الأوراق التي تملكها الصين للضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة

سياسة 09:30 21.11.2023

في إطار مخرجات القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في السعودية من أجل فلسطين، استهل وزراء عرب حراكا دوليًا لوقف الحرب في غزة، بزيارة الصين.

وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمام وفد يضم وزراء خارجية السلطة الفلسطينية و4 دول عربية ومسلمة، أن الصين تريد العمل على استعادة السلام في الشرق الأوسط، مضيفًا: فلنعمل معا لتهدئة الوضع في غزة سريعا ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت.

وأكد الوزير أن بكين تؤيد بالكامل الدعوة إلى حل الدولتين الصادرة عن القمة الإسلامية العربية التي عقدت في الآونة الأخيرة في الرياض لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك الآن واتخاذ إجراءات فعالة لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة.

وطرح البعض تساؤلات بشأن أهمية التحركات العربية باتجاه الصين، ومدى إمكانية أن تساهم بكين في وقف الحرب، والأوراق التي تملكها للضغط على إسرائيل.

 قال تشاو تشي جيون، الكاتب والباحث في الشؤون الآسيوية، إن اختيار وزراء الخارجية من الدول العربية والإسلامية وقع على بكين لتكون المحطة الأولى لجولتهم، متوقعين أن تلعب الصين دورا نشطا في تهدئة الصراع حاليا بين إسرائيل والفلسطينيين. والحقيقة أن الصين تُعَد الدولة الكبرى الأبعد عن قضايا الشرق الأوسط لأنها لم تشارك قط في أي حرب في المنطقة، في الوقت نفسه، إن الصين، باعتبارها قوة تجارية عظمى صاعدة، لديها مصلحة في السلام في الشرق الأوسط. ويرى أن الصين تتمتع بالظروف التاريخية الأكثر اكتمالاً لاتخاذ موقف عادل، كما أن لديها مصالح عملية في تعزيز السلام المستدام في الشرق الأوسط، ولهذا فإن الدول العربية والإسلامية تقدر الصين بشكل خاص، وتتوقع أن تلعب الصين دورًا إيجابيًا وبناءً في دفع تهدئة الصراع. وأوضح جيون أن الأمر الأكثر احتياجًا لتحقيق وقف إطلاق النار ليس الحكمة، بل الضغط الكافي على إسرائيل والولايات المتحدة والدول التي تعارض وقف إطلاق النار، والصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لديها القدرة على فرض الضغوط على هذه الدول، وبكين مستعدة أيضًا لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ولفت إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج للولايات المتحدة، الأسبوع الماضي حيث التقى مع نظيره بايدن، وتبادلا وجهات النظر حول الوضع في غزة، وأكد بوضوح موقف الصين المتمثل في ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية بقطاع غزة، إضافة إلى بحث الأمر ذاته اليوم في مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي.

وفيما يتعلق بقدرة بكين على التأثير، أوضح الباحث أن الصين ثاني أكبر شريك اقتصادي لإسرائيل وتتمتع بتعاون وثيق في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وغيرها، حيث أصبحت المواني البحرية الإسرائيلية إحدى نقاط التوقف الرئيسية للبحرية الصينية، كما سلمت إسرائيل إدارة الجزء الشمالي من ميناء حيفا إلى شركة "SIPG" الصينية لمدة 25 عامًا، ونظرا للتطور السريع لعلاقات التعاون، فإن نفوذ الصين في إسرائيل يتزايد أيضا.

وبينما تحتفظ الصين بقنوات اتصال وعلاقات تعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، في الوقت نفسه، هي قادرة على فرض الضغوط على هذه الدول، وهو سبب اختيار وفد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية بكين كمحطة أولى، حيث شدد الجانب الصيني خلال اللقاء على دعم حماية حقوق فلسطين المشروعة، وباعتبارها الدولة الرئيس لدورة مجلس الأمن، ستعمل الصين بنشاط على تشجيع مجلس الأمن على اتخاذ إجراءات فعالة لتحقيق تهدئة الصراع في أقرب وقت ممكن.

