أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه يتعين على بلاده أن تسيطر بشكل كامل على محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة لضمان نزع السلاح في المنطقة، في حين يواصل الجيش عملياته العسكرية في القطاع، التي أكد نتانياهو مجددا أنها ستستمر "لأشهر عديدة أخرى.
وأضاف في مؤتمر صحفي، محور فيلادلفيا، أو بعبارة أدق نقطة التوقف الجنوبية في غزة، يجب أن يكون تحت سيطرتنا. يجب إغلاقه. من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه.
وجاءت تصريحات نتانياهو، الذي لم يخض في التفاصيل، بشأن هذه المنطقة العازلة، بعدما نشر موقع زمان الإسرائيلي عن المحلل العسكري أمير بار شالوم، قوله عن هناك نشاط للجيش الإسرائيلي على طول محور فيلاديلفيا.
وأضاف التقرير موقع زمان التابع لصحيفة تايمز اف إسرائيل، أنه بالإضافة للتواجد العسكري على محور فيلاديلفيا، تعمل أجهزة الاستخبارات مع فريق من المستشارين جنبا إلى جنب مع وزارة الدفاع من أجل رسم واقع تلك المنطقة الحدودية بعد الانتهاء الحرب، ويحتل محور فيلاديلفيا مكانة عالية في ذلك المخطط. ووفقا لمزاعم التقرير، محور فيلاديلفيا الذي يبلغ طوله تسعة كيلومترات، استخدم لتهريب ذخائر وأسلحة عبر مئات الأنفاق المحفورة تحته في التربة الرملية، وقد أدى هذا النشاط إلى خلق مراكز قوة في رفح تعتمد على العشائر، والتي أصبح بعضها فيما بعد منظمات مسلحة مستقلة.
وكشف التقرير أن قبل خروج إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005، المهندسين بالجيش الإسرائيلي قاموا ببناء "جدار شيغوم"، وهو جدار حديدي تحت الأرض، لكن قام الحفارون بحفر أنفاق بشكل أعمق متجاوزين الجدار. كما لفت تقرير موقع زمان، أنه خلال السنوات الأخيرة قام المصريون ببناء جدار حديدي تحت الأرض داخل الحدود المصرية، لكن عندما لم يساعد ذلك في احتواء مشكلة التهريب، اتخذا خطوة أكثر جذرية ودمروا مدينة رفح المصرية وأبعدوها مسافة كيلومترين إلى الخلف، وتم غمر وتدمير الأنفاق المكتشفة في ذلك الحين.
وقال الموقع إن الحل الأكثر منطقية هو بناء جدار تحت الأرض في الجانب المصري، والفكرة هي إيجاد تمويل دولي لبناء الجدار، ولمح مسؤول عسكري للموقع أن مصر على معرفه بتلك المشكلة، وأن أي هروب جماعي للاجئين إلى مصر بعد انتهاك لخط الحدود، لذا استعد المصريون لهذا السيناريو وأقاموا سدودا ترابية وخنادق على طول السياج قبل شهر ونصف.
ورغم أن نتانياهو لم يخض في تفاصيل عن كيفية سيطرة إسرائيل على محور فيلاديلفيا، لكن إذا تم إنجاز ذلك، فإن مثل هذه الخطوة ستمثل تراجعا عن انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، مما يضع المحور تحت السيطرة الإسرائيلية الحصرية بعد إدارته على مدى سنوات من حركة حماس.