يعيش رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أزمة مزدوجة، مع تآكل الشراكة القائمة بينه وبين حزب الله، وانسداد أفق التواصل مع قوى المعارضة، بعد أن انقلب على العديد من التفاهمات معها من بينها ما يتعلق بالملف الرئاسي.
ويتخوف باسيل من فقدان المكاسب التي راكمها خلال العهدة الرئاسية للعماد ميشال عون، وهو ما بات يظهر بشكل جلي سواء على صعيد انحسار النفوذ الشعبي للتيار الوطني الحر، وأيضا فقدان القدرة على التأثير على القرارات السياسية داخل البلد، على غرار فشله في الحيلولة دون التجديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، أو اختيار رئيس للأركان.
ويحاول رئيس “الوطني الحر” فرملة الانحدار الذي يعانيه تياره سواء عبر استجداء حزب الله لإعادة الشراكة معه، أو في محاولة إقناع قوى المعارضة بقبوله في صفوفها وهو ما لا يبدو أن الأخيرة مستعدة له، خاصة وأنها تدرك أن رسائل باسيل لا تعدو كونها مناورة لاستعادة أنفاسه.
وقال باسيل خلال المؤتمر الوطني السنوي، “لا يفكر أحد أننا نندم على التحالف مع حزب الله”، مؤكدًا أنّ “التفاهم أعطانا 15 سنة استقرارا في البلد، وفي وقت كانت هناك نية لعزل الحزب جاء التفاهم فنسجنا الشراكة وأدت إلى إرساء الاستقرار”.