرمينيا ونزوح عشرات الألاف من أرمن قراباغ إلي أرمينيا وأعتقد أن هذا العدد سيتضاعف خلال الأيام المقبلة.
وأضاف: ولكن أعتقد أن الجيل الجديد من الأرمن الذي ولد وعاش في قراباغ سينزح إلي أرمينيا وأما القلة القليلة الباقية من كبار السن الذين عاشو في قراباغ منذ عشرات السنين فلن يتركوها.
وردا علي الإتهامات التي روجت إليها أرمينيا بشأن وجود تطهير عرقي في قراباغ قال الدكتور باسل، لا نتوقع أن يتعرض أرمن قراباغ إلي التطهر العرقي كما تتهم أرمينيا، لأن أذربيجان كانت واضحة في تصريحاتها التي قالت فيها إن من تورط في الأعمال الإجرامية ضد الأذربيجانيين في تسعيات القرن الماضي لن يتم العفو عنه، وأما الباقي فسيتم العفو عنهم ما لم يتورطو في أي أعمال إجرامية أخري، مشيرًا إلي أن غياب الثقة بين أرمن قراباغ والأذربيجانيين أو أذربيجان وأرمينيا ربما يعرقل شعور الأذربيجانيين وأرمن قراباغ بالأمان وهذه الأراضي وفقا للقوانين الدولية واعتراف الحكومة الأرمينية هي أراضي أذربيجانية.
وفي حديثه عن تداعيات إنهاء هذه القضية علي الساحة السياسية قال الدكتور باسل إن الأزمة الأولي ستكون داخل أرمينيا لأن هناك أطراف كثيرة تحمل رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان مسؤولية خسارة أرمينيا لقراباغ في حرب قراباغ الثانية وهناك تظاهرات تتضاعف يوما بعد يوم داخل أرمينيا إضافة إلي تظاهرات أخري مؤيدة لباشنيان تحمل روسيا مسؤولية ما جري ولكن الأطراف التي تتظاهر ضد باشنيان يبدوا أنها أكثر من المؤيدين له بكثير بسبب انتقاد باشنيان لروسيا واعترافه بقراباغ كجزء من أراضي أذربيجان.
وتابع: إن موقف باشنيان الآن ضعيف جدًا حيث أنه كان هناك رئيسين لأرمينيا أصولهم من قراباغ لذلك كانت هذه القضية هي "الشعار" لأرمينيا وبالنسبة لباشينيان فإنه كان يتمتع بشعبية داخل أرمينيا واستطاع الفوز بالانتخابات التي جرت إبان خسارة الجزء الأكبر من قراباغ مشيرًا إلي أن باشنيان كان قد أعلن خلال التوتر الأخير قبل الحرب أنه يجهز مساكن لـ 40 ألف من أرمن قراباغ ووجهت له انتقادات كثيرة وقتها مما يعني أنه كان يعلم أنه سيخسر إذا نشبت حربًا بين أذربيجان وأرمينيا وقد كان.
وفي حديثه عن مستقبل العلاقات الارمينية الروسية قال الدكتور باسل إن العلاقات الأرميينة الروسية الإستراتيجية لعبت دورًا فعال في السياسة الخارجية ليريفان في منطقة جنوب القوقاز، ويبدو أن هذه العلاقات أمام نقطة مفصلية لانه لم يسبق أن وصلت حدة الإنتقادات بين الجانبان إلي هذا الحد مع تقرب باشينيان من الولايات المتحدة ولكن في ظل الظروف والتغيرات الإقليمية الحالية لن تسمح روسيا لأرمينيا بذلك لأسباب أمنية واقتصادية.
لقمان يونس