أعلن وزراء خارجية الصين واليابان وكوريا الجنوبية، عن اتفاق لإعادة إحياء التعاون بين الجيران الآسيويين، تمهيدا لقمة تجمع قادة الدول الثلاث، لم يتم تحديد موعدها بعد، ولكن تم التنويه بأنها ستكون في أقرب وقت ممكن، بعد أول اجتماع لهم منذ أربع سنوات.
وتعتبر هذه الخطوة ضرورية لتخفيف التوترات بالمنطقة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتبادلات الاقتصادية، بحسب ما صدر عن اجتماع ثلاثي لوزراء الخارجية، بارك جين ويوكو كميكاوا ووانغ يي تم الأحد في مدينة بوسان الكورية الجنوبية.
وكان هذا اللقاء الأول من نوعه منذ عام 2019، فقد كان الاتفاق بين الثلاث دول على عقد مؤتمرات قمة كل عام ابتداء من عام 2008، لكن الخطة لم تكتمل بسبب خلافات ثنائية وجائحة كوفيد-19 أوقفت كل الاجتماعات بخصوص هذا الاتفاق.
ويأتي هذا الاجتماع على وقع تزايد قلق بكين إزاء تنامي العلاقات الأمنية لطوكيو وسيول مع واشنطن، كما جاء أيضا بعد أيام على إطلاق كوريا الشمالية أول قمر اصطناعي للتجسس ووضعه في المدار، ما أدى إلى تعليق اتفاق عسكري بين الكوريتين منذ عام 2018، يهدف إلى نزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن بارك جين ووزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا نددا بإطلاق كوريا الشمالية أول قمر صناعي للتجسس الأسبوع الماضي واتفقا على تعزيز الرد على صفقات الأسلحة بين بيونغيانغ وموسكو.
وتعمل الصين من جانب أخر على إصلاح علاقاتها المتوترة بالولايات المتحدة، وذلك بقمة هذا الشهر بين الرئيسين شي جين بينج وجو بايدن، كما تشعر بكين بالقلق من أن واشنطن وحليفتيها الإقليميتين، اليابان وكوريا الجنوبية، يعملون على تعزيز شراكتهم الثلاثية.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان إن الوزراء اتفقوا خلال محادثاتهم التي استمرت 100 دقيقة على تعزيز التعاون في ستة مجالات، بينها الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا، وتعزيز المناقشات الملموسة للتحضير للقمة.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن وزير خارجيتها بارك جين، الذي كان مهتما أيضا بقضايا كوريا الشمالية، أبلغ نظيريه أنه من المهم إضفاء الطابع المؤسسي بشكل أكبر على التعاون الثلاثي حتى يتطور إلى نظام مستقر ومستدام.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إنه يتعين على الدول الثلاث أن تلعب دورا فاعلا في تعزيز التنمية الإقليمية والعالمية بطريقة وسلوك أكثر تحررا.
وقالت وزيرة الخارجية اليابانية كاميكاوا إن التعاون الثلاثي الأكبر سيسهم في السلام الإقليمي في وقت أصبح فيه الوضع الأمني الدولي أكثر خطورة وتعقيدا من أي وقت مضى.
وعبرت كاميكاوا، التي التقت مع وانغ، عن أملها في إجراء حوار أمني بين طوكيو وبكين "في المستقبل القريب. وقالت بكين إن وانغ سلط الضوء على حاجة الصين واليابان إلى التأكد من أنهما "لا يشكلان تهديدا" لبعضهما البعض وعلى احترام المخاوف المشروعة لكل منهما.