من المقرر أن تعلن المحكمة الدستورية في السنغال عن فوز المعارض السياسي باسيرو ديوماي فاي رسميا قبل عطلة نهاية هذا الأسبوع.
وقد تمكن فاي من الفوز بهذه الانتخابات وبفارق مريح على منافسيه وأحرز 54,28% من الأصوات في الجولة الأولى، وفق النتائج الرسمية الأولية الصادرة عن اللجنة الوطنية لفرز الأصوات.
ويأتي هذا بعدما أثار ماكي سال أزمة سياسية في فبراير الماضي عندما قرر الرئيس المنتهية ولايته سال تعليق الانتخابات الرئاسية قبل أيام قليلة من فتح مراكز الاقتراع بسبب مخاوف أمنية. الأمر الذي أدى إلى احتجاجات واشتباكات خلفت أربعة قتلى، قبل أن تأمره المحكمة الدستورية بتحديد موعد 24 مارس لإجراء الانتخابات.
وبهذا الفوز سيصبح فاي الذي لم يشغل أي منصب منتخب من قبل، الرئيس الخامس للدولة الواقعة بغرب أفريقيا والتي يقارب عدد سكانها 18 مليون نسمة.
وقد وعد فاي بعد فوزه بفارق مريح على مرشح الائتلاف الحاكم أمادو با الذي حصل على 35,79%، باستعادة "السيادة" الوطنية وتنفيذ برنامج وحدة أفريقية "يسارية"، وذلك في انتظار مصادقة أعلى هيئة دستورية في السنغال على فوز فاي الذي أفرج عنه من السجن قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات. ومن المقرر أيضا أن يصبح باسيرو ديوماي فاي البالغ 44 عاما والذي قال إنه يريد القطع مع النظام السياسي الحالي، أصغر رئيس في تاريخ السنغال.
أما المرشح صاحب المركز الثالث أليو مامادو ديا فحصل على 2,8% فقط من الأصوات، بحسب الأرقام التي قرأها رئيس اللجنة الوطنية لفرز الأصوات أمادي ضيوف في محكمة داكار.
وإثر هذه النتائج، استقبل الرئيس السنغالي المنتهية ولايته ماكي سال الزعيم المناهض للمؤسسات باسيرو ديوماي فاي في القصر الرئاسي. وجاء هذا الاجتماع بعد أسابيع من الأزمة التي أحاطت بالانتخابات الرئاسية السنغالية، ما يدل على تسليم سلس وسلمي للسلطة في دولة تفاخر باستقرارها وديمقراطيتها في منطقة تشهد انقلابات بشكل مستمر.
وقبل عشرة أيام من تاريخ الانتخابات تم الإفراج عن فاي إلى جانب معلمه عثمان سونكو الذي مُنع من الترشح بسبب إدانة جنائية بحقه أرجعها إلى دوافع سياسية.
واستقبل سال الرجلين في اجتماع اتسم بالهدوء نوقشت فيه بشكل مطول القضايا الرئيسية للدولة، فضلا عن حفل التنصيب، على حد تعبير مكتب الرئيس المنتهية ولايته.
وفي أول خطاب له طمأن الرئيس المنتخب باسيرو ديوماي فاي شركاء السنغال المحترمين، قائلا "أود أن أقول للمجتمع الدولي ولشركائنا الثنائيين والمتعدي الأطراف إن السنغال ستحتفظ بمكانتها دائما، وستظل البلد الصديق والحليف الآمن والموثوق به لأي شريك سينخرط معنا في تعاون شريف ومحترم ومثمر للطرفين. وأنه يعتزم العمل من أجل إحداث تغييرات داخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس". وأردف قائلا "أطلق نداء لإخواننا وأخواتنا الأفارقة للعمل معا من أجل تعزيز المكاسب التي تم تحقيقها في عمليات تحقيق التكامل في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا مع تصحيح نقاط الضعف وتغيير بعض الأساليب والاستراتيجيات والأولويات السياسية. كما أراد فاي التأكيد أيضا على أنه بانتخابه اتّخذ الشعب السنغالي خيار القطيعة مع النظام القائم في البلاد.
وعلى الصعيد الدولي، أشادت بعثات المراقبة التي نشرتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) والاتحاد الأوروبي في السنغال بحسن سير هذه الانتخابات الرئاسية بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات. وقال إبراهيم جمبري، رئيس بعثة إيكواس في مؤتمر صحفي بالعاصمة داكار تمت عملية التصويت بشكل عام من دون مشاكل وفي جو سلمي إلى حد كبير.
ومن جانبها، قالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي مالين بيورك خلال لقاء منفصل مع الصحفيين، إنها انتخابات جيدة التنظيم ومفتوحة، أظهرت صلابة المؤسسات الديمقراطية السنغالية. وأنه بشكل عام، كان التصويت منظما على نحو جيد، وتمكن الناخبون من الاختيار بحرية في جو سلمي ومنظم.
ويذكر أنه منذ العام 2021، شهد السنغال فترات من الاضطرابات نتيجة الصراع الشرس بين السلطة والمعارض عثمان سونكو الذي دعم ترشيح فاي بعدما أُبطل ترشحه. وعلى مدى ثلاث سنوات، أسفرت هذه الاضطرابات عن سقوط عشرات القتلى، واعتقال مئات الأشخاص.