أفادت مصادر إعلامية روسية أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أكد علي أن حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين تعتزمان المشاركة في اجتماع فلسطيني- فلسطيني في موسكو يوم 26 فبراير الحالي ولكن ما هي القضايا المرجح مناقشتها في هذه الإجتماع؟ وما هي النتائج المتوقعة من هذا الاجتماع؟ وهل نحن علي مشارف إنهاء عدوان إسرائيل على غزة؟
تعقيبًا علي هذه الأنباء قال استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الأردن الدكتور أيمن البراسنة، في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري إن روسيا دعت الى عقد اجتماع فلسطيني داخلي في موسكو في 26 فبراير الجاري، حيث وجهت الدعوة إلى قادة الفصائل الفلسطينية وجميع القوى السياسية التي لديها ممثلين في مختلف الدول، بما في ذلك سوريا ولبنان وحركة فتح ممثلة في رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. مشيرًا إلي أن هذه ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها روسيا قوى المقاومة حيث استقبلت وفدًا من حماس في 26 أكتوبر الماضي بعد أسابيع من إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى.
وأضاف: تسعي موسكو عبر مثل هذه اللقاءات إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف الفاعلة في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، خصوصا في أعقاب توتر العلاقات مع إسرائيل بسبب العدوان على غزة ورفض إسرائيل المعلن لإقامة دولة فلسطينية. ومن المعروف أن روسيا لا تصف المقاومة بالإرهاب، بل حافظت على قنوات اتصال ثابتة معها في كل المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية. لذلك سيتم التركيز على المواجهة الدائرة في غزة وتداعياتها الإنسانية التي وصلت إلى أبعاد كارثية، ومن المتوقع أن تركز هذه الاجتماعات أيضًا على حث حركة حماس على إطلاق سراح المحتجزين لديها، إذ أن موسكو أرادت منذ بداية الحرب أن تلعب دورًا ما في قضية المحتجزين المدنيين في قطاع غزة، ومن المتوقع أيضًا أن يتم بحث سبل وقف إطلاق النار في غزة خصوصا بعد الفيتو الأمريكي الأخير في مجلس الأمن ضد مشروع قرار الجزائر الذي يقضي بوقف فوري لإطلاق النار. وربما يتم التطرق لموضوع زيادة المساعدات إلي غزة وكيفية الضغط على إسرائيل لإدخالها و إعادة اعمار غزة بعد الحرب.
وتابع: وتسعي روسيا كذلك إلي لعب دور الوساطة وتعزيز حضورها في الملفات الإقليمية المختلفة في الشرق الأوسط لما لها من علاقات مع جميع الأطراف الرئيسية في الشرق الأوسط، ومنها إسرائيل وإيران وسوريا و"حماس" والسلطة الفلسطينية، إلي جانب تميّز مواقفها السياسية عن الخطاب الغربي المتمثل في الولايات المتحدة وأوربا، مؤكدًا علي أن روسيا تعتقد أن سياستها يمكن أن تكون البديل عن السياسات الغربية التي لم تسطيع إيقاف الحرب في غزة بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة وخصوصاً القضاء على حركة حماس وتقويض قدراتها التسليحية والتنظيمية.
وفي حديثه عن النتائج المتوقعة من هذه المحادثات، قال البراسنه، إنه من المتوقع أن تنتهي هذه المحادثات بالتاكيد على ضرورة وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلي غزة والتاكيد كذلك على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الجيش الإسرائيلي وضرورة الوقوف ضد المخططات الإسرائيلية الرامية إلى اعادة احتلال قطاع غزة أو السيطرة الأمنية الإسرائيلية عليه أو إعادة المستوطنات، ومن المتوقع أيضًا صدور تصريحات تدين استمرار الغرب في دعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإدانة ممارسات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
وفي حديثه عن احتمالية إنهاء الحرب في غزة قال الدكتور أيمن إن إنهاء الحرب مرهون بتغير الموقف الأمريكي الداعم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. حتى اليوم لا تزال الولايات المتحدة ترفض وقف شامل ودائم لاطلاق النار بحجة أن ذلك يصب في مصلحة حماس، مشيرًا إلي أن الولايات المتحدة لا تزال تزود اسرائيل بدعم سياسي ودبلوماسي وعسكري على الرغم من تصاعد التباين بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي حول اليوم التالي للحرب، حيث تؤكد الولايات المتحدة على إقامة دولة فلسطينية في حين ترفض حكومة نتنياهو فكرة إقامة دولة فلسطينية، لذلك تدل المؤشرات والتصريحات الإسرائيلية والأمريكية على الاستمرار في الحرب، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا للأوضاع في غزة والضفة وربما ينذر استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية وتوسيع دائرة المواجهة في الضفة وعلى المستوى الإقليمي أيضًا.
لقمان يونس