بوتين واثق من النصر ومستعد للحوار بشروطه... ويحذر من مواجهة نووية

سياسة 11:45 01.03.2024

تحولت الرسالة السنوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين السنوي أمام البرلمان، إلى خطاب انتخابي وضع فيها رؤيته لمسار تطور روسيا خلال الفترة الرئاسية المقبلة التي تمتد حتى العام 2030. ومع توجيه رسائل داخلية اشتملت على أبرز المسائل التي تؤرق المواطن الروسي، وخصوصا ملفات الفقر وتطوير التعليم والصحة والتعاملات المصرفية والمعاشات، فإن حديث الرئيس الروسي حمل إشارات تحذيرية قوية للخارج، منها التأكيد على أن بلاده مستعدة لحوار مع الغرب يقوم على تلبية متطلباتها الأمنية الأساسية، وأن روسيا لا تهدد جيرانها لكنها مستعدة لاستخدام أحدث التقنيات وبينها السلاح النووي إذا تعرضت لعدوان.

 كان المألوف أن تتطرق الرسالة السنوية أمام البرلمان بغرفتيه النواب (الدوما) والاتحاد (الشيوخ) إلى خطط التطوير والبناء في البلاد خلال عام مقبل، كونها تشكل أساسا لمناقشات البرلمان لاحقا حول الموازنة وسبل إنفاقها. لكن الجديد ارتبط بتوقيت إلقاء الرسالة، قبل أسبوعين على انطلاق الانتخابات الرئاسية التي تبدو نتائجها محسومة، وينتظر أن تثبت سيد الكرملين في مقعده حتى العام 2030 على الأقل.

وانعكس اختيار التوقيت، على مضمون الرسالة. وفي كل الفقرات التي أشار إليها تحدث بوتين عن برامج تمتد طوال فترة رئاسته المقبلة، وقدم وعودا وتعهدات بالنهوض بعدد من القطاعات، وتسوية العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المهمة في هذه الفترة. وهو أمر انعكس في استهلال الرئيس خطابه بإشارة إلى أن الحديث سوف يدور اليوم ليس فقط عن المستقبل القريب، ولكن أيضا عن استراتيجية بعيدة المدى. وأكد بوتين في مقدمة خطابه على تلاحم الشعب الروسي ودعمه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وأكد على رفض تدخلات الغرب في شؤون روسيا.

وخاطب الحاضرين وكان بينهم للمرة الأولى ناشطون في الحملات الشبابية لدعم ترشيحه لولاية جديدة بعبارات حماسية مؤكدا على أنه يمكننا معا تحقيق الإنجازات، وقادرون على حل أعقد وأصعب القضايا ومواجهة أكبر التحديات. مؤكدا أن روسيا حافظت على سيادتها ولم تسمح بالاعتداء عليها. ورأى أن الدور الأساسي في الكفاح يعود لمواطنينا وتضامننا وتكاتفنا لحماية وطننا، وهذا بلا شك ظهر في بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا عندما دعمتها الأغلبية المطلقة من الشعب الروسي. ومع تأكيده أن أوساط الأعمال والتجارة ساهمت في دعم العملية العسكرية عبر صناديق التبرع، قال إن الصناعة والاقتصاد لعبا دورا مهما في ظروف العقوبات والعملية العسكرية. وأشاد بالجنود الروس على الجبهات وقال إنهم يواجهون أصعب الأوقات، لكنهم يدركون أن وراءهم الدولة والشعب. وحمل بوتين الغرب مجددا مسؤولية المشكلات الداخلية وقال: لا يرغب الغرب أن تكون روسيا دولة متقدمة، ويحاولون القيام بكل ما يستطيعون بما في ذلك في أوكرانيا، لإضعافنا من الداخل.

وأشاد بأداء القوات المسلحة وقال إنها حصلت على خبرة هائلة نتيجة لتعاون جميع الأسلحة، ولدينا طاقم كامل من القادة الذين يستخدمون الأسلحة والتكنولوجيات الحديثة. بدءا من الفصائل ووصولا إلى أعلى القيادات يتفهمون المشكلات ويعالجونها. لقد نمت قوتنا القتالية عدة أضعاف. وكرر بوتين مقولة أنه لم يبدأ الحرب بل قمنا بها دفاعا عن سيادتنا وعن أمن مواطنينا. وتحدث بثقة عن النصر وقال إن مقاتلينا الذين يدافعون عن وطننا على الجبهة لن يتراجعوا أبدا. وفاخر بدخول أحدث الأسلحة الروسية المعركة في أوكرانيا وقال إنه تم استخدام صواريخ كينجال وتسيركون بشكل فعال لضرب أهداف في أوكرانيا. وزاد إنه يجري اختبار صواريخ بوريفيسنيك، والغواصات المسيرة بوسيدون التي قال إنها تحمل ميزات فريدة من نوعها.

وشن بوتين هجوما عنيفا على الغرب وقال إنه يواصل التعامل بنفاق شديد. وزاد: نسمع اتهامات باطلة بسعينا لنشر أسلحة في الفضاء الكوني، ليست تلك إلا محاولة لجر روسيا إلى مواجهة مع الولايات المتحدة التي تعرقل المقترحات الخاصة بالرقابة على نشر الأسلحة النووية في الفضاء، والتي وضعناها منذ 2008، ولم نتلق أي رد. ووصف الولايات المتحدة بأنها دولة تتخذ خطوات معادية ضدنا.

