صوت مجلس النواب الأمريكي لتنحية رئيسه الجمهوري كيفين مكارثي، في خطوة تاريخية تركت مجلس النواب في فراغ تشريعي حتى التوافق على رئيس له.
وصوت 216 نائباً ضد مكارثي منهم 8 جمهوريين مقابل 210 داعم له ما أدى إلى تنحية رئيس مجلس النواب للمرة الأولى في التاريخ الأميركي. وبعد اجتماعات مغلقة للجمهوريين، أعلن مكارثي أنه لن يترشح للرئاسة مجدداً، وقال في مؤتمر صحفي: ربما خسرت تصويت اليوم لكني قاتلت من أجل ما أؤمن به. وأنا أؤمن بأميركا. وكان شرفاً لي أن أخدم. ورفع المجلس جلساته حتى يوم الثلاثاء المقبل بانتظار التوافق على مرشح للحزب يحظى بدعم الأغلبية. ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن المجلس إلى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار: الرئيس بايدن أثبت أنه يسعى دوماً للعمل مع الحزبين في الكونجرس... بسبب التحديات الطارئة التي تواجهها الأمة هو يأمل أن ينتخب مجلس النواب رئيساً له بسرعة. وكان مكارثي فشل في إسقاط مساعي عزله في المجلس بعد تصويت أولي أسفر عن معارضة 218 نائباً له، منهم 11 جمهورياً مقابل دعم 208 من حزبه.
وقرر النائب الجمهوري مات جايتس، طرح مشروع العزل في قرار تاريخي حصل مرة واحدة فقط في الولايات المتحدة منذ 100 عام، يدل على اتساع هوة الانقسامات الجمهورية التي رسخها وصول مكارثي إلى مقعد الرئاسة بعد 15 جلسة تصويت ماراتونية في مجلس النواب بسبب عرقلة صديقه اللدود جايتس.
وما كانت خطوة النائب الجمهوري هذه لتكون ممكنة من دون الصلاحيات التي أعطاها له مكارثي ضمن تسوية توصل اليها معه مقابل صوته الحاسم الذي أوصله إلى رئاسة المجلس، ليصبح غايتس شوكة في خاصرة رئيس المجلس الذي سارع بعد طرح مشروع عزله إلى التغريد بلهجة ملئها التحدي: ما كانت لنفعل هذا“. ليهب جايتس قائلاً على منصة اكس (تويتر سابقاً): ما كانت لقد فعلت هذا للتو...». وقد قرر الديمقراطيون عدم التصويت لحماية مكارثي رغم مساعي الجمهوريين الداعمين له بإقناعهم في التصويت لصالحه بحجة أنه تعاون معهم لإقرار مشروع التمويل المؤقت للمرافق الفدرالية.
وكيفين مكارثي (58 عاماً)، انتخب في 7 يناير 2023 انتخب رئيساً لمجلس النواب بعد 15 جولة من التصويت. وهو نائب عن ولاية كاليفورنيا منذ العام 2007. وشغل خلال الفترة 2019-2023 زعيم الأقلية الجمهورية. وخلال الفترة 2014-2019 زعيم الأغلبية الجمهورية. ورئيس مجلس النواب الأمريكي، وهو الثاني لاستلام الرئاسة بالتراتبية. والزعيم الفعلي لحزب الأغلبية بالمجلس. ولا يشارك في عضوية أي من اللجان الدائمة. ويحق له التصويت على مشاريع القوانين والمشاركة في المناقشات. وراتبه السنوي:223500 درولار.
ويُنتخب في اليوم الأول من انعقاد المجلس الجديد في بداية يناير. ويُنتخب أيضاً في حالة وفاة، استقالة أو إقالة رئيس المجلس. وليس بالضرورة أن يكون نائباً. ويقرر كل حزب مرشحه في اجتماع مسبق. وعلى المرشح أن يحصل على أغلبية بسيطة. وفي حال لم يفز المرشح بالأغلبية تُعقد جلسات تصويت متتالية حتى يتم اختيار رئيس للمجلس.
آلية عزل رئيس المجلس
بناء على اتفاق بين مكارثي ومعارضيه يمكن لأي نائب طرح مشروع لعزل رئيس المجلس. ويتطلب العزل الأغلبية البسيطة: 218 صوتاً. وتضم تركيبة مجلس النواب اليوم، الجمهوريون: 221 مقعداً، والديمقراطيون: 212 مقعداً. ومقعدان شاغران.
في عام 1910 طرح الجمهوريون لأول مرة في التاريخ مشروع قانون لعزل رئيس المجلس الجمهوري جوزيف كانون في محاولة لإظهار مدى الدعم الواسع له، وهي المرة الوحيدة التي طرح فيها مشروع من هذا النوع.