أثار إرجاء لقاء في البيت الأبيض بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن، كان متوقعاً في مايو، جدلاً واسعاً. وأرجع المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كتشالي، سبب تأجيل الزيارة الأولى من نوعها في ولاية بايدن الرئاسية، إلى عدم التوافق في برامج المواعيد الدبلوماسية. وقال إنه سيتم تحديد موعد لاحق للزيارة «يكون مناسباً لكلا الجانبين، مشدداً على استمرار الحوار رفيع المستوى بين تركيا والولايات المتحدة.
قوبلت تقارير في وسائل إعلام تركية، الأسبوع الماضي، عن إلغاء الزيارة من جانب الولايات المتحدة، بنفي من طرف مصادر قريبة من الرئاسة التركية. واكتسبت التكهنات حول إلغاء الزيارة الرسمية الأولى لإردوغان لأمريكا في عهد بايدن، التي ازدادت في الأيام الأخيرة، زخماً مع تصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، بأنه لا يوجد شيء مخطط له. تلاه تصريح للسفير الأميركي في أنقرة جيف فليك، خلال اجتماع مجلس الأعمال التركي الأميركي في إسطنبول، قال فيه الجمعة إن الاستعدادات للزيارة مستمرة، لكن البيان الرسمي سيتم الإدلاء به في وقت لاحق، أقرب إلى الموعد المقرر.
لكن وسائل إعلام تركية نقلت عن مسؤولين كبار ومصادر دبلوماسية أن تصريح كيربي لا يعكس الحقيقة، وأن الزيارة ستتم في موعدها، قبل أن يعلن المتحدث باسم الخارجية التركية، ليل الجمعة تأجيل الزيارة. رفضت مصادر مقرّبة من حكومة أردوغان، الأسبوع الماضي، تأكيد تقرير نشره موقع أوضه تي في الإخباري حول إلغاء الزيارة، بعد موافقة واشنطن على مساعدات بقيمة 26 مليار دولار لإسرائيل.
في غياب موعد جديد لزيارة أردوغان إلى واشنطن، يتوقّع أن يواصل الرئيسان الأمريكي والتركي تقليد اللقاءات غير الرسمية على هامش أعمال قمة حلف شمال الأطلسي ناتو، المرتقبة في يوليو بواشنطن.
ويسعى أردوغان إلى الدفع بمصالح بلاده عبر استغلال السباق على خلافة أمين عام الحلف الحالي، ينس ستولتنبيرج. وخلال لقائه في إسطنبول، مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، وهو أحد المرشّحين للمنصب الأبرز في الناتو، سعى إردوغان إلى توظيف ورقة ترشح روته في الحصول على موقف مساند لإزالة القيود المفروضة على صادرات الصناعات الدفاعية من بعض دول الحلف على تركيا.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي مع روته، إن تركيا ستتخذ قرارها بشأن انتخاب أمين عام الناتو في إطار التفكير الاستراتيجي والعادل. وشدد على أنه من المهم إزالة القيود والعراقيل المفروضة من قبل بعض الحلفاء على قطاع الصناعات الدفاعية للدول الأخرى ضمن الحلف نفسه. وأضاف أنه أكّد ذلك أيضاً خلال اتصال هاتفي الأسبوع الماضي مع رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس، المرشح الآخر لتولي منصب أمين عام الناتو. وقال إن قرارنا سيكون دون شك في إطار التفكير الاستراتيجي والعادل.
وشدّد أردوغان على ضرورة بدء أعمال تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أنه أطلع روته خلال اللقاء على الأهمية التي توليها أنقرة لهذا الأمر. كما تحدث عن توقّعه دعماً من هولندا بخصوص تناول الاتحاد الأوروبي علاقاته مع تركيا في إطار العدل والمنظور الاستراتيجي.
والأسبوع الماضي، وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى هولندا، اعتمد برلمانها قراراً يرهن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بتنفيذ تركيا قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري عن الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للأكراد، صلاح الدين دميرطاش، ورجل الأعمال الناشط في مجال المجتمع المدني عثمان كافالا، المعتقلين منذ عام 2017.