وقال إن تصريحات الإدارة الأميركية الحالية حول السعي إلى النقاش بشأن الاستقرار الاستراتيجي ليست سوى كلمات خاوية من المضمون محددا شروط بلاده للحوار بأنه يجب أن يقوم على مناقشة مجموعة متكاملة من القضايا الأساسية المرتبطة بالأمن القومي الروسي. وإن الغرب سعى لجرنا إلى سباق التسلح، وتكرار المخطط الذي حققوه ثمانينات القرن الماضي مؤكدا على أن بلاده سوف تواصل بناء منظومة فعالة لقواتها المسلحة، واستخدام كل روبل لمخصصاتنا العسكرية لتعزيز دفاعنا والوصول إلى مستوى جديدة للأسطول والجيش. وحذر بوتين من دعوات لتوسيع العدوان على بلاده وقال إن القوات النووية الاستراتيجية الروسية في حالة استعداد تام.

وأضاف: لا بد أن يفهم الغرب أننا نمتلك أسلحة قادرة على إصابة الأهداف في أراضيهم... ويرهبون العالم كله بأن هذا يهدد باندلاع نزاع نووي، وهذا سيؤدي إلى القضاء على الحضارة البشرية. ألا يفهمون شيئا؟ لم يمروا باختبارات صعبة، ولا يعرفون ما تعنيه الحرب. تجاوز جيلنا هذه الاختبارات في القوقاز، ويتكرر الوضع في أوكرانيا الآن. وأكد أن ما يقوم به الغرب يهدد الأمن الأوروبي، يجب أن يكون هناك هيكل جديد للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة، ومستعدون للحوار مع جميع الأطراف على هذا الأساس»، مشددا على أنه «من دون روسيا قوية وآمنة لن يكون هناك أي أمن مستدام في أوروبا. في المقابل توقف بوتين عند تطلعات بلاده لتطوير العلاقة مع الشركاء والحلفاء في مناطق عدة من العالم. وقال إنه يرى آفاقا واعدة في شراكة أوراسية عظيمة في إطار انسجام المشاريع الاتحاد الأوراسي والمبادرة الصينية طريق واحد- حزام واحد كما يتم تطوير المشاريع في منطقة آسيان. ولدينا شراكات مهمة مع الدول العربية لتعزيز العلاقات، وكذلك الحال مع دول أميركا اللاتينية، وهناك عدد من البرامج لنشر اللغة الروسية حول العالم.

خصص بوتين الجزء الأكبر من خطابه الذي استمر نحو ساعتين ونصف الساعة للشأن الداخلي وتعهد بأن البلاد سوف تطور خلال السنوات الست المقبلة سياسات التربية والتعليم ودعم الأسرة والمجتمع وتقليص معدلات الفقر ومواجهة الأزمة الديموغرافية لتحسين وضع الولادات. في هذا الإطار، أعلن عن إطلاق مشروع وطني استراتيجي جديد تحت اسم الأسرة يقوم على المحافظة على القيم التقليدية للأسرة ومحاربة التوجهات الغربية للأخلال بهذه القيم. وتعهد بأنه في السنوات الست المقبلة يجب أن يكون هناك استقرار في المواليد، ويجب أن يكون هناك تطوير في مستوى التربية والتعليم.

وقال إنه من أكثر المشكلات إلحاحا انخفاض الدخل الذي تواجهه الأسر الكبيرة العدد. وزاد أن نحو 13 في المائة من الروس يعيشون تحت مستوى خط الفقر، وهذه النسبة تصل عند العائلات المتعددة الأطفال إلى نحو 30%. متعهدا بأن برنامجه سوف يسفر عن تقليص مستويات الفقر إلى سبعة في المائة في روسيا عموما ونحو 15% بين الأسر التي لديها 3 أطفال أو أكثر. في الإطار ذاته تعهد بتقديم رزمة من الإصلاحات أو المبادرات التي تساعد الأسر الفقيرة بينها حوافز وتسهيلات للاقتراض العقاري وتحسين الخدمات الصحية وبناء مئات المجمعات الرياضية وغير ذلك من الخدمات. وإن وتيرة وجودة النمو الاقتصادي يجعلنا على ثقة أننا على الطريق الصحيح لنصبح من أكبر أربعة اقتصادات عالمية. في السنوات الست المقبلة لا بد أن تزداد نسبة نمو الرواتب، ودعم الحد الأدنى للدخل. وزاد: لقد نما الاقتصاد في العام الماضي بمعدل أعلى من الاقتصاد العالمي، وبحسب هذا المؤشر فإننا نتقدم على كل الدول فيما يسمى بالسبع الكبار.

وشدد على ضرورة نمو استثمارات الأعمال الخاصة حتى عام 2030، والاستفادة من الخبرات في المراكز البحثية لا سيما في مجال الجينات، ومجال السيادة التقنية. يجب أن نحافظ على السيادة في قطاعات الصحة والأمن الغذائي. وقال إنه بحلول عام 2030 ينبغي أن تنخفض حصة الواردات في روسيا إلى 17% من الناتج المحلي الإجمالي، معربا عن ثقة بأنه لا بد أن تصبح مشروعات السيادة التكنولوجية قاطرة تجديد الصناعة الروسية. لكن بوتين قال في هذا الشأن إنه لا ينبغي لروسيا أن تقوم بإنتاج كل شيء، بل نحتاج إلى زيادة إنتاج السلع الاستهلاكية والأدوية والمركبات وغيرها من المنتجات. وتطرق إلى رزمة واسعة من الإصلاحات والتحسينات المنتظرة على القطاع الاقتصادي والصناعي والبنى التحتية خلال السنوات الست المقبلة. 

سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار