أفاد موقع إيدنيوز الإخباري أن الصحفية المستقلة ومندوبة مكتب جالية أذربيجان الغربية لمياء روشان قيزي كتبت مقالا بشأن انسحاب أذربيجان من الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي بعنوان: الجمعية البرلمانية للمجلس الاوروبي- الدوافع الحقيقية للسياسة الأوروبية "المنافقة"، ونقدم لكم نص المقال:
إن القرار الذي أصدرته الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي بعدم قبول أوراق اعتماد الوفد الأذربيجاني يعد "استعراض ونفاق". إن الدول التي أيدت هذا القرار استخدمت صلاحياتها بدعوي بناء مجتمع ديمقراطي.
ولا يخفى على أحد أن الوضع في الدول ليس مشجعاً علي الإطلاق، سواء علي الصعيد الاقتصادي أو الحقوقي، وربما يكون السبب في اصدار مثل هذه القرارات في الوقت الحالي هو "تعتيم" هذه الدول علي أعمال الشغب العديدة التي تحدث في بلدانهم، والتي تتعارض مع القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان.
إن إعادة بناء دولة صغيرة تم تقسيم أراضيها وتدمير اقتصادها وجيشها علي مدار 30 عاما من الاحتلال وانتصارها في حرب قراباغ الثانية واستعادة أراضيها المحتلة دون أي دعم أجنبي وإعادة اعمار هذه الأراضي يعد إنجاز لا يمكن لأحد أن ينكره، لذا فإنني أتسأءل لماذا لاتعترف الجمعية البرلمانية للمجلس الاوروبي بذلك؟ هل توجد مساهمة أفضل من ذلك من أجل المشاركة في بناء مجتمع ديمقراطي كما يدعون؟.
أعتقد أنه يجب علي المشاركين في هذا "الاستعراض" والتي لا يفعلون شيء يذكر من أجل تعزيز الديمقراطية والسلام العالمي ألا ينسوا أن الضامن والداعم للسياسة التي تنتهجها حكومة أذربيجان هو الشعب الأذربيجاني. فلقد تخلصت أذربيجان من معاناة الاحتلال الأرميني بدماء شهدائها وفي السنوات الثلاثة الماضية كان واضحًا للجميع وأن أذربيجان تنتهج سياسة حكيمة وتحترم التعددية الثقافية وأنها تستطيع تقرير مصيرها وفرض سيادتها علي اراضيها وبمقارنة وضع البلاد في الماضي والأن سنري أن أذربيجان شهدت تطورًا ملموسًا في كافة المجالات وسنري كذلك أن سياسة "ازدواجية المعاير" لم ترد في السياسة الأذربيجانية قط. حيث نشهد مواقف مناهضًة ضد الأذربيجانيين المقيمين في أوروبا وشعب أذربيجان وأن اضطهاد حقوق الملايين من الأذربيجانيين الذين عانوا من الفاشية الأرمنية ونزحوا من أوطانهم، ودُمرت قيمهم القومية والثقافية والتراثية والروحية، لا يزعج الأوروبيين ، من الذي انزعج من جرائم الإبادة الجماعية التي تعرضت لها أذربيجان علي مدار 30 عاما، و علي رأسها مذبحة خوجالي، التي تعد وصمة عار علي جبين الأوروبيين والتي لا تزال تُكتشف أثارها في قراباغ حتي الأن ؟
للأسف الشديد كل ذلك ليس أكاذيب بل واقع مرير عاشه الأذربيجانيون وأعتقد أن من واجبي كواحدة من مواطيني أذربيجان الغربية أن أذكركم بحقيقة ممثلي الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي الذين يسعون إلي إخفاء هذه الجرائم عن المجتمع الدولي من خلال إدعاء الأكاذيب وأتسأل ما الذي يحدث في بلداهم؟
إن الأكاذيب المتمثلة في وجود سجناء سياسسين في أذربيجان وابعاد الأرمن قسرًا من قراباغ والتي روجها لها من قبل نائب الوفد الألماني فرانك شوابي تعد ذروة "النفاق" السياسي في هذا "الاستعراض" المتحيز ضد أذربيجان لذلك فإنها رفضت طلب الجمعية للمشاركة في الإشراف الأجنبي علي الانتخابات الرئاسية الأذربيجانية والمقرر اجرائها في 7 فبراير المقبل، هناك الكثير من أعمال الشغب التي يذهب ضحيتها ملايين المدنيين في هذه البلاد لذلك أقترح علي السيد شوابي أن يهتم بما يحدث في ألمانيا وألا يتدخل في ما لا يعنيه.
سيد شوابي، هل أنت على علم بالأحداث التي تجري في كنائسكم؟ وبحسب الاخبار الواردة في التحقيقات، فقد بلغ عدد ضحايا العنف الجنسي في الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية 2225 شخصاً. ويقال أن هذا العدد قابل للزيادة. وكذلك الحديث عن احتجاجات المزارعين في بلدكم المندلعة منذ العام الماضي، والاقتصاد الألماني الذي يسير نحو الركود. نحن ندرك جيداً أن ألمانيا، التي يزيد عدد سكانها على حساب المهاجرين والتي تحاول تقديم نفسها كدولة مفيدة، شهدت أيضاً العواقب الوخيمة الناجمة عن سياستها الفاشلة في هذا المجال.
أفضل ما يمكنك فعله هو مناقشة مصير أوكرانيا التي تركتها في منتصف الحرب. وتقوم فرنسا حليفتك حاليا بمناقشة وقف مبيعات الأسلحة لأوكرانيا بسبب الفساد إذ كان الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي يحاول التدخل في الشؤون الداخلية لجنوب القوقاز بدلا من تنظيف وصمة العار وتاريخه الأسود في الجزائر، ويريد أن يكون "مثالا" يحتذي به من خلال جلب صديقه الشاذ جنسيًا إلى منصب رئيس الوزراء، ويمكنك ذلك الانضمام إليه ولكن هذا غير مقبول في بلد له قيمه الوطنية. نحن لدينا قوانيننا الخاصة. وطريقتنا الخاصة. إذا كانت المؤسسة التي تمثلونها ستستمر في التشكل بهذا التفكير المقزز وغير الإنساني فمن المستحيل أن تقف إلى جانبكم أذربيجان، التي تقدر القيم الإنسانية.
وفيما يتعلق بالترحيل القسري للأرمن من قراباغ، فإنني أريد أن أذكر الجمعية بما حدث في عام 2018، حينما قدم الوفد الأذربيجاني صور الطفلة زهراء البالغة من العمر عامين، والتي قُتلت مع جدتها برصاص الأرمن. حيث انها تجاهلات هذه الجريمة وتحدثت عن الأطفال الذين عانوا من الحرب وقتلوا وعاشوا لاجئين في أذربيجان. وأخيرا، استعدنا العدالة في هذه القضية بأنفسنا. ولكن لا يزال هناك من يحن إلى وطنه وقبر أجداده. يريد الآلاف من الأذربيجانيين الغربيين الذين طردوا من أرضهم العودة إلى وطنهم .
تفصلنا أيام قليلة عن الانتخابات الرئاسية.. إن كلمة الرئيس الأذربيجاني وتوقيعه بهذا الشأن له قيمة وأهمية لهذه الأمة! لأن هذا التوقيع كان بقبضة حديدية! وفي 7 فبراير المقبل، ستكون هذه القبضة أقوى وأكثر تماسكا! لأن الشعب لن يتوجه إلى الانتخابات في 7 فبراير فحسب ، بل لدفع دين الولاء لوطنه.
ترجمة : لقمان يونس