بدات حركة حماس هجومًا قويًا علي إسرائيل صباح يوم 7 أكتوبر، يعد هو الأعنف ضد إسرائيل منذ حرب عام 1973، وقد أعلن قادة الحركة أن إيران داعم قوي لها في هذا الهجوم، كما أعلنت إيران من جانبها أنها قدمت الدعم لحركة حماس خلال عملية الاعداد لذلك الهجوم.
من جهة أخري، أعلنت الميليشيات الموالية لإيران في سوريا عن فتح باب التطوع دعمًا لحركة حماس. كما أعلنت الجماعات الشيعية في العراق عن دعمها لحركة حماس في حربها ضد إسرائيل.
كل ذلك يطرح تساؤلات عديدة حول ما يجري في قطاع غزة من بينها ما يلي :
- ما هي أسباب هذا الهجوم المفاجئ ولماذا تم اختيار هذا اليوم؟
- هل يمكن أن يكون هذا بداية هجوم على إيران؟ وهل يمكن أن تكون إيران مصدر لصراع جديد؟
- هل تستطيع الجماعات المسلحة الشيعية العراقية تنفيذ عمليات عسكرية ضد المصالح الأمريكية في العراق ودول المنطقة؟
- هل يمكن أن يؤدي انخراط إيران في هذا الصراع إلى انضمام طرف ثالث إلى هذا الصراع؟ هل تستطيع إيران استخدام الأسلحة النووية ضد إسرائيل حال شعورها بتهديد؟
وردًا علي هذه الأسئلة قالت المتخصصة في الشؤون الإيرانية بجامعة القاهرة الدكتورة ميرفت زكريا في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري إن هجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل جاء بعد عقود من التوتر والتصعيد بين الجانبين، على خلفية الوضع الاقتصادي والإنساني المتدهور الذى تعيشه قطاع غزة، ففي الوقت الذى يبلغ فيه عدد السكان في القطاع 2.3 مليون شخص ويوجد به واحدة من أعلى الكثافات السكانية في العالم، إلا إنه يعتمد نحو 80% من سكان غزة على المساعدات الدولية، ولاسيما المساعدات الغذائية اليومية.
وأضافت أنه تتاح الطاقة لمدة 13 ساعة يومياً فقط لسكان قطاع غزة بسبب الحصار الذى تفرضه إسرائيل في هذا الإطار. ورغم تأكيد منظمة الصحة العالمية على أن الإنسان يحتاج إلى 100 لتر من الماء يومياً للشرب والغسيل والطبخ والاستحمام، إلا إنه يبلغ متوسط الاستهلاك في غزة حوالي 88 لتراً فقط. وكذلك تسيطر إسرائيل على المجال الجوي فوق غزة وشريطها الساحلي، وتفرض قيوداً على البضائع المسموح لها بالدخول والخروج عبر معابرها الحدودية، مما أدي بالنهاية إلى انفجار الأوضاع.
وفي حديثها عن أهمية اختيار هذا التاريخ أوضحت الدكتورة ميرفت إن السبب في اختيار هذا التاريخ بالتحديد أنه يأتي بالتوازي مع عيد الغفران لدى اليهود وبالتالي يحمل الهجوم في مثل هذا اليوم عنصر المفاجأة الذى يعد بمثابة العامل الحاسم في الانتصار الكبير الذى حققته حركة حماس منذ بداية الهجوم وحتى الآن، وكذلك يوافق الذكري الخمسين لانتصار حرب أكتوبر المصرية في 1973، بما يكشف عن رغبة فلسطينية في استلهام التخطيط المصري خلال هذه الحرب وبالتالي توقع الانتصار.
وتحدثت الدكتورة مرفت عن الموقف الإيراني من هذا الصراع قائلة إنه رغم اعتراف إيران بدعمها لحركة حماس، إلا أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أكد خلال تصريح له على هامش مؤتمره الصحفي الأسبوعي في 9 أكتوبر الجاري نفى أن تكون إيران هي من اتخذت القرار بدلاً من حركة حماس في الهجوم على إسرائيل. ولا اعتقد أن هذا يمكن أن يكون بداية لهجوم على إيران، حيث حذرت هذه الأخيرة من أن أي عمل إسرائيلي غير مسؤول سيواجه برد إيراني حاسم وغير متوقع؛ حيث كشفت بعض التقديرات الإيرانية عن أن الرد على إسرائيل في حالة الهجوم على إيران سيأتي من العواصم العربية التي تحظى إيران بنفوذ كبير فيها وهي العراق، ولبنان واليمن وسوريا ولكنها استبعدت احتمال أن تكون إيران مصدر لصراع جديد بسبب ذلك.
وأضافت قائلة إنه ومن المتوقع أن تغذي إيران هذا الصراع في المستقبل القريب كرد فعل على التصعيد الإسرائيلي؛ حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خلال الأيام القليلة الماضية عن إجراءات تصعيدية ضد إيران تمثلت في تأكيده من على منصة الأمم المتحدة إلى إمكانية اللجوء إلى ضرب إيران نووياً إذا اقتضى الأمر، وإجراء مناورات عسكرية بمشاركة بعض القوى الدولية لمحاكاة ضرب إيران، وستتضمن هذه المناورات التدريب على عدد كبير من الطائرات المسيرة ومقاتلات سو 35 الروسية.
وفي حديثها عن تأثير الجماعات الملسحة العراقية علي المصالح الأمريكية في العراق وسوريا أوضحت أنه باستطاعة هذه الجماعات فعل هذا بدليل أنه شهدت الفترة اللاحقة على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في 2020 الكثير من الأحداث والهجمات العسكرية من قبل الفصائل المسلحة العراقية الامر الذي كان له تأثير مباشر على المصالح الأمريكية في العراق وسوريا.
وفي حديثها عن احتمالية استخدام ايران السلاح النووي ضد إسرائيل قالت إن إيران لن تلجأ لهذا الخيار في حال دخلت في حرب مع إسرائيل، لأن لديها من الميليشيات المسلحة المنتشرة في بعض الدول العربية ما يغنيها عن اللجوء إلى الخيار النووي.
لقمان يونس