يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تحقق قواته مكاسب ميدانية في أوكرانيا، خطابه للأمة، وهو حدث سنوي يحدد خلاله أولويات موسكو، وذلك قبل نحو أسبوعين من انتخابات رئاسية تبدو نتيجتها محسومة لصالحه في غياب أي معارضة.
ويبدو بوتين في وضع أفضل مما كان عليه قبل عام عندما كانت القوات الروسية تتكبّد خسائر فادحة في جنوب أوكرانيا وشمالها الشرقي بعد محاولة فاشلة للسيطرة على كييف في ربيع 2022.
لكن الوضع الميداني تغيّر لصالح الروس بعد فشل الجيش الأوكراني في الهجوم المضاد الذي أطلقه صيف 2023، وأصبح في موقف دفاعي ويفتقر إلى الذخيرة بسبب عدم توصل الكونغرس الأميركي إلى اتفاق بشأن الدعم العسكري لكييف، فيما تواجه القوات الأوكرانية جنودا روسيين أكثر عددا وأفضل تسليحا. ففي منتصف فبراير، نجحت القوات الروسية في السيطرة على بلدة أفدييفكا على الجبهة الشرقية وواصلت تقدمها في المنطقة، وهو أمر سبب ارتياحا لفلاديمير بوتين.
كذلك، فإن قوة الاقتصاد الروسي الذي ما زال ثابتا رغم العقوبات الغربية، تعدّ سببا آخر لرضا الرئيس الروسي الذي تركّز بلاده منذ أكثر من عام على المجهود الحربي، مع تحوّله إلى الأسواق الآسيوية. ورفض الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف تحديد المواضيع التي يغطيها الخطاب، مكتفيا بالقول إن الرئيس كتبه بنفسه.
من جهته، أعلن بوتين أن خطابه سيتطرّق بالتأكيد إلى الانتخابات الرئاسية التي ستنظَّم من 15 إلى 17 مارس وسيحدّد أهدافا للسنوات الست المقبلة على الأقل، وهي مدة ولاية الرئيس في روسيا. وسيلقي خطابه في جوستيني دفور، وهو مركز مؤتمرات يقع قرب الساحة الحمراء في موسكو. وعزّزت الإجراءات الأمنية في وسط موسكو فيما انتشرت قوات كبيرة من الشرطة في الشوارع المحيطة بمكان إلقاء الخطاب، وفق ما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس.
وقد يتضمّن الخطاب أيضا رد بوتين على التصريحات المثيرة للجدل لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تحدّث في وقت سابق من هذا الأسبوع عن إمكان إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا أو ردّه على مطالبة الانفصاليين الموالين لروسيا في مولدافيا الأربعاء بحماية روسيّة.