 بدوره اعتبر الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن التحرك العربي جاء في إطار مخرجات القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في جدة، وهي تحركات إيجابية ومهمة، في إطار ضرورة أن يكون هناك موقف عربي مميز ومؤثر في النظام الدولي. وإن التحرك باتجاه الصين خطوة مهمة جدًا، خاصة أن الصين سند حقيقي للموقف الفلسطيني، وصديقة للشعب الفلسطيني والدول العربية، ولديها طموحات أن يكون لها دور في عملية السلام، وقبل ذلك قدمت بكين مبادرة سلام واستضافت القيادة الفلسطينية وأرسلت مبعوثا دوليا صينيا لعملية السلام للشرق الأوسط. وأوضح أن بكين لديها تطلعات بتعزيز العلاقات مع الدول العربية، باعتبار أن فلسطين هي قضية العرب، وانفتحت على العلاقات العربية مؤخرا، ويهمها أن تتبنى الموقف والرؤية العربية باتجاه وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

 وقال إن الموقف الروسي والصيني مؤثرين جدًا، لكن ليس الوحيد في النظام الدولي في ظل وجود الدول الأوروبية خاصة أمريكا، وهي اللاعب الرئيسي حتى اللحظة، ولم تسقط من قيادة النظام الدولي، ولا تزال أيضا على علاقة استراتيجية بالكيان الإسرائيلي، والمؤثر الأول عليه، حيث أن نتنياهو لا يمكن أن يخرج عن طوع الولايات المتحدة الراعي الحقيقي والحليف الاستراتيجي للكيان. وأن الضغط على الموقف الأمريكي، لا يمكن أن يتم بمعزل عن تبادل المصالح، والدول العربية لم تستخدم هذه اللغة مع واشنطن، التي تتعامل بالمصالح فقط مع العرب، ويجب أن يكون هناك ضغط على واشنطن، استنادا لنظرية المصالح الاقتصادية، وإلا لا فائدة من كل هذه التحركات الدبلوماسية.

في السياق اعتبر الدكتور حسام الدجني، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني من قطاع غزة، أن زيارة وزراء الخارجية العرب إلى الصين، تأتي في ظل إدراك الجميع لأهمية الدور الصيني كدولة وقطب مهم في مواجهة الكتلة الغربية المنحازة والداعمة لإسرائيل. والبدء بالصين يأتي في سياق تفعيل وتعزيز دورها للدفع بحراك سياسي ودبلوماسي ضاغط على إسرائيل والإدارة الأمريكية لوقف إطلاق النار على قطاع غزة، كما يأتي ضمن إطار توصيات ومخرجات اجتماع الرياض في القمة العربية والإسلامية الطارئة. وأن الاستمرار في هذا الحراك وفي نفس الاتجاه خطوات مهمة جدًا، تساهم في مساندة الشعب الفلسطيني ومساعدته في نيل حقوقه المشروعة، لا سيما في حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

وكانت القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها الرياض، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قررت تكليف وزراء خارجية السعودية، بصفتها رئيس القمة، بالإضافة إلى الأردن ومصر وقطر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين ببدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة. وأدان قادة الدول العربية والإسلامية المشاركون في القمة، "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجرائم التي يرتكبها "الاحتلال الاستعماري" في الضفة الغربية"، مطالبين بالوقف الفوري للحرب.

ومرّ أكثر من أربعين يومًا على بدء عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، والتي أسرت فيها عددًا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين. وردت إسرائيل بإطلاق عملية السيوف الحديدية، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف ضد قطاع غزة أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، بالتزامن مع قطع الماء والكهرباء والوقود، ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، حيث تضاعفت الأزمة في القطاع وتحولت إلى مأساة حقيقية. 

سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار