كانت التغيرات السياسية التي جرت في منطقة جنوب القوقاز في الأونة الاخيرة سببًا رئيسيًا في رغبة عدد من الدول للتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وعلي رأسها الولايات المتحدة، فلقد مارست الولايات المتحدة ألعابها السياسية القذرة سابقًا في جورجيا، وإبان الحرب الروسية الأوكرانية قامت بالشيء عينه في أوكرانيا، الأمر الذي تسبب في صدام مباشر بينها وبين روسيا، وحاليًا تحاول تنفيذ ذلك في منطقة جنوب القوقاز من خلال السعي إلي نزع سلاح روسيا في المنطقة، وعلي الرغم من أن أذربيجان التي تعد قوة في المنطقة لا تسمح بذلك، إلا أن هذه الألعاب السياسية لا تزال مستمرة. وهنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه هل يشكل ممر زانجازور قلقًا للولايات المتحدة؟
وردًا علي هذا السؤال قال الخبير السياسي جومشود نورييف في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري، إن أذربيجان تطالب أرمينيا بإجلاء ما تبقي من قواتها من القري التي تزال تسيطر عليها. وأن عودة القرى السبعة الباقية والتابعة إلي قازاج الأذربيجانية لسيطرة أذربيجان يعني سيطرة القوات المسلحة الأذربيجانية علي طريق لارس الأرميني مما يؤدي إلي حصار كامل لأرمينيا، هذا إضافة إلي أن طريق دمانيسي الذي يمر عبر جورجيا لن يكون مفيدًا في فصل الشتاء الذي تفصلنا عنه أيام قليلة.
وتابع: إن إعادة أذربيجان لأراضيها بموجب خرائط 1925 هو ما يقلق الولايات المتحدة علي وجه التحديد التي لن يكون لها أي تأثير في المنطقة، فهناك 14 ولاية أمريكية تريد الإنفصال. متسائلًا لماذا تتدخل الولايات المتحدة في المنطقة تاركة مشاكلها الداخلية مشتعلة؟
ونوه نوريف في حديثه إلي أن ممثلين من أذربيجان وأرمينيا سيجتمعون نهاية الشهر الجاري لبحث ترسيم الحدود بين البلدين. وينبغي علي أرمينيا أن تخرج بنتيجة ايجابية من هذا الإجتماع المرتقب لأنها الطرف المنهزم في الحرب الأخيرة، مشيرًا إلي أن تلاعب أرمينيا بشأن ممر زانجازور قد ألحق بها ضررًا كبيرًا، لذلك قامت أذربيجان بحل هذا الأمر من خلال الحوار مع إيران.
ترجمة : لقمان يونس