قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن قطر تعيد تقييم دورها كوسيط بين إسرائيل وحركة حماس.
ولعبت قطر خلال الفترة الماضية دوراً رئيسياً إلى جانب مصر والولايات المتحدة، في محاولة تأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وأكد رئيس الوزراء أن الدوحة تعرضت للاستغلال والإساءة وتم تقويضها من قبل أولئك الذين يحاولون تسجيل نقاط سياسية.
كانت محاولات تأمين وقف إطلاق النار حساسة وغير ناجحة إلى حد كبير، لكن الروابط التي تربط قطر بجميع الأطراف بما في ذلك العلاقات الوثيقة مع حماس تعتبر حاسمة لتحقيق أي انفراجة.
واقترح الوسطاء هدنة لمدة ستة أسابيع تقوم حماس خلالها بإطلاق سراح 40 امرأة وطفلا ومسنا أو مريضا من الرهائن، وهو العرض الذي رفضته حماس علنا. وأبدت قطر تساؤلات علنية عن فرص نجاح تلك المحادثات وتقول إنها تعيد تقييم دورها كوسيط.
وقال رئيس الوزراء القطري إن جهود بلاده يتم تقويضها من قبل السياسيين الذين يسعون إلى تسجيل نقاط سياسية، وأضاف في مؤتمر صحفي بالدوحة يوم الأربعاء "للأسف، رأينا هناك إساءة استخدام لهذه الوساطة لصالح مصالح سياسية ضيقة .. وهذا يعني أن دولة قطر دعت إلى إجراء تقييم شامل لهذا الدور، ونحن الآن في هذه المرحلة لتقييم الوساطة وكذلك تقييم كيفية مشاركة الأطراف في هذه الوساطة. ولم يحدد رئيس الورزاء هوية أي أفراد، لكن بعض الأصوات الناقدة من داخل الكونغرس الأمريكي اتهمت قطر بعدم ممارسة ضغوط كافية على حماس لتقديم تنازلات.
ومع تجدد المخاوف من أن الحرب المدمرة في غزة يمكن أن تتصاعد إلى صراع إقليمي أوسع، في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، حذر رئيس الوزراء القطري من توسع الصراع ودعا المجتمع الدولي الأوسع إلى تحمل مسؤولياته ووقف الحرب.
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن 14 جنديا إسرائيليا أصيبوا، ستة منهم في حالة خطيرة، جراء صواريخ مضادة للدبابات وطائرات بدون طيار أطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه قرية في شمال إسرائيل. وقال حزب الله اللبناني، إنه أطلق النار على هدف عسكري في منطقة عرب العرامشة ردا على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل قادة في حزب الله ومقاتلين آخرين.
وأصدرت حماس بيانا قالت فيه إنها مستعدة للموافقة على صفقة تبادل رهائن جادة وحقيقية مع إسرائيل لكنها رفضت ما هو مطروح حاليا على الطاولة. كما أكدت من جديد أنها متمسكة بمطالبها بوقف دائم لإطلاق النار يؤدي إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم. وقال مسؤول كبير في حماس إن هناك حاجة إلى وقف لإطلاق النار لتوفير الوقت الكافي والأمان لتحديد مكان جميع الرهائن.
وذكرت تقارير دعمتها الأمم المتحدة في الشهر الماضي أن 1.1 مليون شخص أي نصف السكان يواجهون جوعاً كارثياً وأن المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة. وألقت الأمم المتحدة باللوم على القيود الإسرائيلية المفروضة على توصيل المساعدات والأعمال العدائية المستمرة وانهيار النظام.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهي أكبر منظمة إنسانية في غزة، قالت في تقرير يوم الثلاثاء إنه لم يكن هناك تغيير كبير في حجم الإمدادات الإنسانية التي تدخل غزة أو تحسين الوصول إلى الشمال. ووفقا للأرقام التي نشرتها الأونروا، دخل ما معدله 185 شاحنة إلى غزة يوميا عبر معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية في الفترة ما بين 5 أبريل، وهو اليوم التالي للمحادثة التي جمعت بايدن مع نتنياهو، و15 أبريل، وهو آخر تاريخ تمّ تحديث الأرقام خلاله. فيما بلغ المتوسط اليومي 168 شاحنة في الأيام السبعة بين 29 مارس و4 أبريل، بحسب البيانات. وحذر مسؤول كبير في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة من أن المنظمة لا تزال تكافح من أجل منع المجاعة على الرغم من حدوث بعض التحسن في تنسيق تسليم المساعدات مع إسرائيل. وأشار أندريا دي دومينيكو إلى أن الأمر أكبر بكثير من مجرد جلب الدقيق وخبز بضعة أرغفة من الخبز. إنه أمر معقد.. فالمياه والصرف الصحي والصحة هي أمور أساسية للحد من المجاعة.
وفي تطور منفصل على الأرض في غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته وطائراته قضت على عدد من الإرهابيين ودمرت البنية التحتية الإرهابية في وسط القطاع. وذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن هناك قصفًا ومعاركًا مكثفة في مخيم النصيرات للاجئين وما حوله، حيث قُتل 11 فردًا من عائلة النوري في غارة جوية على منزلهم. فيما قالت الأمم المتحدة إن أربعة أشخاص قتلوا يوم الثلاثاء عندما تعرض منزل في بيت حانون لأضرار جسيمة.